كلمة السيد أسامة النجيفي خلال اعلانه السبت 2019/9/14انطلاق المشروع الجديد باسم جبهة الانقاذ والتنمية

كلمة السيد أسامة النجيفي خلال اعلانه السبت 2019/9/14انطلاق المشروع الجديد باسم جبهة الانقاذ والتنمية

المؤتمرِ التأسيسي لجبهةِ الإنقاذِ والتنمية

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الأخوات

أيها الأخوة

أعضاء المؤتمرِ التأسيسي لجبهةِ الإنقاذِ والتنمية

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

من القلبِ أُحييكم ، وأبارُك جهدَكم وجهادَكم برفعِ رايةِ الوحدةِ والتعاونِ ، والاستجابةِ المسؤولةِ للتحدياتِ التي تواجِهُ شعبَكم ، كرؤساءِ أحزابٍ وشخصياتٍ وطنيةٍ ، تمثلون النسغَ الحيَ لمعنى المواطنةِ الفاعلةِ القادرةِ على الإصلاحِ والتغيير .

ومن خلالِكم أقولُ لشعبِنا الأبيِ الصابرِ بأَننا عراقيون تؤلمُهم اختناقاتُ العمليةِ السياسيةِ ، ومخرجاتِها الهشةِ ، ويُحزنُهم غيابُ المعنى الفعليِ للشعاراتِ والأهدافِ الكبيرةِ ، ونحنُ واثقون أنَ الشعبَ ، والشعبَ وحدَه منْ يمتلكُ القرار ، وأنَ جذوتَهُ المتقدةَ لا تنطفئ مهما تراكمَ عليها رمادُ الفشلِ والإخفاقِ ، مؤمنون أنَ رياحَ التغييرِ تبدأُ بإزالةِ هذا الرماد لمصلحةِ توهجٍ يَليقُ بدورِ شعبِنا الكريم .

هؤلاء نحن ، يدٌ بيضاءُ .. قلبٌ مؤمنٌ .. إرادةٌ لا تستكينُ لظلمٍ .. وعزمٌ صلبٌ في الدفاعِ عن تطلعاتِ الشعبِ .. فلسنا طلابَ دورٍ ملفقٍ ، ولسنا باحثين عن مناصبَ أو ثرواتٍ ، وقدرُنا أن نكونَ كذلك سلوكا وعطاءً وتضحيةً ..

إن قطرةَ دمٍ واحدةٍ من عراقيٍ برئ تجرحُ قلبَنا وضميرَنا

ولحظةَ إحساسٍ بالظلمِ من أيِ عراقيٍ تسهدُنا

لهذا تنادى المخلصون من رؤساءِ الأحزابِ والشخصياتِ الوطنيةِ ، وعملوا معاً من أجلِ الوصولِ إلى مشروعِ نهضةٍ تمثلُه جبهةُ الإنقاذِ والتنميةِ التي تسعى لبناءِ دولةِ المواطنةِ ، ذلك أنَ الهمَ الأولَ هو الإصلاحُ وليسَ السلطة ، ونَعُدُ كلَ شيءٍ خارجَ الدولةِ عبثاً وتشرذما وفوضى واستلابا ، فقوةُ الدولةِ بالحكمِ الرشيدِ القائمِ على سلطةٍ عادلةٍ للقانون دونَ تهميشٍ أو اقصاءٍ للآخر .

أيتها الأخواتُ

أيها الأخوةُ

لقد كان تأثيرُ الأزماتِ والسياساتِ قصيرةِ النظرِ مباشرا ومدمرا لإدارةِ المواردِ ولكلِ مفصلٍ من مفاصلِ التنميةِ ، ورافقَ هذا التأثيرَ السلبي تهميشٌ واقصاءٌ لمكوناتٍ فاعلةٍ في المشهدِ العراقيِ ، مما كسرَ العقدَ الاجتماعيَ بينَ الدولةِ والمواطنِ ، وما زالت المحافظاتُ والمدنُ والقصباتُ المحررةُ من الإرهابِ تشكو من ضعفٍ كبيرٍ في معالجةِ أوضاعِها السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ ، فضلاً عن تعرضِ هويتِها إلى الاستهدافِ المعبرِ عنه بسلوكٍ وتصرفاتٍ لا تتفقُ مع إرادةِ المواطنِ والشرعِ والقانونِ ، وأصبحَ وضعُ النازحين والمهجرين والمختطفين والمغيبين قسرا جرحا يطعنُ أي متبجحٍ بتحقيقِ قيمةِ المواطنةِ الحقة .

