​لماذا لا يعود “سكّان الخيام” الى منازلهم في الموصل؟

​لماذا لا يعود “سكّان الخيام” الى منازلهم في الموصل؟

النازحون

نينوى/ الغد برس: في مخيمات لها بداية وليست لها نهاية، يقبع النازحون من قضاء الموصل وباقي المدن التابعة لها، ويقضون حياتهم بين خيام صغيرة، لا تقوى على مواجهة الرياح في اراضي مفتوحة في الخازر بالشرق وحمام العليل الى الجنوب من الموصل.

مخيم الخازر تم افتتاحه عندما بدأت قوافل الناس تفر من الموصل خلال تحرير الايسر، ليلحق به مخيم حسن شامي المقابل له، قبل ان تفتح وزارة الهجرة والمهجرين المخيم الثالث في حمام العليل عند عمليات الايمن التي تمر عليها الان عاما كاملا.

ويبدو الوضع في مخميات الخازر افضل من حمام العليل، حيث تزورها بين الحين والاخر منظمات دولية محملة بمساعدات انسانية، لكن في حمام العليل يشهد مساعدات اقل، لبعده عن اربيل، فيحظى بزيارات أقل.

وبحسب المراكز المشتركة لاغاثة وايواء النازحين فأن "الأعداد المتبقية من النازحين في المخيمات الحالية تصل إلى أقل من 200 ألف نازح".

ويقول عبدو المصلاوي، وهو شاب في العقد الثلاثين لـ"الغد برس" ان "الحياة داخل المخيم ليست جيدة لكن لا حل افضل لهم".

وفقد المصلاوي عمله ومنزله، ولم يعد باستطاعته استئجار منزل جديد بمبالغ طائلة في الموصل، حيث كان يعيش في المنطقة القديمة بأيمن الموصل.

ويفضل اليوم البقاء داخل مخيم الخازر حيث الكهرباء والماء مجاني اضافة الى ان الخيمة تكفيه له ولاطفاله، افضل من العودة الى مناطق لا تزال غير مطهرة من العبوات والقنابل يقول المصلاوي.

وتقول منظمة ريتش في بيان لها ان "52 بالمئة من الاشخاص في المخيمات يفضلون عدم العودة الى ديارهم"، مشيرة من خلال مقابلات اجرها فريق عمل خاصة بها ان "21 بالمئة يقولون ان وجود العبوات الناسفة غير المتفجرة تخوفهم وكذلك هو الحال بسبب التلوث الناجم هناك".

ويقول مصدر في الفريق المشترك وهي الجهة الحكومية المتمثلة بوزارات عدة بدءت عملها عندما شرعت القوات العراقية بتحرير الموصل ان "النازحين المتبقين في الخيام يبلغون 200 الف نازح او اقل".

ويؤكد المصدر لـ"الغد برس" ان "الفريق المشترك لا يجبر الناس على العودة لكنه يسعى لذلك لانهاء المخيمات في العراق".

من جانبها تبين الباحة الموصلية جمانة مبارك وهي مسؤولة منظمة الحياة، ان "بقاء الناس في الخيام خصوصا بأطراف اربيل، يزيد من الاعتقاد بأن تلك المخيمات ستتحول الى مناطق سكنية كما هو الحال بمخيم اليرموك للفلسطنيين في سوريا".

وتضيف لـ"الغد برس" انها "تعتقد بأن النازحين الذين يرفضون العودة لديهم افكار للسكن داخل المخيمات بشكل غير قابل للتغيير"، مبينة ان "الخدمات المقدمة لهم هناك يعتبرونها افضل اضافة الى الوضع الامني لذلك هم يحاولون استغلال كل الفرص التي تطيل بقاءهم حتى لو كانت مدى الحياة، حيث انهم يمارسون اعمالهم بشكل مستمر ولو ارادوا العودة لعادوا منذ اشهر كما عاد الكثير الى الموصل وباقي المدن في محيطها".

وفي داخل اربيل، يقع اقدم المخيمات وهو مخيم بحركة الذي يسكنه اغلبية من سكان اطراف الموصل الجنوبية، ورغم ان السلطات الكردية تحد من تحركهم داخل المدينة لكن يبدو المخيم مدينة اكثر من اي مخيمات اخرى.

حيث المتاجر المتواضعة مفتوحة والمقاهي كذلك، وهنا الكرفانات التي وزعتها المنظمات الدولية افضل حالا من الخيام.

وتقول سهى وهي سيدة فقدت اولادها في تكريت وكانت تسكن في القيارة، ان لا شيء بقى لديها في اي مدينة لذلك هي تفضل المخيمات.

ولا تمتلك سهى حق الدواء وتعتمد على منظمة عربية تقدمها لها بشكل مستمر، وتقول لـ"الغد برس" انها "اذا عادت الى القيارة من سيقدم لها الدوام والطعام بشكل مستمر".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.