​صحيفة أمريكية : المهمة الأولى لأميركا تتمثل بإقناع العبادي بأن الدور الروسي “خطأ رهيباً”

​صحيفة أمريكية : المهمة الأولى لأميركا تتمثل بإقناع العبادي بأن الدور الروسي “خطأ رهيباً”

صحيفة النيو يورك تايمز الامريكية

(وكالة الصحافة المستقلة) قالت صحيفة النيو يورك تايمز الامريكية أن المهمة الأولى لأميركا في العراق حالياً تتمثل بضمان بقاء الحكومة الحالية وإقناع رئيسها حيدر العبادي بأن أي دور روسي بالعراق سيكون “خطأ رهيباً” .وأضافت الصحيفة في تقرير لها إن “الشيء الغائب عن الذهن والانتباه هو النية الروسية الجلية لتوسع نفوذها أكثر ليشمل العراق”، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة ما تزال تحاول منع ذلك لكن الوقت قصير”.وذكرت أن “الولايات المتحدة كانت صريحة وواضحة الشهر الماضي، عندما طلبت من العراق عدم فتح أجوائه للطائرات الروسية التي تنقل معدات عسكرية لبناء ترسانتها في سوريا”، مستدركة “لكن العراقيين تجاهلوا الطلب”. وأوضحت النيويورك تايمز أن “وزارة الدفاع العراقية وقعت قبل اسبوعين، اتفاقية تعاون استخباري وأمني مع روسيا وإيران وسوريا، قد تنذر بتحالف لا غربي في الشرق الأوسط مع روسيا يدار بتوجيهها”، مبينة أن “رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، رحب بتوجيه ضربات جوية روسية ضد داعش داخل بلده، نتيجة يأسه من الخطى البطيئة للولايات المتحدة في معالجة مشاكل العراق في حربه ضد ذلك التنظيم”. وأشارات الصحيفة الى أن “مسؤولاً عراقياً أعرب عن استغرابه وقلقه عندما أطلق الروس صواريخ كروز مرت عبر الأجواء العراقية لتضرب أهدافاً داخل سوريا”، مبينة أن “أول مهمة لأميركا الآن هي أن تقنع العبادي أن السماح لروسيا بأي دور في العراق أو فوق أجوائه، سيكون بمثابة خطأ رهيباً، حيث أن العبادي تعهد بتسوية مشاكل ومصالح أبناء الطائفة السنية مع أبناء الطائفة الشيعية، لتوحيد العراق في حربه التي يخوضها ضد داعش” . وعدت الصحيفة أن “تدخلاً روسيا في العراق من شأنه فقط أن يعزز موقف الطائفية الشيعية المتشددة من سياسيين وأفراد مليشيات، الذين يخشونهم سنة العراق، نتيجة ميولهم لإيران وسجلهم في تهميش السنة بالمشاركة في العملية السياسية”، معتبرة أن “السياسة التي تتبعها روسيا في سوريا ودعمها للرئيس الأسد الذي يقمع السنة في بلاده، جعلت السنة في العراق ينظرون إليها باحتقار”. ورأت الصحيفة أن “رغبة حكومة العبادي بالبحث عن التعاون مع أبناء السنة في العراق هو عنصر الأمل الوحيد الباقي للحفاظ على عراق موحد مستقر”، لافتة إلى أن “الأولوية الأولى للولايات المتحدة هي أن تسعى لضمان بقاء الحكومة الحالية في العراق، لذلك عليها أن تنتهج استراتيجية عسكرية أكثر فاعلية فضلاً عن تقديم معونة سياسية ومالية متينة لحكومة العبادي” . وأكدت النيو يورك تايمز الامريكية أن “فشل الولايات المتحدة بدعم العبادي، يهدد باستبداله بالمتشددين الذين سيعززون التوجه الطائفي أكثر ما يديم بقاء تنظيم داعش، ويحكم على الأميركيين البقاء لسنين طويلة أخرى من الانفاق المكلف على مكافحة الإرهاب في العراق، البلد الذي يقترب كثيرا من الدوران في الفلك الإيراني والروسي” . وختمت الصحيفة تقريرها بالقول أن “تعزيز موقف المعتدلين والإصلاحيين من الطبقة السياسية الشيعية، يتيح للولايات المتحدة أن تضع الأسس لسلام دائم بين طوائف العراق المختلفة، وجعل البلد قوة بناءة للتعددية ضمن مجتمع إقليمي تواق لمثل هذا التحول”.


شارك الموضوع ...