أمامَ هذا الوضعِ اللاإنساني ، تنادى الخيرون للانطلاقِ بمشروعٍ حضاريٍ ينقذُ الشعبَ ، حيثُ تَمازَجت رؤاهم ، واختلطت آمالُهم ، لتكوّن ضفيرةً عراقيةً أصيلةً ، هي جبهتُكم جبهةُ الإنقاذِ والتنميةِ ، التي تؤكدُ على :

  1. تؤكدُ الجبهةُ أنَ صوتَها وهدفَها يأتي استجابةً عميقةً لصوتِ الشعبِ الذي نَلمسُ ونعيشُ معاناتِه ، ونشهدُ الإخفاقَ في ترجمةِ تطلعاتِه إلى واقعٍ يستجيبُ لإرادتِه .
  2. إن الولاءَ الأولَ والأخيرَ للعراقِ وللشعبِ في دولةٍ تَعزُ مواطنيها ، وتضمنُ لهم ولأجيالِهم القادمةِ مستقبلا آمنا .
  3. العراقُ دولةٌ عمقُها عربيٌ اسلاميٌ ، وأفقُها إنسانيٌ منفتحٌ على المجتمعِ الدولي .
  4. الجبهةُ مع القانون الذي لا يفرقُ بينَ مواطنٍ وآخر على أساسِ الدينِ أو القوميةِ أو الطائفةِ أو المنطقةِ أو العشيرةِ .
  5. الجبهةُ مع العدالةِ والمساواةِ بينَ المواطنين وإنصافِهم في الحقوقِ والواجباتِ .
  6. المواطنةُ قيمةٌ عليا لا تطعنُها أجنداتٌ أجنبيةٌ أو مصالحُ ضيقةٌ ، إنها تعني العدالةَ والمساواةَ والشراكةَ الحقيقيةَ في صنعِ القرارِ .
  7. الجبهةُ مع دولةٍ تعتمدُ معاييرَ الكفاءةِ والأداءِ والإنجازِ بــــدلا من الولاءاتِ الفرعيةِ ( ما قبلَ الدولةِ ) .
  8. رفضُ الأجنــــداتِ الأجنبيةِ من أيِ طرفٍ كان ، وإدانــةُ كلِ ما لصقَ بالعمليةِ السياسيةِ مــن شوائبِ ( المصالحِ الحزبيـــةِ والشخصيةِ ، ومحــاولاتِ بيــعِ وشراءِ المناصبِ والولاءات ..... ) .
  9. إدانةُ ورفضُ كلِ أشكالِ الفسادِ في الرأيِ ، والموقفِ ، والولاءِ ، والعملِ ، وانتهازِ الفرصِ لأجلِ الإثراءِ ، واستغلالِ المالِ العام .
  10. الانفتاحُ الكاملُ على الفكرةِ الأصيلةِ ، والموقفِ الذي يَعزُ صاحبَه ، والعملُ الجادُ لخدمةِ الشعبِ ، وإقامةِ أوسعِ الصلاتِ مع القوى الوطنيةِ التي تتقاسمُ معَنا الهمَ المشتركَ .
  11. الغاياتُ الأساسيةُ لجبهةِ الإنقاذِ والتنميةِ تكمنُ في الانتصارِ للشعبِ ، والعملِ على تحقيقِ نهوضٍ وإصلاحٍ شامل ، والوقوفِ بالضدِ من كلِ منهجٍ أو سياسةٍ أو اتجاهِ يطيلُ معاناةَ الشعبِ ، ويُفقِدَه الأملَ في المستقبلِ .

أيها الأعزاءُ :

نحنُ أبناءُ هذه الأرضِ الطيبةِ ، ونحنُ من يتعاملُ مع تربتِها دونَ قفازاتٍ ، لذلك فرسالتُكم عراقيةٌ صميمةٌ وأصيلةٌ ، لا نريدُ أن نكونَ أفضلَ من أيِ مواطنٍ عراقيٍ ، ولا نرضى أن نكونَ دونَ أحدِ ، نحن شركاءُ لا أتباع ، شركاءُ مخلصون ينضحون كرامةً وعزةً ، لا أتباع تسكنُهم الذلةُ يبحثون عن الفتاتِ .

