​الكونغرس يشكك في جدوى إرسال قوات للعراق

​الكونغرس يشكك في جدوى إرسال قوات للعراق

القدس العربي اللندنية

... ويطالب أوباما باستراتيجية لإنهاء التوتر الطائفي ...

أثار قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال المئات من المدربين إلى العراق شكوكا من الديمقراطين والجمهوريين الذين اتفقوا معا على ان الخطوة غير كافية لتحويل دفة الأمور ضد تنظيم « الدولة الإسلامية «. والإدارة بدورها أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي انها سترسل ما يصل إلى 550 من الجنود لإقامة قاعدة عسكرية جديدة في محافظة الأنبار لتقديم مشورة أفضل للقوات العراقية والمساعدة في تسهيل تدريب وتجهيز المقاتلين السنة. وجاءت هذه الخطوة بعد هزيمة محرجة في الرمادي في الشهر الماضي علما أن الولايات المتحدة قد تركت مهمة تدريب وتجهيز القوات السنية لبغداد ولكن بعد سقوط عاصمة المحافظة قالت تلك القوات إنها لم تتلق أي مساعدة. وقال مسؤولون في إدارة اوباما إن الخطوة ليست استراتيجية جديدة ولكنها تعزيز للاستراتيجية الحالية، كما سيصل العدد الاجمالي للقوات الأمريكية في العراق إلى 3550 جنديا لمكافحة داعش.

وأكد سيث مولتون ممثل ولاية ماساشسوتس الذي شارك في أربع جولات عسكرية في العراق أثناء خدمته في مشاة البحرية إنه لا يتفق مع هذه الخطوة، وقال إن الولايات المتحدة تحتاج إلى استراتيجية للتعامل مع التوترات الطائفية بين الحكومة التى يهيمن عليها الشيعة والأقلية السنية، واضاف :» نحن بحاجة لاستراتيجية جدية طويلة الأمد في العراق قبل ان نضع المزيد من الأمريكيين في طريق الأذى «. واوضح مولتون ان السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو القضاء على الفراغ السياسي في العراق، مؤكدا ان حل المسألة السياسية العراقية لن يتم من خلال تدريب القوات العراقية. واتفق النائب دنكان هنتر مع زميله مولتون وقال إن ادارة اوباما تقذف بالناس فوق المشكلة وتحاول إغلاق فجوة بالسد بالأصابع. وردد رئيس اركان الجيش راي اوديرنو الذي قاد القوات الأمريكية في العراق تلك الآراء. وقال على قناة « سي بي اس « إن الحكومة العراقية لم تكن قادرة على جلب كل المجموعات المختلفة معا، مؤكدا انه لا أهمية لمدى حجم القوات على الأرض إذا لم يتم حل هذه المشكلة.

وقال جوش ارنست، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ما زال يحافظ على وعوده المبكرة بحكم متعدد الطوائف، ولكنه قال ان الأمر قد يستغرق الكثير من الوقت. وأضاف ارنست موجها حديثه للعبادي :» التزاماتكم في تنفيذ المبادئ لا تنحصر في أسابيع او أشهر ولكن على مدى فترة طويلة من الزمن ولكننا سنواصل مراقبة التزام الحكومة العراقية عن كثب لتوحيد البلاد «. وقال المشرعون الجمهوريون إن إضافة المزيد من القوات دون تغيير الاستراتيجية لن يساعد على حل المشكلة العراقية ولكنهم في نفس الوقت واصلوا دعوة اوباما بالسماح للقوات الأمريكية بالمشاركة مع القوات العراقية في المعارك لتقديم المشورة وزيادة الغارات الجوية وتسليح السنة والأكراد مباشرة. وقال النائب ريان زينكي، وهو محارب سابق في العراق وقائد سابق للبحرية، إن الرئيس اوباما يجب ان يعترف بفشل مساره موضحا ان وضع المزيد من القوات لن يحدث أي تغيير ما لم تتغير السياسة بأكملها.

واتفق اثنان من كبار المسؤولين السابقين في إدارة اوباما ان هنالك المزيد مما يتعين القيام به، حيث قال وزير الدفاع السابق ليون بانيتا في برنامج تلفزيوني إن الولايات المتحدة بحاجة لقوات خاصة إضافية ليس فقط لمكافحة الإرهاب بل قوات استهدافية، مؤكدا على ضرورة ضمان تدفق الأسلحة إلى السنة والأكراد، في حين قال ميشيل فلورنوي، الوكيل السابق للشؤون السياسية في وزارة الدفاع، إن إدارة اوباما يجب ان تسمح للقوات بتقديم المشورة إثناء العمليات حتى تكون الضربات الجوية أكثر فعالية.

وشكك الديمقراطيون بخطوة اوباما ولكن لأسباب مختلفة تماما من أهمها الخوف من توسع التدخل الأمريكي في العراق بعيدا عن الأهداف الرئيسية او ما يطلق عليه « زحف المهمة « خاصة بعد تعليقات للجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، طرح خلالها فكرة إقامة المزيد من القواعد العسكرية مما سيؤدي إلى نشر المزيد من القوات. وحث السناتور كريس مورفي أعضاء الكونغرس على حظر نشر القوات البرية على نطاق واسع في العراق خشية التورط في حرب عراقية ثانية. واوضح مورفي في حديث مع برنامج « راشيل مادو شو « أن الوقت يمر في اتجاه الوصول إلى وضع مثل فيتنام ولكن المتحدث باسم البيت الابيض رد على الفور بأن اوباما لا يريد حربا برية أخرى، وقارن بالأرقام الحالية مع أرقام عهد الرئيس السابق جورج بوش.

(القدس العربي اللندنية)


شارك الموضوع ...