​مقال السيد أثيل النجيفي المنشور في جريدة عراقيون بعنوان : العراق والسياسة الدولية

​مقال السيد أثيل النجيفي المنشور في جريدة عراقيون بعنوان : العراق والسياسة الدولية

أثيل النجيفي

يبدو ان تجربة الاحتلال ومآلاته لم تكن كافية للنخب السياسية العراقية لاعادة قراءة سياسة العراق الخارجية وطبيعة علاقاتها مع الدول الكبرى . فبعيدا عن شخصية صدام حسين وطبيعة النظام العراقي السابق . فان الدولة العراقية كانت تمتلك مؤسسات دولة ضعفت واضطربت نتيجة للحصار وتدخل السياسة الا انها كانت على حال لايمكن مقارنته بوضعها الحالي . ومع هذا انهارت تلك المؤسسات ولم تصمد امام إرادة دولية ارادت أضعاف العراق واحتلاله ولم ينجح العراق بعد ١٦ عام في إعادة بناء منظوماته ولازال وضعه الداخلي واقتصاده مهدد بالانهيار بين فترة وأخرى وبحاجة الي دعم دولي لاستمرار بقائه .

وعلى الرغم من ذلك تعود شعارات المواجهة مع الدول الكبرى والمنظومات العالمية لتطرب آذان الجهلة والبسطاء وتمنيهم بهزيمة العالم امام أوهام الحالمين الذين يريدون نتائج بلا مقدمات ونصر بلا عدة .

لاشك ان كلا من ايران والولايات المتحدة لن تخسرا شيئا ان قتل وكلاء الطرفين في العراق بعضهم الاخر . بل قد تجد ايران في ذلك ورقة تساوم فيها غريمتها خارج حدودها . الا ان المنطق السليم يقول بان العراق لن يجني مكاسب من تحقيق ايران لمصالحها وان حاجته للمنظومة الدولية لا تقارن بحاجته لجار يتعرض للإنهاك يوما بعد آخر .

قد لاتهتم الولايات المتحدة في سرعة حسم نتائج صراعاتها وقد تستنزف المنطقة كما سبق لها ان استنزفت العراق في حصار دام عقدا من الزمان وقد يستهزء سياسيو العالم في داخلهم من الحديث عن معاني الإنسانية وحقوق المجتمعات او انهم يفسرونها بمفاهيم مختلفة ويطوعون المعاني لصالح مفاهيمهم . فسياسة الدول تبنى على خلفية مصالح شعوبها وليس التضحية بشعب العراق لصالح ثورة إيرانية تحمل مفاهيم أيدلوجية وتسعى لتطويع الشعوب من خلالها.

لقد جرب العراق عقودا من تحدي الإرادة الدولية انتهت باحتلاله وتحويله الي بؤرة للفوضى ومكب لنفايات الأفكار والإرهاب . وهاهو يجرب مرة أخرى يختلف فيها الأشخاص والأيديولوجيات ولكنه نفس المسار . افلا يعقلون ؟


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.