نؤمنُ أن نكونَ يدا بيدٍ ، وكتفاً إلى كتفٍ ، مع نظرةٍ موحدةٍ للأمام ..

نعملُ من أجلِ مراجعةِ موادِ الدستورِ لإعلاءِ قيمةِ المواطنةِ ، ونبذِ المحاصصةِ والمكونات ..

نعملُ من أجلِ إلغاءِ القوانين والاجراءاتِ التي نُفذت بطريقةٍ طائفيةٍ ، كالمساءلةِ والعدالةِ وغيرِها من قوانينِ الفترةِ الانتقاليةِ التي ينبغي إنهاءُ مفعولِها ، فضلا عن القوانينِ والاجراءاتِ التي تفرّقُ وتميّزُ بينَ مواطني الشعبِ الواحدِ .

نحنُ شركاءٌ في كلِ شيءٍ ولسنا تابعين ، لذلك ينبغي تحقيــقُ التوازنِ الأمثــلِ في وزاراتِ ومؤسساتِ الدولةِ كافةً عسكريةً كانت أم أمنيةً أم مدنية .

نعملُ من أجلِ طيِ صفحةِ النزوحِ والتهجيرِ والاختطافِ والتغييبِ القسري والاعتقالِ على الهوية ، وتفعيلِ القضاءِ بحيثُ لا يبقى مظلومٌ في السجن .

نعملُ ذلك كي نتطلعَ إلى المستقبلِ دونَ وصايةٍ أو تدخلٍ ، وصولا إلى عراقٍ ديمقراطيٍ ناهضٍ ، وشراكةٍ وعدالةٍ اجتماعيةٍ ، وهويةٍ مصانةٍ ، وكرامةٍ مؤكدة .

أيها الاعزاء

في جَمعِكُم المباركِ لنا رسائلُ ثلاث :

الاولى لكم لجماهيرِ المحافظاتِ المحررةِ لأهلِنا النازحين والمهجرين والمغيبين ، نقول : لن نتنازلَ أبدا عن الحقوقِ ، لن نتنازلَ عن الشراكةِ والتوازنِ والعدالةِ والمساواةِ ، ولن نوافقَ على الإطلاقِ ان تستغلَ لافتةُ الحربِ على الاٍرهابِ لإهدارِ الحقوقِ والنيلِ من وطنيةِ مكونٍ اصيلٍ ، وليعلمَ الجميع ان الفاتورةَ الأغلى تضحيةً دَفعَتها المحافظاتُ المحررةُ قتلا وتشريدا وهدمَ دورٍ ومدنٍ ونزوحٍ وتهجيرٍ وتغييب ..

ولأننا ننظرُ إلى المستقبلِ ، ولأن قلوبَنا لا تعرفُ الأحقادَ ، نقول أنَ البعضَ من أهلِنا غامت الصورةُ أمامَ ناظريه وتشوشت رؤيتُه ، وربما يكونُ قد خُدِعَ أمامَ اغراءاتِ الآخرين ووعودِهم ،أو أَنه تصورَ أنَ التنازلَ يمكنُ أن يحققَ شيئا ، لهؤلاءِ نقول : راجِعوا أنفسَكم ، وعودوا إلى أهلِكم ، وانفضوا رمادَ الأكاذيبِ والوعودِ الجوفاءِ ، فالحقُ أولى أن يُتَبع ، وستجدون لأكفِكم موضعاً على ساريةِ الأصالةِ والحبِ والدورِ المطلوب .

الرسالةُ الثانيةُ الى شركائِنا في الوطن :

