​الاٍرهاب وخطط مكافحته

​الاٍرهاب وخطط مكافحته

اثيل النجيفي القيادي في حزب للعراق متحدون

اثيل النجيفي... تعرضت مدينة الموصل الى تجربة كارثية عصفت ببنيتها الحضرية بكل ما تعنيه الكلمة من ثقافة وانصياع للقانون والتزام بالنظام وكذلك التدمير الإنشائي الذي اضعف الخدمات في مجال الصحة والطاقة والبلدية . وبينما ينظر البعض الى ان ما حدث هو ثمن مقبول للقضاء على الاٍرهاب فان العقلاء والباحثين بخطط الاٍرهاب الشيطانية يدركون ان ما حدث هو تهيئة للصفحة الثانية من التطرّف وعلينا الإسراع بمعالجة نتائجها .

فالإرهاب يسعى لخلق مجتمع لا تسوده القيم وتغيب فيه الثقافة ويتفاخر أفراده بان القانون طوع أيديهم . مجتمع لا يثق أفراده ببعضهم وليس لديهم قيادات يثقون بها . مجتمع يعيش في متاهة وينتظر القوي المتغلب ليفرض عليه قيمه ويحدد له مساره . مجتمع يحقد فيه المريض الذي لا يلقى علاج والمعتقل البرئ والتاجر الذي يتعرض للابتزاز والشاب العاطل والشيخ المهان والمرأة التي يجوع عيالها والطفل الذي يتربى في هذه الأجواء . فهذه هي الأرضية المناسبة للارهاب وينفذها الذين يصادرون حرياتنا ويعبثون بقيمنا الدينية ويبررون فسادهم بغطاء محاربته

اما اذا استفحل الاٍرهاب وتشكلت أداته الضاربة فيحتاج المجتمع للمختصين بالشأن الامني ( وليس العسكري ) الذي يهتم بالافشال المسبق للعمليات الارهابية وملاحقة الارهابيين وتقديمهم للعدالة لكي يتعزز التزام المواطن بالقانون الذي يحمي حياته وممتلكاته .

ولكن اذا تفاقم الاٍرهاب وشكل قوته المسلحة ليخوض بها الحروب عند ذلك نحتاج الى القادة العسكريين المتخصصين بإدارة المعارك وتحقيق النصر باقل الخسائر .

وفِي كل المراحل لابد من حضور العقلية السياسية التي تدير هؤلاء وتقسم بينهم مراحل ومهام العمل . فلا تستغربوا الفشل لاننا نطلب من الطبيب بناء المستشفى ومن المهندس معالجة المريض


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.