​تداعيات اختراق القوات التركية للاراضي العراقية في مقدمة اهتمامات صحف اليوم

​تداعيات اختراق القوات التركية للاراضي العراقية في مقدمة اهتمامات صحف اليوم

صحف

بغداد/الوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/ استحوذ التوغل التركي داخل الاراضي العراقية على اهتمامات الصادرة اليوم الاحد السادس من كانون الاول الحالي.

صحيفة الزوراء التي تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين نقلت عن المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي قوله : إن دخول قوات تركية الى شمال العراق تم بدون طلب من الحكومة العراقية وبدون التنسيق معها، مؤكدا أنه “عمل عدائي ضد العراق، وخرق واضح للسيادة وإضرار كبير بمبدأ حسن الجوار الذي يجب أن يسري في العلاقات الدولية بين الدول المتجاورة”.

وأضاف الحديثي: أن الحكومة العراقية تسعى من خلال الوسائل التي اتاحها القانون الدولي للدول التي تتعرض اراضيها لاعتداءات أو سيادتها لخرق، الى استخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية “لوقف هذا الانتهاك واخراج هذه القوات من الاراضي العراقية”.

وتابع: أن الحكومة العراقية تريد تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت، مؤكدا أن “الأمر سيادي ولا يمكن التهاون به بأي حال من الأحوال، وهو أمر في أعلى سلم أولويات الحكومة وتتركز الجهود بشكل كبير على إنجازه وإعادة الامر الى ما كان عليه قبل نشر قوات تركية في الأراضي العراقية”.

من جانبه قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية رزاق عبد الائمة”: ان لجنته ترفض بشدة دخول قوات برية الى العراق، كونه انتهاك للسيادة”، مشيرا الى حصول تحرك على وزارة الخارجية من اجل أن تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.

ولفت عبد الائمة الى أن البرلمان سيجتمع، وسيكون له موقف رسمي جماعي إزاء هذه التطورات”، مبينا أن “جميع الكتل سيكون لها موقف موحد رافض للدور التركي في العراق”.

واوضح عبد الائمة: أن لجنة العلاقات الخارجية النيابية، على تواصل دائم مع وزارة الخارجية، مبينا أن اللجنة سيكون لها موقف في حال عدم اتخاذ الوزارة الموقف اللازم، وتعلن للشعب أن الاجراءات المتخذة غير كافية.

وبشأن حديث القيادات السياسية والعسكرية في اقليم كردستان عن تواجد هذه القوات منذ فترة في الإقليم قال عبد الائمة: إن هذا الكلام غير مدعوم بحقائق وغير سليم، موضحا أن طيران الجانب التركي كان يتجاوز على الحدود عن طريق الطيران بحجة ضرب حزب العمال الكردستاني أما وجود قوات عسكرية على الأرض فذلك لم يحصل مسبقا، مبينا أن هذا الأمر هو “استقواء اطراف على اخرى”.

من جانبه اعلن مكتب رئيس رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الحكومة تأكد لديها بأن قوة تركية بمستوى فوج مدرع بعدد من الدبابات والمدافع قد دخلت الأراضي العراقية، وبالتحديد في محافظة نينوى، مضيفاً أن “ذلك جاء بحجة تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية، فيما اعتبر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ان الأمر انتهاك للأعراف والقوانين الدولية، داعيا الى سحب تلك القوات وعدم تكرار هذا الحادث، مطالبا وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القوانين الدولية.

صحيفة الزمان من جانبها نقلت عن المتحدث العسكري بإسم الحشد كريم النوري ان (تركيا تتدخل بشؤون العراق بشكل سافر وعليه يجب التعامل مع هذا التدخل وادانته فهو تدخل احادي الجانب من دون تنسيق مع العراق)، لافتاً الى ان (هذا الامر جاء بعد انهيار تنظيم داعش وتجمعه في الموصل حيث تتمركز قوات الحشد الشعبي على اعتاب المحافظة ما اشعر تركيا بخطورة الموقف وجعلها تتدخل بشكل فوري لانقاذ التنظيم).

