​صحف عراقية: مطالبة بملاحقة مجرمي الغزو… ورفض انتقاد عملية الحويجة

​صحف عراقية: مطالبة بملاحقة مجرمي الغزو… ورفض انتقاد عملية الحويجة

صحف

...و«انتهاء شهر العسل» بين العبادي وشركائه… وهل أصبح العراق مفلسا حقا؟ ...

بغداد ـ «القدس العربي» : تناولت الصحف العراقية هذه الأيام مواضيع تقترب من الوضع العراقي، ومنها انتقاد سوء إدارة الدولة والمطالبة بملاحقة مجرمي غزو العراقـ ورفض انتقاد البيشمركة بسبب عملية الحويجة، وتحميل إيران مسؤولية أزمات العراق، وغيرها من القضايا.

من يحاسب المحتل؟

ونشرت صحيفة «الزمان» المستقلة مقالا جاء فيه «بعد اثني عشر عاما من الفوضى وتدمير البلد في جميع مفاصله وضياع البشر بين القتل والتشريد والهروب إلى الشتات في دول أوربا وملايين النازحين داخل الوطن ومثلهم من الأيتام والأرامل يعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أخيرا وبدم بارد!! بأنه ارتكب خطأ عندما قرر مع الرئيس الأمريكي جورج بوش غزو العراق في عام 2003 وأقر بلير لأول مرة أيضا بأن الحرب الأمريكية البريطانية على العراق كانت واحدة من أسباب ظهور تنظيم داعش.. ما يعني وفق مبادئ القانون بكل تنوعاته وفي عموم دول العالم بان اعتراف بلير يعد (سبق اصرار وترصد) ما يعني ان من حق أي عراقي لحقه حيف وضرر من تلك الحرب وما خلفته ان يطالب بالقصاص أمام المحاكم الدولية من الذين غزو العراق عام 2003 بهدف السيطرة على موارده واقتصاده تحت ذرائع ساقوها في حينها هم أنفسهم كذبوها.

وسبق وان اعتراف ايضا الحاكم المدني الأمريكي آنذاك بول بريمر من ان قراراته التي اتخذها كانت خاطئة». وأعترف وزير الخارجية الاسبق كولين باول بعدم صحة المعلومات والادعاءات للغزو وكذلك كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة قالت هي الأخرى ان آلاف الأخطاء التكتيكية قد ارتكبت في الحرب ضد العراق.

وحتى رئيس فريق التفتيش الدولي للعراق في حينه هانز بليكس أعد الحرب خطأ مخالفا لميثاق الامم المتحدة هي دلائل ادانة صارخة لتجريم المحتل أمام المحاكم والمنظمات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان.. أليس من حقنا نحن العراقيين ان نطالب بملاحقة المجرمين قانونيا وان تقوم نقابة المحامين العراقيين برفع قضايا ضد المحتلين على جرائمهم.. وسنظل نردد أهزوجة أبطال ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني (وين أيروح المطلوب ألنه)!! مهما طال الزمن ولكن بشكل قانوني..

لماذا تنتقدون عملية الحويجة ؟

ونشرت صحيفة «المدى» المستقلة مقالا للكاتب عدنان حسين، جاء فيه « وما بها البيشمركة لتثور ثائرتكم في وجهها بهذا الهيجان والفوران؟.. لماذا لا يتعيّن على البيشمركة أن تقوم بعملية سرية لإنقاذ 69 أسيراً لدى داعش في الحويجة كلهم عرب، 17 منهم كانوا على شفا الإعدام ذبحاً أو حرقاً بالنار؟.. ولماذا حرام على القوات الأمريكية أن تساعد البيشمركة في تنفيذ هذه العملية الجارية بعلم حكومتنا، وأسفرت أيضاً عن قتل 20 من إرهابيي داعش والقبض على 6 آخرين منهم أحياء؟

ما العيب في هذا كله؟.. أليست البيشمركة القائمة بهذه العملية جزءاً من قواتنا المسلحة؟.. أليست القوة الأمريكية المساندة جزءاً من قوات تعدادها بالآلاف، موجودة في بلادنا بعلم الحكومة العراقية وبطلب منها ومرخّصة بالتدريب وتقديم المشورة والدعم والإسناد ضد داعش بالتحديد؟

ألا يشبه ما قامت به القوة الأمريكية في الحويجة، في شكله وفي مضمونه، ما تقوم به طائرات التحالف من تمهيد وإسناد لقواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي في العمليات التي آلت إلى تحرير أجزاء مهمة من محافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار؟..

