​قلق عراقي من تزايد منسوب مياه سد الموصل

​قلق عراقي من تزايد منسوب مياه سد الموصل

 سد الموصل

صحيفة البيان الاماراتية - يجري ممثلو وزارة الموارد المائية العراقية، وخبراء لدى إحدى الشركات المحلية الآن «كشوفات جديدة» لوضع سد الموصل العملاق، لكن موسم ذوبان الثلوج صار يقلق العراقيين، الذين يراقبون يومياً مستويات المياه في نهر دجلة..

فيما لاحظوا أخيراً ارتفاعا في مستوى المياه للنهر، الأمر الذي جلب لهم الخشية من اقتراب «الغرق»، إلا أن الخبراء في الشؤون المائية، يرون أن مناسيب المياه «مسيطر عليها»، لأن «الكميات الواردة إلى بحيرة السد، هي ذاتها التي تطلق منه، بمعدل 900 متر مكعب في الثانية.

وكانت مديرية سد الموصل نفت وصول شركة الصيانة الإيطالية التي تعاقدت معها الحكومة العراقية، الأمر الذي يرفع من قلق السكان، ولاسيما في العاصمة بغداد، بعد مشاهدة الارتفاع المتصاعد في مناسيب نهر دجلة..

وتناقض التصريحات حول مخاطر انهيار السد، لاسيما بعد تحذير تقارير دولية من مخاطر انهيار السد، لكن الحكومة اتخذت إجراءات وقائية بفتح بوابات تصريف إضافية لخفض منسوب المياه، كما تعاقدت مع شركة «تريفي» الإيطالية في فبراير الماضي للصيانة.

وشهد العراق وتحديداً المناطق الشمالية، تصاعداً أيضاً في كميات الأمطار عن العام الماضي.

ويقول الخبير في المياه ومستشار وزارة الموارد المائية السابق عون ذياب، إن «مناسيب المياه مسيطر عليها، وإن الكميات الواردة إلى بحيرة السد، هي ذاتها التي تطلق منه»، موضحاً أنها «تجاوزت 900 متر مكعب في الثانية».

ويضيف ذياب، أن «عملية التشغيل تسير على وفق خطة وزارة الموارد المائية، والخبراء المشرفين على عمل السد».

ويؤكد أن كوادر الموارد المائية، لا تزال مستمرة بأعمال التحشية في جدران السد، و«لا يوجد أي تطور جديد يدعو للقلق»، مؤكداً أن الشركة الإيطالية لم تباشر لغاية الآن أعمال الصيانة رغم توقيع العقد معها قبل أكثر من شهر.

ويوضح أن «إطلاقات السد نحو بحيرة الثرثار تجاوزت الـ1200 متر مكعب في الثانية»، لافتا إلى أن «ارتفاع كميات المياه في البحيرة، يمكن الاستفادة منها في موسم الصيف، لاسيما وأن العمليات العسكرية، لم تعد مؤثرة في الإطلاقات المائية نحو الثرثار بعد تحرير كامل مناطق شمال غرب تكريت، مركز محافظة صلاح الدين».

وكان مصدر في وزارة الموارد المائية، قال الأسبوع الماضي، إن وزارته «فاتحت خلية إدارة الأزمات المدنية في مكتب رئيس الوزراء، بضرورة حسم موضوع المحددات الأمنية التي لا تسمح لإدارة مشروع سد سامراء بإطلاق التصاريف المناسبة لتمرير الموجات الفيضانية المقبلة من نهر دجلة إلى بحيرة الثرثار، معلنة في الوقت ذاته، عدم مسؤوليتها في حال ورود موجات عالية قد تصل ما بين 3000 ـ 4000 متر مكعب في الثانية، ما يؤدي إلى احتمالية غرق مدينة بغداد».

وجددت الولايات المتحدة تحذيرها من كارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة، في حال انهيار سد الموصل خلال الاجتماع الذي حضره دبلوماسيون كبار ومسؤولون من الأمم المتحدة في العراق.

وذكر البيان الذي أصدرته البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، أن «الإفادات المقدمة عن سد الموصل مخيفة، ورغم اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة الانهيار المحتمل فلا يزال السد يواجه هذا الخطر».

من جانبها، تقول عضوة لجنة الزراعة والمياه النيابية، شروق العبايجي، إن «المناسيب بدأت بالارتفاع في السد، لكن هناك عمليات تصريف في الإيرادات»، مشيرة إلى أن «خبراء من شركة الرافدين العراقية وصلوا إلى موقع السد لإجراء كشوفات جديدة».

وتضيف أن «المناسيب في بحيرة السد تتغير بشكل يومي، والآن نحن في موسم ذوبان الثلوج»، مؤكدة أن «وضع السد يحتاج إلى مراقبة يومية وصيانة مستمرة، لكنه لغاية الآن لم يتجاوز مرحلة الخطر».

نفي وتوضيح

وينفي مدير سد الموصل رياض النعيمي، «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وصول شركة تريفي الإيطالية إلى موقع سد الموصل»، موضحاً أن الذي وصل هو «موفد عن الشركة تسلم الموقع والكامب، حيث موقع الإقامة والعمل ثم عاد إلى روما».

ويضيف «لم يصل أي وفد رسمي حتى الآن للمباشرة بالعمل، علما بأن للشركة ممثلاً عنها في أربيل».

وتشير مصادر إعلامية إلى أن المخاوف لدى سكان بغداد تجددت مع الارتفاع المستمر بمستوى المياه في نهر دجلة، معبرين عن قلقهم، من احتمالات تصاعد منسوب المياه في النهر. وذكر أحد سكان منطقة الأعظمية، أن الأهالي يراقبون يوميا ضفاف نهر دجلة بقلق، ويشاهدون ارتفاعا متواصلا في مستوى ارتفاع المياه..

مشيرا إلى أن «الكثير من سكان المناطق المطلة على النهر، مثل الكاظمية والأعظمية والكريعات والكرادة وجانبي الرصافة والكرخ، أصبح ارتفاع منسوب المياه يحتل جزءا من أحاديثها واهتماماتها».


شارك الموضوع ...