​محمود عثمان يروي سيناريوهات المرحلة المقبلة من تاريخ العراق

​محمود عثمان يروي سيناريوهات المرحلة المقبلة من تاريخ العراق

محمود عثمان

يرى القيادي الكردي، محمود عثمان، أنّ العراق متجه نحو التمزق والتشرذم، لأنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي غير قادر على الحفاظ على وحدة البلاد.

ويقول عثمان في شرح مفصل لمجريات الاحداث ، إنّ “قادة العراق الذين حكموا البلاد بعد عام 2003، أثبتوا أنّهم ليسوا رجال دولة ولا يستطيعون قيادة البلد بشكل صحيح”، مشيراً إلى أنّ “العراق اليوم، يعاني مشاكل وخلافات سياسية ووجود مراكز قوى ومشاكل وطائفية وخلافات وتفجيرات وقتل”.

ويضيف أنّ “الحكومة ليس لها أي استراتيجية وطنية لبناء عراق موحد”، مشيراً إلى أنّه “لا يوجد اليوم شيء اسمه العراق، وأصبح المسؤولون كل مع طائفته، وليس مع البلد”.

ويؤكد عثمان “نحن الأكراد مشغولون بقوميتنا، والسنة والشيعة كل مشغول بطائفته، والبلد مسرحاً لتدخّل دول إيران والسعودية وتركيا وغيرها”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد توجّه عراقي موحّد، فالطائفية مستشرية، كما أنّ الخلاف السياسي والمليشيات والتكتلات تؤدي أدواراً كبيرة في البلد، وأصبحت صورته قاتمة”.

ويتابع ، أنه “لا يمكن في هذا الجو المشحون وجود حل وطني. فكل طرف يريد تقوية نفسه على حساب الآخر، ويحاول إضعاف الطرف الآخر، معتقداً أنّ إضعاف الآخر، قوة له”.

واشار إلى أنّ “الحكومة اليوم لا تتعامل على اعتبار أنّها ممثلة لكل الشعب، بل ممثلة لجهة معينة”.

وقال عثمان ،إنّ “العبادي حتى لو أراد تغيير شيء، فلن يستطيع، لأنّ الاعتراضات ستأتيه من كل الاتجاهات”، لافتاً إلى أنّ “موضوع العراق أصبح شائكاً، فالتوجه الوطني ضعيف، أمّا الطائفي قوي، ويزيد تعصباً يوماً بعد آخر، ويتحول إلى صراعات”.

ويشير القيادي الكردي إلى أنّ “هناك حالتين فقط للعراق، لا ثالث لهما. إمّا أن يعقد مؤتمر برعاية دولية ويجتمع فيه الشركاء، ويعقدون اتفاقاً يتجاوزون فيه كل الخلافات، وإلّا فإن البلد متجه نحو التمزق والتشرذم”.

ويشدّد على أن “العراقيين لا يستطيعون حلّ مشاكلهم بأنفسهم”، مؤكّداً أنّ “العبادي لا يستطيع المحافظة على وحدة العراق، لأنّه لا يستطيع فرض إرادته على المراكز الموجودة”، مشيراً إلى أنّه “بكل الأحوال يتحتم على العبادي إيجاد حل وطني للأزمة”.

من جهته، يرى الخبير السياسي محمود القيسي، أنّ “البناء الخاطئ تكون نتائجه سلبية بكل الأحوال”، موضحاً ، أنّ “الدولة العراقية بعد العام 2003 لم تبن بناءً مؤسساتياً حقيقياً، بل اعتمدت على تقوية طائفة على حساب المكونات الأخرى”.

ويوضح أنّ “هذا التوجه مزّق البلد من ناحية الولاء والروح الوطنية التي انتهت بسببه. الأمر الذي دفع المكونات الأخرى التي أقصيت بشتى الطرق، إلى تقوية نفسها لترد على كل الاعتداءات”. ويشير القيسي إلى أنّ “نظرية الانتقام والثأر أوغلت بتطبيقها الحكومات المتعاقبة خلال هذه الفترة، وحتى حكومة العبادي، ممّا أدى إلى تمزق وتشرذم داخلي، وتوجّه بالولاء نحو دول أخرى”. ووفقاً للقيسي، فإن “ولاء الحكومة الممثلة لطائفة معينة أصبح لدولة خارجية، وتركت البلد في مستنقع لا يستطيع الخروج منه”، مضيفاً أنّ “العراق اليوم لا يمكن إعادة ترميمه، بل يحتاج بسبب هذا الخراب إلى إعادة هيكلة من جديد، من خلال وجوه جديدة وتقاسم للسلطة بولاء وطني موحّد، وإلّا لن يصلح البلد”. و تصاعدت دعوات المطالبة بتدخل دولي بري بالعراق لإنهاء الصراع في العراق والقضاء على تنظيم “داعش”. وبحسب مصادر برلمانية ،فان “مجلس النواب تلقى طلبات موقعة من نواب تدعو فيها لاستضافة رئيس الوزراء مجددا وطرح فكرة توجيه طلب رسمي بتدخل دولي بري بالعراق”. وتقول المصادر ،أنّ “فكرة الاستعانة بالإيرانيين باتت غير مجدية، فهي لم تحسم النزاع في سورية منذ أربع سنوات واستنزفت قواتها، وغذّت الصراع″. مشيرة الى ،أن “الطلب بتدخل دولي، أمر حتمي خصوصاً بعد مرور عام كامل على احتلال داعش لأجزاء واسعة من العراق لاسيما بعد سقوط الرمادي”

اربيل-عراق برس


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.