​الثارات العشائرية تحول دون عودة النازحين إلى تكريت

​الثارات العشائرية تحول دون عودة النازحين إلى تكريت

نازحين تكريت

رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على استعادة القوات الأمنية العراقية مدينة تكريت (175 كم شمال بغداد) ومدن أخرى شمال بغداد، من سيطرة تنظيم "الدولة"، إلا أن العشرات النازحة من المدينة ما زالت ترفض العودة إلى منازلها؛ خشية من "الانتقام والثأر العشوائي" في تلك المناطق.

مواطنون وشيوخ من داخل مدينة "تكريت" ومنطقة "عزيز بلد" القريبة منها، قالوا إن بعض العائلات والعشائر الموالية للحكومة والمناهضة لتنظيم "الدولة"، قامت بمنع عدد كبير من الأهالي التي انتمى بعض أبنائها إلى "التنظيم" من العودة إلى ديارهم متوعدة بالثأر والانتقام.

وقال الشيخ فاضل الصجري، من شيوخ عشائر تكريت لـ"الخليج أونلاين": إن "كلاً من منطقة عزيز بلد ويثرب جنوب مدينة تكريت، شهدت خلافات عشائرية؛ بسبب مطالبة بعض العشائر السنية التي قارعت تنظيم داعش، عشائر أخرى بدفع دية عن أبنائهم الذين قتلهم التنظيم، كشرط أساسي للعودة إلى منازلهم، وشريطة توفر من يكفلهم من العشائر الأخرى".

وأضاف أن "عشائر الأحباب والجنابيين والرفيعات والمزاريع والبوعجير والبوناصر، التي تعد من أكبر وأقدم العشائر التي تسكن في محافظة صلاح الدين، منعت من العودة إلى ديارها"، داعياً الحكومة المحلية ورجال الدين إلى "عقد عدة اجتماعات ومؤتمرات؛ لتجسيد مشروع المصالحة الوطنية عبر أخذ التعهدات من شيوخ العشائر بإخماد نار الفتنة الطائفية والعشائرية، وتغليب لغة العقل والتسامح بعد عمليات تحرير المناطق التي كانت محتلة من قبل التنظيم".

من جهته قال المواطن حسن الأحبابي، أحد سكنة مدينة يثرب، جنوب تكريت: إن "أهالي مدينة يثرب من أكثر المتضررين من سيطرة تنظيم داعش على المدينة، فقد فجر التنظيم عشرات المنازل الفارهة، وقتل مئات المواطنين بحجة انتسابهم للقوات الأمنية"، منبهاً إلى أن "المدينة تحولت إلى مدينة مدمرة، لا تصلح للسكن بعد دخول المليشيات إليها عقب انسحاب عناصر تنظيم داعش منها".

وأضاف: "بعد تشكيل وفد عشائري من عشائر الجبور في محافظة صلاح الدين للاطلاع على واقع المدينة، تفاجأ الجميع بحجم الدمار الذي تعرضت له مدينة يثرب، حيث دمرت المنازل وأُحرقت البساتين وقُضي على الثروة الحيوانية التي اشتهرت بها" وفق تأكيده.

وتابع أن شيوخ وعشائر مدن "تكريت يثرب وعزيز بلد"، عقدوا اجتماعاً موحداً أعلنوا فيه براءتهم من جميع أبناء مدينتهم ممن انخرطوا في صفوف التنظيم، كما أبدوا استعدادهم لتسليمهم إلى العشائر والسلطات في حال تمكنهم من ذلك.

بدورها أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن عودة نازحي مناطق محيط قضاء بلد شمال بغداد ما تزال تواجه عقبات الثأر والفصل العشائري؛ وذلك لوجود عرقلة تتعلق بضمان عدم عودة الإرهاب وحواضنه مجدداً.

وقال رئيس لجنة الأمن البرلمانية حاكم الزاملي في حديث صحفي: إن "مئات العائلات من مناطق جنوب تكريت تمكنت من العودة إلى منازلها بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن عدة عقبات ما تزال تعرقل عودة النازحين إلى محيط قضاء بلد (70 كم جنوب تكريت)؛ نتيجة المخاوف من الثأر العشائري، لأن سكان المنطقة يتهمونهم بالإسهام في قتل أبنائهم، ما يتطلب مصالحة حقيقية، والفصل العشائري".

وكان تنظيم "الدولة" سيطر على معظم مناطق محافظة صلاح الدين صيف العام الماضي، وأجبرت العمليات العسكرية المئات من العائلات على النزوح، قبل أن تتمكن قوات عراقية مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي والطيران الأمريكي من استعادة المدينة قبل بضعة أشهر، غير أن أغلب عوائلها لم تتمكن من العودة إليها بفعل الدمار الكبير الذي لحق بها، سواء من جراء العمليات العسكرية أو عمليات النهب والسلب والحرق التي مارستها المليشيات في المدينة.

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

تكريت  ,   عشائر تكريت  ,   الخليج أونلاين  ,