​قوات النخبة العراقية تستعد لاقتحام منطقة الحوز وسط مدينة الرمادي

​قوات النخبة العراقية تستعد لاقتحام منطقة الحوز وسط مدينة الرمادي

قوات جهاز مكافحة الإرهاب

فرانس24/ أ ف ب - أعلن مسؤول أمني عراقي الأربعاء أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقعة وسط مدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة.

وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب إن "قواتنا تستعد الآن لاقتحام منطقة الحوز الذي يتواجد فيها المجمع الحكومي" وسط المدينة.

ويأتي هذه التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة إلى مركز المدينة من المحور الجنوبي والذي تمكنت خلالها فرض سيطرتها على عدد من الأحياء في هذه المدينة التي سقطت بيد الجهاديين في أيار/مايو الماضي.

وإعادة السيطرة على المجمع الحكومي قد تشكل خطوة رئيسية لتأكيد السيطرة التامة على مدينة الرمادي التي من المؤمل أن تتم خلال ثلاثة أيام بحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب.

وكانت القوات العراقية قد بدأت يوم أمس الثلاثاء عملية لتحرير مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنباء التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ آذار/مارس الماضي.

وحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان فإن القوات العراقية دخلت فجر البارحة مركز المدينة حيث قال في تصريح "دخلنا إلى مركز الرمادي من عدة محاور وبدأنا تطهير الأحياء السكنية" في المدينة التي تحاصرها القوات العراقية منذ أسابيع، موضحا أنه سيتم "تطهير المدينة في الساعات الـ72 ساعة القادمة بالكامل".

ويتوجب على القوات الحكومية التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار.

ويقوم تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل الانسحاب من مواقعه بتفخيخ الشوارع والطرق والمنازل ويهرب من خلال أنفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات.

وعثرت القوات الأمنية خلال عمليات التمشيط للأحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز الطبخ.

ويقدر المسؤولون عدد مسلحي التنظيم قبل الهجوم الأخير ب300 من مقاتلي التنظيم الذين يتواجدون في مركز المدينة.

واستعادة مدينة الرمادي التي أصبحت معقلا للجهاديين وشهدت أعنف المعارك ضد الجيش الأمريكي في السابق، ستسجل أكبر نصر للقوات العراقية.

وأكد المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد أن استعادة المدينة كان أمرا "لا مفر منه".

ومع ذلك، أضاف أنه "ما زال أمام قوات الأمن العراقية الكثير للقيام به. هناك معارك صعبة ستخوضها، وهذا سيستغرق وقتا". وأكد الكولونيل الأمريكي أيضا أن آلافا من المدنيين ما زالوا في المدينة، "ربما عشرات الآلاف".

وأفاد عدد من المسؤولين أن عناصر التنظيم يحاولون الهروب من الرمادي عبر الطوق الذي تفرضه القوات العراقية في محيط المدينة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، إن "العشرات من عناصر داعش فروا من مركز الرمادي إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة".

وأضاف المسؤول المحلي إن "ذلك يأتي بعد الضربات الموجعة التي تلقها عصابات داعش في مناطق البكر والضباط والأرامل بالجزء الجنوبي من مركز الرمادي".

معركة الرمادي هي معركة استنزاف

قال العقيد ديفيد ويتي وهو ضابط متقاعد من القوات الأمريكية الخاصة ومستشار سابق لقوات مكافحة الإرهاب "لقد كانت معركة الرمادي معركة استنزاف، وقد عزلت المدينة لفترة طويلة".

وقد أثار البطء في العمليات حملة انتقادات ودعوات لمشاركة فصائل الحشد الشعبي وإعطائها دورا أكبر في تحرير الرمادي.

لكن بغداد قررت الالتزام بخطتها التي كانت تقضي بإعادة تدريب المقاتلين المحليين من محافظة الأنبار وإعطائهم واجب مسك الأرض بعد تحريرها من قبل القوات الاتحادية.

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي السبت إن تنظيم "داعش" سيطر في بداية هجومه على 40 بالمئة من مساحة العراق الكلية، لكن بعد العمليات العسكرية لا يزال يسيطر على مساحة 17 بالمئة فقط.

وشاركت قوات الحشد الشعبي التي تشكلت من متطوعين من الشيعة خصوصا في عمليات تحرير بيجي وتكريت ومدن ديالى، لكنها لم تدخل في معركة الرمادي.

وقال العقيد ويتي إن استعادة الرمادي "قد يكون لها بعد رمزي في تقوية المقاومة في الأنبار ضد داعش بدعم من القوات العراقية".

يسيطر التنظيم المتطرف منذ حزيران/يونيو 2014 على مساحات واسعة من الأنبار كبرى محافظات العراق والمحاذية مع سوريا والأردن والسعودية.

ولا يزال التنظيم يسيطر على الموصل، ثاني مدن العراق ومركز محافظة نينوى.


شارك الموضوع ...