​حكايات الليل الدامس من الموصل !!!

​حكايات الليل الدامس من الموصل !!!

صوت العراق

بقلم: د . غانم حامد الطائي - 05-06-2015 | (صوت العراق)

وتستمر الحكايات الموصلية من وسط الظلام .. تارة مع اناس نعرفهم وتارة اخرى مع انفسنا ، لتمر علينا لحظات الظلام الدامس بسلام علينا ، قبل ان " تتفتح اعيننا " .. وتصبح الصورة بيضاء ناصعة تكاد تنسينا هذيان الظلام ..

واستوقني خبر في مذياعي يقول أن "علي الاديب " يكشف : (( إن "المعلومات التي تلقيناها تشير إلى أن السفير السعودي المعين في بغداد ثامر السبهان كان يعمل مشرفا على جيش النصرة في سوريا, وان السبهان هو ضابط سعودي كبير ولم يكن يوما رجلا يعمل في السلك الدبلوماسي"، مشيرا الى أننا "حاليا في طور التحقق من الموضوع, فاذا ثبت لنا ذلك فاننا سنرفضه رفضا قاطعا". واضاف ان "هذا الموضوع حساس جدا وعلى وزارة الخارجية التحقق بالموضوع بشكل جدي ودقيق خصوصا وان العراق يمر في ازمة امنية حساسة ولايمكن على الاطلاق القبول به, لكون السفارة تعمل على عودة العلاقات بين البلدين .. كما طالب رئاسة الجمهورية بعدم التصديق على اوراق قبوله سفيرا في العراق )).

حقا اصابني الهلع والهذيان من هول وخطورة "معلومات السيد علي الاديب" عن السفير السعودي الجديد .. وانتفضت مكلما السيد " الاديب " مستفسرا منه:

مالذي يمكن أن يعمله شخص واحد في سفارة ، صحبة مالايزيد على اثنين او بالاكثر ثلاث موظفين !!! وماهي المعلومات السرية الخطيرة والمخفية جدا التي ستؤثر على الامن الوطني العراقي .. والتي سيعمل السفير للحصول عليها .. والعراق مستباح للجميع .. او سيزودها لداعش كما يدعي " الاديب "ورفاقه ؟؟؟

وياسيدنا "الاديب" .. لم هذا الكيل بمكيالين ؟؟ ولم لم تسال نفسك عندما ارسلت السفارة الايرانية قائدا وضابطا نشطا في الحرس الثوري الايراني وعينته سفيرا لها في بغداد والمدعو "حسن دانائي فر " الذي لم يعمل بحياته في السلك الدبلوماسي ومعه مئات من ضباط المخابرات الايرانية في السفارة ببغداد وقنصلياتها العاملة المنتشرة في بغداد .. والذين يعملون ليل نهار وبعلم حكومتكم واحزابكم وسياسيكم ومنهم من يتلقى التعليمات المباشرة منه او من اعضاء سفارته مع تلقي المبالغ المالية المخصصة لكل منهم .. الامر الذي لايختلف عليه اثنين في العراق.. ويتحركون بكل حرية وامان في جميع ارض العراق ..

وعندما ظهرت اصوات وطنية من السياسيين العراقيين حينها طالبت بنفس طلبك الحالي .. أقمتم الدنيا عليهم وهاجمتموهم واتهمتوهم بالطائفية وتبين ان كلامهم دقيق لان سعادة السفير "الضابط الثوري الايراني" استباح الامن الوطني وحوله الى فرع للامن القومي الايراني ..

اضافة الى ان السفارة الايرانية وبالمقارنة مع السفارة السعودية التي ارادت فتح خيط بسيط من العلاقة مع الحكومة العراقية .. لعبت دورا كبيرا في التاثير على العملية السياسية في العراق وعلى السياسين بما يخدم مصالحها .. وقامت بانشاء الحشد الشعبي ليكون نواة الحرس الثوري والعمل على تهميش دور الجيش العراقي ..ونشطت السفارة وموظفيها والموفدين الخاصين القادمين من ايران بالتحرك في جميع مناطق العراق وبلا اية مضايقات او تحديدات متعارف عليها في العرف الدبلوماسي .. أوليس هذا ماكان من المفروض ان تسال نفسك عنه يا سيد " الاديب " ام ان (( العرق دساس )) كما يقال .. لانك وبعلم الجميع، من حملة الجنسية الايرانية اصلا وفصلا وتاريخا وولاءا.. وحتى رفضت رفضا قاطعا التنازل عليها مهما حدث ..

أوليس هذا "يااديب" هو المنطق بعينه .. أم أن الطائفية المقيتة التي تخر من عينيك واذنيك وانت غائص بها حد الراس هي التي دعتك لهذا الموقف البائس والولاءات التي لااعرف لها اصل منك ومن الكثير من " رفاقك " لايران التي والله سوف لن تكتفي الا ان يكون العراق باكمله احوازا ثانية ..

واريد هنا ان اسال البعض ممن لازال في قلوبهم شيء من العروبة والاسلام .. اوليس من مصلحتنا كعراقيين ونظرا لضعف الكيان والمنظومة السياسية العراقية باكملها وتورط ايران وامريكا بالعبث والتلاعب في الامن القومي العراقي ..اوليس من الافضل ان ندخل لاعبين اخرين من العرب مثلا ليكونوا لنا عونا وليرجحوا او يوازنوا كفة الميزان في العراق العروبي والابتعاد عن النفس الطائفية والمذهبية .. لان الواضح والمؤكد تاريخيا وسياسيا ان المملكة العربية السعودية لااطماع لها في العراق ..سوى انها تريد ابعاد اية تهديدات لها وان استقرار العراق وقوته هو من صلب امنها واستقرارها ..

د . غانم حامد الطائي - جامعة الموصل


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.