​ناجي صبري يدعو جامعة الدول العربية تفعيل نتائج تقرير “شيلكوت” وإنصاف العراق

​ناجي صبري يدعو جامعة الدول العربية تفعيل نتائج تقرير “شيلكوت” وإنصاف العراق

 ناجي صبري الحديثي

رووداو - أربيل - دعا آخر وزير خارجية للعراق في عهد النظام السابق، ناجي صبري الحديثي، جامعة الدول العربية، إلى توظيف نتائج تقرير "شيلكوت"، في تشكيل ضغط سياسي واسع النطاق على كل الدول التي شاركت في غزو العراق لانصاف أبنائه المنكوبين، و ذلك انطلاقا من مسؤوليتها القومية عن كل ما يدعم الأمن القومي العربي الجماعي باعتبار أن الغزو قد خلق تهديداً واسعاً ليس للعراق فحسب بل لكثير من الدول العربية.

وقال الحديثي في مقالبة مع "بوابة الشرق الإلكترونية" إن "عدد من المحامين والقانونيين العرب والعراقيين المقيمين في بريطانيا وخارجها يعتزمون تشكيل لجنة للبدء بالتحرك لتفعيل نتائج شيلكوت بما يؤدي الى انصاف العراق دولة ومواطنين من الدول التي اعتدت عليه دون أي مسوغ قانوني و دون أي استفزاز او اعتداء من جانب العراق، ولا سيما ان التقرير يتيح المجال الآن لعائلات ألوف الضحايا العراقيين الذي تعرض ذووهم لأضرار جسيمة جراء احتلال القوات البريطانية الجزء الجنوبي من العراق ومشاركتها في العدوان على مدينة الفلوجة بالتحديد ومدن أخرى الى جانب قوات الاحتلال الأمريكية، تقديم دعاوى مدنية امام المحاكم البريطانية للمطالبة للتعويض عما اصابهم أو أصاب ذويهم من أضرار مباشرة من قوات الاحتلال البريطانية سواء بالقتل او التعذيب أو الاحتجاز غير المشروع او تدمير الممتلكات".

وأضاف، أن "صدور لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق ( تقرير جون شيلكوت) هو ثمرة لجهود دقيقة وكفؤة ومثابرة للدبلوماسية العراقية الوطنية في إفشال حملة بلير - بوش وأن دور بريطانيا كان رئيسيا في التحريض على العدوان على العراق والمشاركة في غزوه وتدمير دولته وهو بمثابة وثيقة رسمية تثبت بطلان الأسس القانونية التي استند اليها بلير في قراره بالمشاركة في غزو العراق وأن تبريرات بلير لخوض حرب العراق يعتبرها البريطانيون أنفسهم في قمة الهذيان".

واعتبر الحديثي، هذا التقرير "عمل مهم جدا لتحقيق العدالة في قضية غزو دولة العراق المستقلة ذات السيادة، وخطوة أساسية صلبة على طريق الانتصاف للشعب العراقي من الدول التي ارتكبت جريمة غزو واحتلال وطنه وتسببت في تدمير حياته وتعريض الملايين منهم للقتل والتشريد والتهجير".

وبين أن "امريكا تتكتم على حقيقة خسائر حرب العراق حيث فقدت في 48 شهراً 73 ألفاً و 693 جندياً وما بين 3-4 ترليونات دولار، وأشار إلى أن هناك اجماع على ان غزو العراق والسياسات التي اتبعتها اميركا وبريطانيا في ادارته أدت الى نمو التطرف والإرهاب والنزاعات الطائفية والتهديدات الامنية في كل المنطقة".

وأشار الحديثي إلى أن "غزو العراق واحتلاله كان بمثابة الزلزال الذي ضرب كل المنطقة العربية، فمن يطلع على تصريح فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني ويقرأ تعليقات اهم الصحف الغربية ومنها البريطانية على تقرير شيلكوت ومنها ما ذكرته جريدة الغارديان بأن "غزو العراق لم يكن خطأ ولا زلة بل جريمة"، يجد اشارات واضحة الى هذه الحقيقة، فثمة اجماع على ان غزو العراق والسياسات التي اتبعتها أمريكا وبريطانيا في ادارته أدت الى نمو التطرف والإرهاب والنزاعات الطائفية والتهديدات الأمنية في كل المنطقة، كما ادت الى تصاعد التهديد لأمن بريطانيا على نحو خاص".

ودعا ناجي صبري الحديثي، "جامعة الدول العربية أن تنظر إلى هذا التقرير وإلى عملية غزو العراق واحتلاله من المنظور القومي وليس منظور التمثيل القُطري، أو على الاقل كما ينظر البريطانيون (المشاركون في الغزو) وغيرهم، اذا فعلت ذلك، ونتمنى ان تفعل، فهي لن تكون بحاجة الى طلب من الدولة المعنية للتحرك، بل تتصرف وفق ميثاقها وانطلاقا من مسؤوليتها القومية عن كل ما يدعم الامن القومي العربي الجماعي باعتبار أن الغزو قد خلق تهديداً إرهابياً واسعاَ ليس للعراق فحسب بل لكثير من الدول العربية الأعضاء".


شارك الموضوع ...