ما يربطُنا أعمقُ وأكبرُ من كلِ عواملِ الاختلافِ ، فالوطنُ بيتُنا جميعا ونحن اخوةٌ ، والمواطنةُ قيمةُ عليا تجمعُنا وتوحدُنا ، ونعلنُها اليومَ باننا لا نريدُ أيةَ امتيازاتٍ ، كما لا نريدُ تقديمَ تضحياتٍ غيرِ مسوغةٍ ، ونحنُ نرفضُ وندينُ الطائفيةَ والمنهجَ الطائفيَ الذي يمزقُ البلدَ ويحرمُه من فرصِ التقدمِ والازدهارِ ، وحينَ نطالبُ بالحقوقِ والعدالةِ والشراكةِ فإننا نفعلُ ذلك من بابِ رفضِ المنهجِ الطائفيِ الذي يمزقُ النسيجَ الوطنيَ ، وحينَ نطالبُ بمعرفةِ مصيرِ المغيبين او إنهاءِ معاناةِ النازحين فإننا نفعلُ ذلك رفضاً للطائفيةِ التي تطيلُ معاناةَ اهلِنا ، وليكنْ واضحا ان السكوتَ عن الحقوقِ وعدمَ المطالبةِ بها يعني في جملةِ ما يعنيه تشجيعَ المنهجِ الطائفيِ وضربَ الوحدةِ الوطنيةِ ، وتذكروا أيها الإخوة أنَّ المناضلَ نيلسون مانديلا حين ضحى وسُجِنَ وقادَ ثورةَ الحقوقِ لمواطنيه السود لم يَتهمُه احدٌ بأنه طائفيٌ او عنصريٌ ، فالدفاعُ عن المظلومِ شرفٌ في ايِ زمانٍ ومكان ..

لقد صورَ بعضُ المتطرفين المغالين أَن الانتصارَ على الإرهابِ انتصارٌ على مكونٍ ، وتحدثَ عن حقوقٍ ومكافآتٍ للمنتصر، وتحدثَ عن أفضالٍ ومِنَةٍ ، ناسيا أن الدفاعَ عن الوطنِ والوقوفَ بوجهِ الإرهابِ واجبٌ قبلَ كلِ شيءٍ ، ومن ينتظرُ استحقاقاتِ تضحيتِه على حسابِ مواطني المحافظاتِ المحررةِ لا يختلفُ بشيءٍ عن أيِ مرتزقٍ ، لذلك ينبغي وقفُ هؤلاء ولجمُ شهيتِهم في التجاوزِ وضربِ معنى الوطنيةِ الحقةِ ، وعليهم أن يتذكروا أن ابناءَ الموصلِ وكركوك والأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد ، دافعوا عن كلِ محافظاتِ العراقِ ومدنِه مع اخوانِهم من المحافظاتِ الأخرى في حروبِ العراقِ دونَ مِنَةٍ أو فضلٍ عندما قاتلوا ضمن الجيشِ العراقيِ الباسلِ ، ولم يقلْ أحدٌ منهم أنه ذو فضلٍ على هذه المدينةِ أو تلك .

الرسالةُ الثالثةُ الى المجتمعِ الدولي :

لقد دفعت المحافظاتُ المحررةُ ثمنا غاليا في مواجهةِ الاٍرهابِ ، وكان ثمنُ النصرِ وتحريرِ الارضِ باهضا ، اذ تهدمت مدنٌ وقصباتٌ وتشردَ الملايين من شعبِنا ، وأصبحنا نَئِنُ من وطأةِ الأزماتِ التي خلفَها الاٍرهابُ والعملياتُ العسكريةُ ، ما يشكلُ جهدا والتزاماتٍ اعلى من قدرةِ الحكومةِ العراقيةِ على مواجهتِها منفردةً .

لقد واجهَ مواطنو المحافظاتِ المحررةِ القتلَ والتعذيبَ والتهجيرَ والإخفاءَ القسري ، وهدمَ الدورِ على رؤوسِ أصحابِها ، وتدميرَ الممتلكاتِ الخاصةِ والعامة ، وانهيارا شُبهَ تام بالبنيةِ التحتية ، فضلا عن الجرحى والمصابين بأمراضٍ لا تجدُ توفيرَ المستلزماتِ الطبيةِ لمعالجتِها ، كلُ ذلك ، وانسجاما مع المسؤوليةِ الأخلاقيةِ والإنسانيةِ يستوجبُ أن يقومَ المجتمعُ الدوليُ بتقديمِ الدعمِ والمساعداتِ لإعادةِ بناءِ المدنِ والقصباتِ المهدمةِ ومساعدةِ ملايين النازحين للعودةِ ودعمِ حقِ الحياةِ والمستقبلِ المضمونِ لهم مع دعمِ خياراتِهم في مختلفِ شؤونِ الحياة ..

أخواتي

اخوتي

من جديدٍ أباركُ مؤتمرَكم

وأدعو اللهَ عزَ وجل أن يمدَكم بالعزمِ والصبرِ لخدمةِ شعبِكم

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.