وتابع النوري ان (هناك اجندات مخيفة وراء التدخل التركي ونحن لانسمح بأن يكون العراق ساحة خلفية للصراعات بين التحالف الدولي والتحالف الرباعي وان تكون وحدة البلد عرضة للتدخلات الاجنبية)، مضيفاً ان(هناك دولاً تخطط لاستقطاع الموصل وضمها بالقوة لتركيا ضمن اطماع سابقة بغض النظر عن معاناة اية أطراف داخلية معروفة)، مطالباً القوى التركمانية بـ(إتخاذ موقف جاد من تلك الخروقات وعدم تصديق اكاذيب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن اعادة امجاد الدولة العثمانية واستقواء التركمان ضد اي مكون آخر)، على حد تعبيره.

من جهته، عدَ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان دخول القوة التركية (إنتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية ومسّاً بالسيادة الوطنية)، مطالباً الحكومة بـ(اتخاذ الإجراءات وفق القوانين والأعراف الدولية وبما يحفظ سيادة واستقلال العراق ويؤمّن اوضاعاً سياسية ودبلوماسية وأمنية لعلاقات جيرة مقبولة ومحترمة مع الجارة تركيا وسائر دول الجوار).

ونقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي قوله في بيان امس (تأكد لدينا بأن قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الى الاراضي العراقية وبالتحديد الى محافظة نينوى بذريعة تدريب مجموعات عراقية من دون طلب او اذن من السلطات الاتحادية العراقية).

واضاف البيان ان هذا الامر (خرق خطير للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا)، داعيا انقرة الى (احترام علاقات حسن الجوار والانسحاب فورا من الاراضي العراقية).

من جانبها استنكرت وزارة الخارجية التدخل التركي وقالت في بيان امس ان (الوزارة سبق وأن أكدت مكررةً أن أية حملة عسكرية تركية لا تتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد مرفوضة تماماً)، مضيفة ان (العراق في الوقت الذي يدين ويستنكر فيه جميع العمليات الارهابية المجرمة التي تستهدف المدنيين والعسكريين الاتراك ويعرب عن عميق تعازيه لأسر الضحايا يدعو الى إتباع جميع الوسائل والسبل السلمية لحل الأزمة, ويأمل ببذل أقصى الجهود من أجل خدمة الشعبين العراقي والتركي).

بدوره ، رأى رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي في بيان ان التصرف التركي جاء (بمثابة جس نبض لدخول قوات من دول أخرى لتكون بديلاً عن داعش الإرهابي).

كما طالبت كتلة دولة القانون النيابية بـ(اتخاذ موقف حازم)، وقال رئيس الكتلة علي الأديب في بيان ان المعلومات (تؤكد دخول قوات تركية قوامها ثلاثة أفواج ووصولها الى معسكر زيرگاني شمال نينوى الذي يشرف عليه اثيل النجيفي والذي تم اقصاؤه من مجلس النواب العراقي)، مطالباً (باتخاذ موقف حازم إزاء هذا التدخل وخصوصا بعد تقديم روسيا قبل أيام أدلة تثبت تورط تركيا في دعم للإرهاب)، مشددا على ( ضرورة عدم السماح لمن كان لهم الدور الكبير في دخول داعش الى العراق بالظهور بدور المحرر)، على حد تعبيره.

عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية هلال السهلاني اكد ان البرلمان والحكومة العراقيين سيتحركان ضد هذا التدخل، فيما افاد عضو اللجنة نفسها النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني عبد الباري زيباري بأن (اللجنة ستناقش في اول اجتماع لها خلال الاسبوع الجاري تجاوزات دول الجوار على العراق).

وعلى النقيض من ذلك، رحبت الجبهة التركمانية العراقية بدخول القوة التركية، وقال رئيس كتلة الجبهة في برلمان كردستان آيدن معروف أن (التركمان يرحبون بالدعم العسكري التركي لتحرير الموصل، كما يرحبون بدعم التحالف الدولي)، مضيفاً ان (أي مساهمة للجيش التركي في تحرير الموصل سيكون بالتنسيق مع التحالف الدولي والحكومة العراقية وإقليم كردستان).

من جانبها نفت وزارة البيشمركة علمها بدخول القوة التركية الى نينوى، وقال معاون رئيس اركان وعمليات البيشمركة اللواء قارمان كمال إن(وزارة البيشمركة ليس لديها أي علم بدخول هذه القوات، ولم يكن هناك اي اتصال معنا).

