​الإلغاء يهدد مؤتمرا للمصالحة بسبب الخلاف على مكان الانعقاد وجدول الاعمال

​الإلغاء يهدد مؤتمرا للمصالحة بسبب الخلاف على مكان الانعقاد وجدول الاعمال

مؤتمر المصالحة

المدى برس/بغداد - يواجه مؤتمر المصالحة التأجيل او حتى الالغاء بعد أكثر من شهرين إستغرقته أعمال الاعداد والتحضير التي عكفت عليها لجان برلمانية بتنسيق مباشر من هيئة رئاسة مجلس النواب. ورغم التحضيرات اللوجستية يدور خلاف حول جدول أعمال المؤتمر وقائمة المدعويين بالإضافة الى مكان انعقاده. ويبدو ان مصير مؤتمر المصالحة يتوقف على موافقة النائب الاول لرئيس مجلس النواب الذي يصر على إنعقاد المؤتمر في بغداد وان تعذر ففي مكان آخر على إلا يكون خارج العراق. ويتباين هذا الموقف مع إصرار لجنة المصالحة الوطنية، التابعة لرئاسة الوزراء، على عقد المؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة. وتقترح أطراف التحالف الوطني منح المتخوفين من المجيء الى بغداد ضمانات تكفل لهم الدخول والخروج الآمن. وبحسب مصادر برلمانية فان مؤتمر المصالحة لن يقتصر على معارضي العملية السياسية بل سيشمل مصالحة عرب وكرد وتركمان المناطق المتنازع عليها، فضلا عن أبناء المحافظات التي احتلتها داعش. ويقول هشام السهيل، رئيس لجنة المصالحة والمساءلة والعدالة، ان لجنته "قدمت، في وقت سابق، مقترحا إلى هيئة رئاسة مجلس النواب يدعو لتنظيم مؤتمر للمصالحة الوطنية"، لافتا الى ان "هيئة رئاسة البرلمان حولت المقترح إلى لجان مختصة من أجل دراسته قبل إبداء موافقتها عليه". وأضاف السهيل ان "اللجان المختصة التي شكلتها هيئة رئاسة البرلمان وبالمشاركة مع لجنة المصالحة البرلمانية رفعت تقريرا إلى نائب رئيس مجلس النواب همام حمودي الذي ننتظر موافقته للشروع بعقد مؤتمر المصالحة الوطنية". وتابع بالقول "في حال موافقة النائب الأول على مقترح لجنة المصالحة سيعقد المؤتمر التحضيري الأول خلال الأيام المقبلة ثم يتبعه عقد مؤتمر آخر ستحضره شخصيات عربية ودولية". ويؤكد عضو رئيس هيئة المساءلة ان "كل الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر قضائية غير مشمولين بالمصالحة الوطنية إلا في حال تسليم أنفسهم للقضاء وتمت تبرئتهم عندها سيشملون بالمصالحة الوطنية"، مشيرا الى ان "المؤتمر التحضيري الأول ستحضره شخصيات دينية وعشائرية وسياسية وأكاديمية". وعن مخرجات المؤتمر التحضيري، يتوقع السهيل ان "ترفع توصيات لتقريب وجهات النظر وتمهد لعقد المؤتمر الأكبر الذي سيشمل المعارضين للعملية السياسية في العراق من أجل تهيئة الظروف لما بعد القضاء على داعش". ويبين عضو ائتلاف دولة القانون إلى أن "هذا المؤتمر سيشمل المصالحة بين العرب والكرد في المناطق المتنازع عليها وكذلك الكرد والتركمان وأيضا المصالحة بين أبناء المحافظات التي احتلتها داعش".

وفي السياق ذاته، يقول النائب محمد ناجي، عضو لجنة المصالحة والمساءلة، ان "مؤتمر الحوار الوطني بات ضرورة ملحة لحاجة الكثير من الإطراف إلى حوار ومصالحة لتأخذ دورها الطبيعي في العملية السياسية". ونوه ناجي، الى ان "وجود اختلاف داخل هيئة رئاسة مجلس النواب على محتوى المصالحة الوطنية"، مشيرا الى "النائب الأول لرئيس مجلس النواب همام حمودي يريد أن يأخذ المؤتمر منحى آخر غير ما تريده الإطراف الأخرى". ويتوقع عضو لجنة المصالة والمساءلة ان "يتأخر إنعقاد المؤتمر الى ما بعد نهاية عطلة الفصل التشريعي الحالي"، عازيا ذلك الى ان "الاختلاف يدور حول الإطراف التي ستشملها المصالحة". وذكر ناجي ان "اللجنة البرلمانية تبحث وتتحضر منذ أكثر من شهرين لكن الاختلافات بين هيئة رئاسة مجلس النواب أرجأت عقد هذا المؤتمر إلى الآن". إلا أن عباس العامري، المستشار السياسي لهمام حمودي، نائب رئيس البرلمان، ينفي وجود تحفظات أو تقاطعات من قبل النائب الأول لرئيس مجلس النواب همام حمودي على موضوع المصالحة الوطنية التي تتبناها لجنة المصالحة الوطنية. وأوضح العامري، ان "حمودي يصر على أن يكون انعقاد المؤتمر في العاصمة بغداد وفي حال تعذر وصول بعض الإطراف فمن الممكن اختيار منطقة أخرى في العراق من أجل عقد هذا المؤتمر". وشدد المستشار البرلماني على "ضرورة أن يدور حوار المصالحة، الذي قد يتضمن مناقشة مبادئ الديمقراطية والنظام السياسي والدستور، داخل الاراضي العراقية من أجل إيجاد بيئة مناسبة تضمن مشاركة واسعة". وينفي العامري بشدة وجود إتفاق على محاور المؤتمر ولا على الإطراف المشاركة، مؤكدا "كل هذه الأمور غير واضحة لنا ونحتاج إلى توضيحات من قبل لجنة المصالحة البرلمانية". ويؤكد "في حال الإتفاق على هذه النقاط لاتوجد أية مشكلة في عقده". ويكشف المستشار البرلماني عن "وجود نقطة خلافية اخرى تتمثل بإصرار لجنة المصالحة على عقد المؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة وهذا ما يرفضه النائب الأول همام حمودي". وبين العامري "لا تحفظ لحمودي على أي مؤتمر يدعو للمصالحة الوطنية لكن شريطة أن يكون في بغداد"، مشيرا الى ان "أطراف التحالف الوطني تقترح منح الاطراف المتخوفة من المشاركة في بغداد كفالة تسهل دخول وخروج آمن".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

مؤتمر المصالحة  ,   بغداد  ,   لجنة المصالحة الوطنية  ,