​أحد شيوخ عشائر الأنبار: التدريب الأميركي لمتطوعينا دون المستوى المطلوب

​أحد شيوخ عشائر الأنبار: التدريب الأميركي لمتطوعينا دون المستوى المطلوب

الشرق الأوسط

الشرق الأوسط ... أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي أن الجهود تتضافر من أجل إنجاح الخطط الرامية لتدريب وتسليح أبناء عشائر الأنبار للمشاركة في المعارك التي يخوضها العراق ضد تنظيم داعش وتحرير مدن الأنبار من تنظيم داعش.

وقال الراوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «المجموعة الأولى المؤلفة من 500 مقاتل من أبناء تلك العشائر استكملت تدريبها في قاعدة التقدم العسكرية (30 كم شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار)، وإن مجموعة أخرى متكونة من 500 مقاتل تتلقى حاليا تدريبات قتالية وعلى أعلى المستويات تحت إشراف مدربين وخبراء أميركيين من أجل المشاركة في عمليات تحرير مدن الأنبار التي ستبدأ قريبا جدا». وأضاف الراوي أن «نحو 400 مستشار أميركي يعملون حاليا في قاعدة التقدم على إنجاح هذه الجهود ويتواصل بعضهم مع زعماء العشائر في المحافظة، بعد أن تمكنوا من إقناع الحكومة العراقية بضرورة تسليح أبناء عشائرنا بعد أن لاقت هذه المبادرة رفضا من الحشد الشعبي وبعض الأطراف في البرلمان».

وتابع الراوي أن «الحكومة العراقية وافقت على تدريب وتسليح المقاتلين من أبناء عشائر المحافظة بعدما قدمت كل عشيرة مجاميع كبيرة من أبنائها المتطوعين وصلوا إلى أكثر من ألف متطوع من كل عشيرة من عشائر الأنبار الثلاثين»، مشيرا إلى أن «هذه العملية ستساعد في إنجاح عملية المصالحة الوطنية من خلال إشراك العشائر السنية بتحرير مدنهم وتسليحهم فضلا عن التسريع بعمليات التحرير، إذ يتوقع أن تتسع معسكرات التدريب لتستقبل المزيد من المتطوعين من أبناء العشائر في محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى».

في السياق نفسه، ناشد الشيخ نعيم الكعود، شيخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار ورئيس مجلس العشائر المنتفضة ضد تنظيم داعش، الحكومة العراقية وواشنطن الوقوف إلى جانب عشائر المحافظة في قتالها المستمر لطرد تنظيم داعش من العراق. وقال الكعود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات التدريب التي تقوم بها القوات الأميركية في الأنبار تظل دون المستوى المطلوب، وإن أعداد المشاركين في الدورات لا تتناسب مع حجم المتطوعين من أبناء الأنبار الذين وصل عددهم إلى ما يزيد على الخمسين ألف متطوع من كل العشائر». وأضاف الكعود أن «عمليات تدريب المقاتلين المتطوعين لا تجدي نفعا إلا إذا ما تمت عمليات تسليحهم على أعلى المستويات حالهم كحال الحشد الشعبي المجهز بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة».

وأشار الكعود إلى أن «أبناء الأنبار هم الآن بحاجة إلى دعم حكومي ودولي جاد من أجل القضاء على تنظيم داعش وتحرير مناطق ومدن الأنبار التي يعرفها أهلها جيدا وهم القادرون على تحريرها إلى جانب من سيسهم معهم في هذا الشرف العظيم، لذا يجب إعطاء الأولوية لأبناء الأنبار في تحرير مدن المحافظة وليس الاعتماد عليهم فقط كقوة مساندة في عمليات مسك الأرض».

بدوره، أكد القيادي في اتحاد القوى العراقية، النائب محمد الكربولي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الدفعة الأولى من أبناء العشائر وعددهم 500 متطوع الذين أكملوا التدريب والتجهيز في قاعدة التقدم وأطلق عليهم فوج الرمادي الأول، هم الآن على استعداد تام لخوض المعارك إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة. وأضاف الكربولي: «يجب استثمار طاقات أبناء العشائر الأنبارية الأصيلة وتوسيع قاعدة التطوع والتسليح والتجهيز ضمن التشكيلات المقاتلة ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدن الأنبار، وعلى القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي استثمار هذه الطاقات وإصدار أوامره بهذا الشأن». وطالب النائب قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات الأنبار بإشراك أفواج متطوعي أبناء عشائر الأنبار في عمليات تحرير مدنهم وإدارة الأرض بعد التطهير.

من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن تنظيم داعش استعاد السيطرة على منطقتين في قضاء الكرمة، غرب بغداد، بعد شنه هجوما على منطقتي البوسودة ومنطقة الكناطر، في حين قتلت القوات العراقية العديد من عناصر التنظيم خلال الهجوم. وذكر ضابط برتبة مقدم في الجيش، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحي تنظيم داعش تمكنوا من خلال هجوم مباغت من السيطرة على منطقتي البوسودة ومنطقة الكناطر شمال الكرمة القريبتين من مناطق «حزام بغداد». وأضاف الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه إن «السيطرة على المنطقتين جاءت بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش وقوات الحشد الشعبي الموجودة في المنطقة، واستولى مسلحو التنظيم الإرهابي خلال المعركة على صواريخ حرارية نوع (كورنيت) المضادة للدبابات والمدرعات وعلى عدد كبير من الأسلحة والعتاد تركتها قوات الجيش بعد انسحابها من المنطقتين».

ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة بشمال وغرب بغداد منذ هجومه الواسع الذي شنه العام الماضي، ورغم خسارته مواقع في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين فإنه لا يزال يسيطر على أغلب مدن ومناطق محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية.

الأنبار: مناف العبيدي


شارك الموضوع ...