في المقابل، أعلن أوغلو أن انقرة نسقت مع الحكومة العراقية الاتحادية بهذا الشأن. وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفي امس السبت إن (انقرة نسقت مع بغداد بشأن جنودنا في الموصل)، مضيفاً أن(الحكومة التركية ستبقى تدعم الحكومة العراقية وتبقى بجانبها).

وأوضح أن (قواتنا توجد في الموصل من أجل إعطاء دورات تدريبية وحماية المنطقة فقط)، مشدداً على القول ان(تركيا ليس لها أي أطماع في أي أراض غير التي تملكها).

صحيفة الصباح التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي قالت ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وضع شعبه وبلاده في مأزق جديد ومغامرة اخرى من مغامراته غير المحسوبة والمعادية ضد دول المنطقة، تاركا خيارات الرد مفتوحة وقانونية دوليا للعراق بعدما زج بفوج مقاتل من جيشه في محافظة نينوى، في محاولة بائسة وفاشلة لابعاد الضغط عنه بعدما ضاق الامر به من جراء اسقاط طائرة روسية قرب الحدود السورية نهاية الشهر الماضي.

وتابعت بالقول لم تمض دقائق على توغل القوات التركية في الاراضي العراقية، حتى بدأت رئاستا الجمهورية والوزراء ووزارة الخارجية بتحركات سريعة لارغام انقرة على سحب جنودها، خاصة بعد اقرار واشنطن ان العملية تمت خارج اطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الارهابي، فيما استدعت وزارة الخارجية السفير التركي لدى العراق لتسليمه مذكرة احتجاجية بشأن دخول قوات تركية لاراضي البلاد.

وقالت ان رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم عد عملية دخول قوات تركية في عمق الاراضي العراقية «انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية»، فيما وصف مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، عملية «التوغل التركي» بانها «خرق خطير للسيادة العراقية».

كما دعا نواب من كتل مختلفة الى عقد جلسة نيابية طارئة للخروج بقرار سريع بهذا الشأن.

وغداة التوغل التركي، اكدت وزارة الدفاع احتفاظها بحق الرد، مبينة ان «استهداف القوات الغازية» من بين الردود المتوقع اتخاذها،»مشيرة الى وجود «معلومات» عن انسحاب لتلك القوات، بيد انها ما زالت غير مؤكدة.

وبحسب الخبير القانوني طارق حرب، فان ما قامت به تركيا يعد «عدوانا صارخا»، اذ يفرض «القانون الدولي على كل دولة ان تحترم الشؤون الداخلية للدول ويمنع ارتكاب العدوان على دولة اخرى».وتؤكد قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ان العدوان الخارجي «هو استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سلامتها الاقليمية أو استقلالها السياسي، أو بأي صورة أخرى تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة، وفقا لنص هذا التعريف».

وفي اقليم كردستان، اعرب الاتحاد الوطني الكردستاني عن قلقه من دخول القوات التركية الى الأراضي العراقية، مؤكدا «ان تواجد تلك القوات أمر يثير القلق البالغ».

وفي موضوع منفصل يتعلق باجتماعات اتحاد الصحفيين العرب طالبَ النائب الأول لرئيس الاتحاد مؤيد اللامي الحكام العرب بالتوقف عن قهر الناشطين والاعلاميين في اغلب بلداننا العربية.

وقال في كلمة له بمؤتمر اتحاد الصحفيين العرب في العاصمة السودانية الخرطوم بحضور النائب الاول للرئيس السوداني بكري حسن صالح وعدد من الوزراء السودانيين واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في السودان ان “ انعقاد اجتماعاتنا تأتي في وقت تشهد بلداننا العربية المزيد من الاوضاع الصعبة ويلعب فيها الاعلام في هذه التطورات دورا اساسيا والمعركة التي تدار هي معركة اعلامية نفسية بنسبة كبيرة واذا احسنا التعاطي مع الاعلام نستطيع تجنيب بلداننا المزيد من القهر”.

واوضح اللامي : انه “ يجب الضغط على الحكام من اجل ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتوقف عن قهر الناشطين والاعلاميين ولكن مع الاسف نشاهد هناك ضغوطات على الصحفيين من تضييق واعتقال وخطف في بعض البلدان العربية “ مشدداً على “ انهم لن ينجحوا ولن يتمكنوا؛ لأن الصحفي عين الفقراء والضعفاء وناصر لهم وهم من سيقف مع الصحفيين العرب”.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.