لو يحصل غداً أن تقوم واحدة من الميليشيات المتلفعة بعباءة الحشد الشعبي بمهاجمة قاعدة لداعش في واحدة من المناطق المحتلة بعملية مماثلة لعملية البيشمركة في الحويجة، بدعم وإسناد من القوات الإيرانية، هل كنتم ستهيجون وتميجون وتتجاوز حرارتكم درجة الغليان؟

أم أنكم كنتم سترحّبون وتستحسنون وتصفّقون لجيراننا الأصدقاء تقديراً لفعلتهم الحميدة ولوقوفهم معنا وقت الضيق؟.. بل كنتم ستبقون عشرين سنة تلهجون بالشكر والثناء للأخوة في الدين والمذهب والعقيدة؟

لكنني أعرف أيضاً أنكم شوفينيون وطائفيون حيال الكرد وبيشمركتهم.. هذه هي مشكلتكم مع أنفسكم أولاً ومعنا ومع الكرد تالياً… إنها مشكلة مستقرة في نفوسكم مستوردة من خارج الحدود ومختومة بختم التعصب الطائفي والمذهبي».

أسباب إفلاس الدولة

وتناول مقال افتتاحي في صحيفة «المشرق» المستقلة أوضاع العراق المالية ذكر فيه «ما يقال عن إفلاس الدولة إنما هو تغافل عما جرى ما قبل هبوط النفط.

لو تصرفتِ الحكومات العراقية السابقة بعقلية ربة البيت المدبرة لما مررنا بضائقة مالية لا بسبب تهاوي البرميل، ولا نتيجة نضوب النفط نفسه!

أمهاتنا أول من ابتكر الخطط الشهرية والسنوية والخمسية، وهن من اخترع مفهوم التنمية أيضا، ولو استعار السياسيون الفاشلون خبرة الأمهات والآباء الذين جبلوا على الادخار والتدبير لكنا قد أشبعنا من جوع وآمنا من خوف.

بلغ سعر البرميل 120 دولاراً، و اتخمت الخزائن بالمال، فلا مصانع عمرت، ولا معامل بنيت، ولا شوارع عبدت، ولا زراعة ازدهرت، ولا صناديق للأجيال تأسست، ولا أموال في بنوك العالم ادخرت، ولا جيوش العاطلين وظفت، وحين هبط البرميل وشح المال أعلنت الحكومة إفلاسها وتلفتت يميناً وشمالاً فلم تجد من حل سوى تخفيض رواتب الموظفين، ووضع خبز الناس في سوق المزايدات السياسية.

ثمة فارق بين الإفلاس وسوء الإدارة، بين شح المال وتبذيره، بين أن يتولى الأمناء حراسة بيت المال وبين أن يحرسه الذين يتربصون الفرصة للسطو عليه. بلادنا كلها سرايا وكتائب وأحزاب وفي النتيجة غزينا في عقر دارنا من غير أن نجد جيشاً يردع الغزاة، ويحمي الثغور. العراق ليس مفلساً لكنه غير محظوظ.

ليس مهماً أن يرزق الله البلدان بثروات لا تنضب الأهم أن يرزقها بحكام يحسنون الحفاظ على تلك الثروات ووضع كل دينار في مكانه.

إيران والفوضى في العراق

ونشرت وكالة روداوو الإخبارية الكردية مقالا لسوزان آميدي قالت فيه «ان التدخل الإيراني في العراق أصبح أكثر تمادياً بعد اتفاقها مع أمريكا، وكأنها اخذت الضوء الأخضر في عدم الاكتراث للدعوات العالمية بالتوقف عن بسط سيطرتها على القرار السياسي العراقي وأصبحت تتعامل مع العراق وكأنه ضيعة من ضيعاتها دون الاحتساب لاي جهة كانت داخلية او اإقليمية او عالمية».

وبإمكان إيران شرعنة تدخلها في الشأن العراقي لعدم تلقيها اي رفض لا من الأحزاب العراقية الحاكمة في بغداد ولا من الأغلبية الشعبية فيها، وبمعنى آخر فإنه لا يوجد اي انتفاضة حقيقية ضد التدخل الإيراني سوى بعض الدعوات الإعلامية والتصاريح السياسية اليتيمة، وكأن إيران اخذت تفويضا من قبل الأحزاب في بغداد للسماح بتدخلها ،علما انها أصلا غير منتظرة او مكترثة للقبول او الرفض، بمعنى ان إيران ترى في تدخلها الترحاب من قبل أعوان ومحامي الشيطان. واليوم فإن تمادي إيران قد وصل إلى كردستان في محاولة منها لبث سياسة الفوضى فيها من خلال تغيير مسار المظاهرات المدنية الشرعية إلى محاولات انتقامية، والتي تأتي ضمن محاولاتها المتكررة للانتقام من الكرد ولضرب العملية السياسية في كردستان فضلا عن تعزيز وكسب رضى بعض الجهات او الأحزاب في بغداد التي لها خلاف مستمرمع حكومة كردستان ورئاستها. ولا يمكن غض النظر عن الأطراف او الأفراد الكردستانية التي أصبحت مداسا للتدخل الإيراني، وستفشل محاولاتها الانتقامية كباقي المحاولات السابقة.

