​تكريت بعد 3 اشهر من التحرير: توتر عشائري يمنع عودة النازحين... وانعدام تام للخدمات

​تكريت بعد 3 اشهر من التحرير: توتر عشائري يمنع عودة النازحين... وانعدام تام للخدمات

نازحين

بعد ثلاثة أشهر على تحرير تكريت ودعوة الأهالي إلى العودة، وصل أعداد العوائل العائدة إلى تكريت لا يتجاوز بضعة آلافا بحسب مصادر من داخل المدينة. ويقول مواطنون عادوا مؤخرا ان المستشفى القديم والرئيس للمدينة والذي دمر بالكامل، تحول الى ثكنة عسكرية، ولا يوجد سوى مستوصف واحد فقط في بلدة العلم شرق المدينة، يتعذر الوصول اليه بسهولة بسبب الاجراءات الامنية. وتسيطر كتائب النجباء التابعة للحشد الشعبي والفرقة الذهبية والمغاوير وحشد تكريت على المدينة، بحسب محمد عبدالواحد. ويقول ان "هناك تمايز في التعامل مع العائدين فهم مصنفون على درجات حسب مكانتهم وعشيرتهم وإن كان لهم أقرباء في القوات الأمنية والحشد". ويلفت عبدالواحد الى ان "الخدمات معدومة والماء مقطوع عن أغلب الأحياء فيها مثل حي القادسية والزهور والأربعين وغيرها"، لافتا الى ان "المدينة بأكملها تعتمد على 3 محال لبيع الخضار والمواد الغذائية". ويؤكد المواطن العائد توا الى المدينة بان "أغلب الأحياء شهدت دمارا كبيرا وتحصل مناوشات بين القوات المتواجدة وهجمات التنظيم من الشمال حيث حدودها مع مدينة وبيجي ومن الغرب حيث الأرض المفتوحة وامتداد للمناطق الصحراوية التي تربط صلاح الدين بالأنبار ومناطق أخرى يسيطر عليها التنظيم". ويلفت محمد عبدالواحد الى ان "المدينة عبارة عن أفخاخ متفجرة، عبوات وألغام في كل مكان يتم تفجيرها بصورة مباغتة؛ مما جعل القوات الأمنية والمدنيين العائدين في حالة رعب".

وفي سياق متصل، يقول احمد الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين "طلبنا من السكان عدم الدخول دفعة واحدة إلى منازلهم، بل ليدخل في البداية شخص واحد فقط؛ وذلك خشية وجود متفجرات". من المعوقات الأخرى، بحسب المصادر التي تحدثت لـ(اخبار اليوم)، هي الخلافات والمشاحنات القبلية والعشائرية في تكريت والمدن المحيطة بها . وتم منع عودة عشيرة البوعجيل وعشائر البوناصر وعشائر بلدة العوجة، مسقط رأس صدام حسين، وعشائر أخرى إلى مدينة تكريت والبلدات المحيطة بها؛ للاشتباه بتأييدهم لداعش.

ويقول مسؤول امني "ليست المسألة سنية كردية ـ شيعية كما يظن الناس، إنها سنية ضد بعض السنة، أو عشيرة ضد عشيرة أخرى". وكانت قبائل سنية وشيعية ممن وقفوا إلى جانب الحكومة العراقية، عارضوا عودة بعض العشائر بحجة وقوفهم مع داعش أو تأييدهم لها، والصراع على أشده بين أهالي بلدة العلم 9 كم شمال شرق تكريت التي غالبية قاطنيها من عشيرة الجبور التي حاربت إلى جانب الحشد الشعبي والقوات الحكومية وبين أهالي تكريت وبلدة البوعجيل ومدينة الدور وعشائر أخرى بحجة أنهم وقفوا مع تنظيم داعش. ولازالت المناطق التي تسكنها هذه العشائر فارغة بسبب التهديد بالقتل والمشاعر محتقنة، وبعد أشهر من المفاوضات بين العشائر تم التوصل لاتفاقية تنص على وجوب السماح بعودة الأسر التي لم تتعاون مع داعش، إلى بيوتها في تلك البلدتين، ولكن المشاعر ما زالت محتقنة وإلى الآن لم يتم السماح لهم بالرجوع.

ويقول مروان الجبارة، رئيس مجلس العشائر في صلاح الدين "هناك توتر كبير، ونتلقى يوميًا عدة مطالب، وخاصة من قبل الشباب، وذلك لمنع عودة بعض السكان لأنهم قتلوا عددًا كبيرًا من الأشخاص. ولكننا لا نستطيع معاقبة عشيرة بأكملها. يجب أن نعيد الأبرياء". وأضاف جبارة "اليوم توجد أقرب منطقة سكانية من بلدة العلم لم يحتلها داعش، وهي مدينة سامراء، على بعد 56 كيلومترًا. وفيما بين المدينتين تمتد مساحة واسعة من الأراضي المحررة، ولكنها ما زالت فارغة. يشعر المرء بالوحشة في المكان".

بغداد - اخبار اليوم


شارك الموضوع ...