​لوس انجلوس تايمز : واشنطن ترى ان هجوم استعادة الرمادي مخيب للآمال

​لوس انجلوس تايمز : واشنطن ترى ان هجوم استعادة الرمادي مخيب للآمال

صحيفة  لوس انجلوس تايمز

صرح كبار مسؤولي البيت الابيض وقوات التحالف لصحيفة "لوس انجلوس تايمز" الامريكية، بان الهجوم المزمع لاستعادة مدينة الرمادي من ارهابيي داعش الذي تدعمه القوات الامريكية، تعثر منذ اسبوعه الاول، عادين ان الارهابيين لايزالون يحكمون على تلك المدينة.

المسؤولون العسكريون في واشنطن، يقولون ان استعادة الرمادي من الارهابيين، تمثل اختباراً جديداً للقوات العراقية التي تسعى لإثبات ذاتها بعد انسحاباتها المتكررة في العام الماضي وشهر آيار الماضي ايضاً.

الارهابيون الى الان يعتمدون على التفخيخ وزراعة العبوات الناسفة كنهج لهم، حيث انفجرت في اليومين الماضيين شاحنة ملغومة اسفرت عن استشهاد 100 شخص بينهم نساء واطفال في منطقة شيعية تبعد عن بغداد حوالي 35 ميلاً، وهي منطقة خان بني سعد.

ويعد الانفجار الذي وقع في خان بني سعد، واحد من اعنف الانفجارات دموية منذ انسحاب القوات الامريكية من العراق في عام 2011، اذ ادعى داعش مسؤوليته عن الحادث ونشر صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي اثار الدمار الذي لحق بالمدنيين الابرياء، كما اكد بيان لداعش، انه كان ينوي استهداف المقاتلين الشيعة المنتمين الى وحدات الحشد الشعبي.

الجنرال جيمس ليرمونت، ضابط بريطاني كبير في الفرقة المجوقلة الامريكية يقول "كان للتنظيم الوقت الكافي لاعداد التفجيرات وتفخيخ المناطق ولاسيما في خان بني سعد، اذ من المتوقع ان تكون الفلوجة التي يعتزم الجيش استعادتها، ان تكون مفخخة هي الاخرى بالكامل".

امريكياً، قصفت الولايات المتحدة عبر التحالف الدولي معاقل الارهابيين في مدينة الفلوجة وضواحيها، اذ بلغ مجموع الضربات 29 ضربة جوية، لكنها انخفضت حدتها في اليومين الماضيين لاسباب غير معروفة.

مدينة الفلوجة تشهد حول اسوارها انتشار كبير لفصائل الحشد الشعبي المتحالفة مع الحكومة لاستعادة المدينة من المتطرفين، اذ يتوقع المسؤولون العراقيون ان تكون المعركة صعبة للغاية لانها حرب مدن والمدينة مفخخة بالكامل.

مشكلة الامريكان اليوم بشأن استعادة الفلوجة هي، ان القوات الشيعية قادرة على استعادة الفلوجة من المسلحين، ام انها ستقع بذات الخطأ الذي وقعت فيه القوات الامنية الرسمية الذي ادى بها الحال الى الانسحاب؟. فمن المحتمل ان ينشب صراعاً طائفياً في تلك المدينة في حال دخول القوات الشيعية اليها، وفقاً لمسؤولين امريكان.

وتعتبر الانبار من اكبر مدن العراق حجماً، فانها تمتد من الحدود السورية والاردن والسعودية، حيث شهدت اكبر قدر من الخسائر الامريكية خلال الحرب التي دارت فيها بين القوات الامريكية وتنظيم القاعدة في الاعوام الماضية.

انسحاب القوات العراقية من مدينة الرمادي في آيار الماضي، جعل الادارة الامريكية تعيد تقييم ستراتيجيتها بشأن محاربة ارهابيي داعش، اذ قال الرئيس الامريكي ان التنظيم يحتاج الى وقت لمكافحته وهذا يتطلب اعادة هيكلة الستراتيجية الامريكية.

ينتشر في العراق اليوم، نحو 3500 عسكري امريكي في القواعد العسكرية بما فيهم المنتشرون بقواعد عسكرية تم افتتاحها اخيراً، في الحبانية وحديثة بالقرب من الفلوجة.

الولايات المتحدة تحث العراقيين اليوم على، ان يأخذ الدور الامريكي مزيداً من النشاط لمحاربة ارهابيي داعش اذ طالبت واشنطن من بغداد نشر مستشارين امريكان عند الخطوط الامامية وعلى التماس مع التنظيم المتطرف ونشر مراقبين جويين لمساعدة الغارات الجوية في تحديد اهدافها.

هذه المطالب الامريكية، تاتي لشعور البيت الابيض بان الحرب المقبلة قد تكون مخيبة للامال، وهذا ما عبر عنه رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي حينما اشار الى ان القوات العراقية المدعومة بوحدات الحشد الشعبي ربما تخطأ ذات الخطأ الذي ارتكبته القوات العراقي في شهر آيار الماضي، وفقاً لتصريحه للصحيفة الامريكية.

وقال ديمبسي، ان الحكومة العراقية تعج اليوم بالانقسامات الطائفية والخلافات بشأن استعادة اي مدينة اولاً، فالحكومة ترى الرمادي استعادتها اولاً، والحشد الشعبي يرى استعادة الفلوجة اولاً بوصفها معقلاً لتنظيم داعش منذ سنوات ماضية.

وكشف ديمبسي، عن منافسة موجودة داخل الحكومة العراقية حول اي من القوات سيكون لها الدور الاكبر في استعادة المدينة.

الغد برس/ بغداد: 


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

صحيفة لوس انجلوس تايمز  ,   واشنطن  ,   الرمادي  ,   خان بني سعد  ,   الفلوجة  ,