​اثيل النجيفي: سياسية لي الاذرع بين بغداد وأربيل لن تجدي نفعاً

​اثيل النجيفي: سياسية لي الاذرع بين بغداد وأربيل لن تجدي نفعاً

 محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي

بغداد/ الغد برس: دعا محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، الأثنين، الاكراد الى بناء مشروع جديد يضمن التعايش ضمن العراق، مؤكدا ان سياسية لي الاذرع بين بغداد وأربيل لن تجدي نفعاً.

وقال النجيفي  إن "كل من عرف تطلعات الشعب الكردي خلال الستين سنة الماضية توقع نتيجة الاستفتاء وايقن تعلق الكرد بحلمهم القومي الذي عاصر نشوء الحلم القومي العربي"، مبينا ان "الاكراد واجهوا تحديات خلال العقود الماضية حافظت على جذورهم القومية التي ضعفت لدى العرب وبينما يبحث العرب عن بديل للدولة القومية بعد تجاربهم المريرة بقي الكرد يَرَوْن في حلمهم حصنا يحميهم".

واضاف ان "الرغبة الكردية بالاستقلال لم تغادر العقل الجمعي الكردي ولكنها تضعف وتشتد تبعا للتحديات التي يواجهها الاكراد والمخاوف التي يعيشون في ظلالها والخيارات البديلة المطروحة أمامهم"، موضحا ان "التشكيك بالرغبة الكردية فليس سوى مكابرة وإغفال للواقع".

وتابع ان "السؤال الأهم، هل الظروف الإقليمية والدولية مؤاتيه لتحقيق هذا الحلم في هذا الوقت؟ وماهي الخيارات البديلة المطروحة ليغادر العراق هذه الصفحة الانفصالية؟".

وأكد ان "لكل شيء ثمنه في وقته، وما على الاكراد ان يدفعوا له ثمنا باهضا"، مشيرا الى ان "الْيوم قد يكون له ثمن مختلف في وقت آخر وفِي ظروف دولية واقليمية اخرى، بل قد تُغني الخيارات البديلة عن الامر برمته ويجدون بديلا أفضل من حلمهم القومي".

وبين ان "الحديث عن حل أزمة الاستفتاء بطريقة لي الأذرع وكسر الإرادات تبدو مستحيلة على الجانبين فلا الشعب الكردي يقبل ان يتنازل عن حلمه بدون مقابل وبديل مناسب وامل بالحياة والامان والاستقرار، ولا الشعب العربي يقبل ان يتنازل عن المناطق المشتركة بدون بديل مناسب يعطيه الاطمئنان باستمرار المستقبل المشترك الآمن".

واستطرد النجيفي قائلاً ان "الطرفين يعيشان الْيَوْمَ حالة التشكيك والخوف من مخططات الآخر وحالة عدم الثقة المتبادلة"، موضحا ان "العامل الإقليمي يفرض نفسه على الطرفين، فلا يمكن لتركيا ان تغفل من حساباتها النفوذ الذي ستحصل عليه البككة في دولة كردية، كما لا يمكنها ان تغفل التعاون الامريكي مع أكراد سوريا ويزيد من قلقها محاولات انشاء كيان جديد على حدودها".

ولفت الى ان "طهران في ظل الصراع الامريكي الإيراني، لا يمكن ان تغفل أي نشاط قومي أو مذهبي في دولة فتية ينطلق الى داخلها من كردستان مهما أعطيت من تطمينات"، مبينا ان "كلا الطرفين ( الإيراني والتركي ) يعرفان العقبات التي ستواجه هذه الدولة الفتية وقدرة الأجندات الخارجية على تحريك مجاميع ارهابية باتجاه ايران وتركيا مهما حاولت حكومة كردستان منعها والسيطرة عليها ومهما أعطت حكومة كردستان من تطمينات لتلك الدول بشأن أمنها القومي".

وتابع ايضا ان "مشروع الانفصال يصطدم بموانع أمن قومي لثلاث دول إقليمية تحيط بكردستان إحاطة السوار بالمعصم ولا يمكن لهذه الدول ان تضحي بأمنها القومي ولو جابهت العالم بأسره"، مشيرا الى ان "العامل الدولي يبقى داعم لحماية وأمن الشعب الكردي بحدود كردستان المثبتة قبل ٢٠٠٣ ولكنه لا يستطيع الاصطدام مع الأمن القومي للدول الإقليمية ( على الأقل في المرحلة الحالية )".

وأكد انه "في ضل هذه المعطيات، مع وجود حركات ارهابية تتربص للهيمنة على المشهد في المنطقة مرة اخرى فليس من مصلحة احد نشر الفوضى في المنطقة ولابد لكل جهة ان تضع بدائلها لمنع الفوضى"، موضحا انه "إذا كان الكرد قد بنوا مشروعهم قبل الاستفتاء على الاستقلال وحماية كردستان فحري بهم في ظل هذه المعطيات ان يعودوا لبناء مشروع جديد يضمن التعايش ضمن العراق في ظل عقد سياسي جديد يتجاوز اخطاء المرحلة الماضية ويحصل على ضمانات دولية لتنفيذه ".

وأكد ان "الكرد سيجدون ان معظم العراقيين يبحثون عن العقد السياسي البديل لما عليه حال العراق الْيَوْمَ . وبإمكان المشروع ان ينتقل من مشروع كردي انفصالي الى مشروع عراقي شامل يأخذ الكرد فيه دورهم في حكومة اتحادية تضمن وحدة العراق وتحفظ لجميع العراقيين حقوقهم".

وأوضح ان "التشدد المقابل الذي يدعو لمعاقبة ملايين الاكراد لتصويتهم في الاستفتاء فهو سقف لا يختلف عن سقف الانفصال والاستقلال وهو التعبير العملي لفرض الإرادة بالقوة التي لن تلقى آذانا صاغية من المجتمع الدولي ولا الإقليمي فكلا السقفان غير قابلين للتطبيق في هذه الظروف".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.