طريق العدالة الاجتماعية

وتطرق المقال الافتتاحي لجريدة «طريق الشعب» الشيوعية، إلى أن في الحراك الجماهيري المتواصل، ظل المتظاهرون يطالبون بمجموعة من الإجراءات والخطوات ضمن عملية الإصلاح، لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتوفير الخدمات، وتقليص الفجوة الكبيرة في الرواتب بغية تحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية.

لكن ما يؤخذ على مثل هذه الإجراءات، انها تصدر بشكل مفاجىء دون تهيئة وإعداد كافيين للرأي العام، وما يتوجب ان يرافقهما من توضيحات وشروح تزيل الغموض والتأويلات، وتتصدى لما يطلق من تشويهات من جانب أعداء عملية الاصلاح، خاصة الذين عادة ما يستغلون عدم اطلاع المواطنين وجهلهم حقيقة ومضامين وأهداف تلك الإجراءات.

هنا تصبح الحاجة ملحة إلى الشفافية، والمشاركة الجماعية لأصحاب المصلحة وذوي الاختصاص، في صياغة مثل هذه الإجراءات او القوانين والقرارات والتعليمات. ولعل في مقدمة من يتوجب على الحكومة التنسيق معهم، لجان البرلمان الاختصاصية ومنها اللجنة المالية.

كما ان نجاح العديد من التدابير والخطوات يحتاج إلى مشاركة وسائل الإعلام وعقد المؤتمرات الصحافية، كذلك اللقاءات المباشرة مع من سيقومون بتطبيقها.

وفي كل الأحوال لا بد من سماع أصوات المعترضين على السلم الجديد للرواتب، فإذا طُرحت حجج واقعية فلا بد من التعاطي معها بمرونة ومن دون تعنت».

انتهاء شهر العسل

وتطرقت صحيفة «البينة» المقربة من حزب الله العراق في افتتاحيتها إلى علاقة العبادي مع القوى السياسية، فقالت، «يبدو ان أيام العسل بين رئيس الوزراء د. العبادي والكتل السياسية الأخرى قد ولت إلى غير رجعة، ولعل السبب في ذلك هو غياب السيادة الحقيقية للحكومة العراقية، وانفراد الإدارة الأمريكية بصنع القرار العراقي ! واعتقد ان هذا الأمر لا يختلف عليه اثنان، فالإدارة الأمريكية رسمت لنفسها مخططا في المنطقة لا تبارحه ولا تتزحزح عنه إلا بالدم، هذا الأمر صعب كثيرا من مهمة حيدر العبادي في إدارة الحكومة العراقية بشكل يرضي أغلب الأطراف على الأقل. بيد انه لا يملك حول ولا قوة امام هذه الهيمنة الأمريكية على المقدرات العراقية، حتى وان وقف مع العبادي شعب بأكمله وتحصن بفتوى المرجعية العليا، الأمر الذي دعا كتلة التحالف الوطني لتقديم طلبا رسميا موقعا من جميع الاعضاء إلى رئيس لوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للسماح للقوات الروسية بضرب «داعش» في العراق، لأن المرحلة هي الأخطر في تاريخ العراق، أضف إلى ذلك فشل التحالف الدولي بقيادة أمريكا بالقضاء على تنظيم داعش في العراق بل الأدهى من ذلك ان داعش حصل على دعم ومساعدات أمريكية لا تصدق بوضح النهار، وهذا يعني ان الدماء العراقية الزكية تباع بالمجان !. وهنا تأتي أهمية الطلب الشرعي والمنطقي والاخلاقي في تقليل نزف الدم العراقي، كل ذلك وضع العبادي في زاوية ضيقة جدا لا يستطيع من خلالها الاستمرار في تجاهل مطاليب الشعب العراقي، ومطاليب كتلته التي نصبته رئيسا للوزراء، وفي الوقت ذاته لا يستطيع ان يقف بوجه التيار الأمريكي، الذي لا زال يخطط لتمزيق العراق وتحويله إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها ! وتكون لإسرائيل حصة الأسد من هذه الدويلات، فالإقليم السني، ومعه إقليم كردستان، هما الأقرب إلى الأجندة الإسرائيلية. ويبقى الوسط والجنوب تحت الأنظار الأمريكية».


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.