​مرکز أمريکي: طهران لن تستبعد الصدر لكنها لن تمنحه القیادة

​مرکز أمريکي: طهران لن تستبعد الصدر لكنها لن تمنحه القیادة

زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر

بغداد/SNG- اتفق باحثون معدون لتقرير أجراه مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، على أن الخيار المفضل لإيران هو احتواء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعد فوزه في الانتخابات، على نحو لا تستبعده من تشكيل الحكومة العراقية المقبلة لكنها في نفس الوقت “لا تعطيه دورا مؤثرا”. وقال الباحثون في المركز الأمريكي خلال البحث الذي نشر مؤخرا، إن “احتواء الصدر يعتبر هدفا مشتركا للإيرانيين والاميركان في نفس الوقت”، وأشاروا الى أن الصدر، يفتقر إلى القوة السياسية اللازمة لمواجهة تسلل الأيدي الإيرانية إلى المؤسسات الأمنية العراقية.

ويقول مهند سلوم، محاضر مشارك في جامعة إكسيتر البريطانية، إن “الأجندة الوطنية لمقتدى الصدر تقوّض نفوذ إيران الذي لامنازع له في العراق، حيث تدعم طهران “الوطنية الطائفية المسلحة” في العراق بهدف خلق مناطق نفوذ ستراتيجية لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط”. وفي المقابل، يتبنّى الصدر، نهجا وطنيا يرتكز على تعزيز استقلال العراق وسيادته، وهذا يعني أن نموذج إيران الطائفي سيواجه تحدي الوطنية العراقية التي يدعمها الصدر. وأشار سلوم، الى أن “النفوذ الإيراني يعتبر مصاناً من خلال علاقاتها القوية مع المليشيات المحلية المدرّبة والمموّلة من قبل الحرس الثوري الإيراني”،فيما أفاد حارث حسن، وهو زميل في جامعة أوروبا الوسطى، بانه يرى ان “مقتدى الصدر لا يُعتبر مناهضاً لإيران، لكن أفضل ما يوصف به هو أنه وطني عراقي”.

وتابع حسن، “ثمة نوعان رئيسان من الديناميكيات التي شكّلت موقف الصدر من النفوذ الإيراني خلال السنوات القليلة الماضية، يتمثّل الأول في دعم إيران للجماعات التي انشقّت عن تياره، مثل عصائب أهل الحق وحركة حزب الله، النجباء، كما نما في الآونة الأخيرة، عدد من هذه المجموعات على المستويات العسكرية والمالية والسياسية، ما شكل أحياناً تهديداً لنفوذ الصدر في قلب معاقله، بينما الثاني فانه ونظرا إلى قاعدة داعميه المؤلفة بمعظمها من الشيعة المحرومين من أصول جنوبية، كما تبنى دوراً معارضاً ناشطاً، وأجندة إصلاحية استهدفت بعض الأحزاب والشخصيات الشيعية المقربة من الإيرانيين، في مقدمهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وأردف قائلا “فيما قد لا يكون الإيرانيون مهتمين بمعارضة أجندة الصدر الداخلية بجديّة، إلا أنهم سيواصلون مراقبة خياراته السياسية لتبيّن ما إذا كان بإمكانها تقليص نفوذ حلفائهم وخدمة مصالح خصومهم مثل الولايات المتحدة والسعودية. وقد يتمثّل الخيار المفضّل للإيرانيين في احتواء الصدر ضمن ترتيب لا يستبعده ولا يعطيه دوراً مسيطراً في آن واحد، وهو ما يعتبر هدفاً مشتركاً مع الأميركيين”.

من جانبه ذكر جوست هلترمان ، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية أنه “مهما كانت رغائب الصدر، إلا أنها لن تتحقق، فعدا عن الحقيقة بأنه لا يستهدف إيران تحديداً، بل يقف في المرصاد لأي نوع من التدخل الخارجي في الشؤون العراقية، إلا أنه يفتقر إلى القوة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك”. وبين أنه “مهما كان شكل الائتلاف الحاكم الذي سيرى النور، وإذا ما افترضنا أن كتلة الصدر ستكون جزءاً منه، فإن شركاءه في الحكم سيحدون من سطوته”. وفي السياق ذاته، قالت لؤلؤة الرّشيد، مديرة مشاركة في برنامج العلاقات المدنية-العسكرية في الدول العربية في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، انه “لا شكّ في أن فوز مقتدى الصدر بفارق بسيط في الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في 12 أيار الماضي يشكل تحدياً خطيراً للنّفوذ الإيراني في البلاد، إلا أن إيران تعرف التيار الصدري حق المعرفة، إذ أنّها درّبت منذ العام 2003 معظم قادته عسكرياً وإيديولوجياً“.

و أضافت الرشيد، انه “في السابق، أحكم الإيرانيون قبضتهم على هذا التيار من خلال تطبيق سياسة فرِّق تسُد بصورة شرسة، فانشقّ عنه بعضٌ من أبرز الصدريّين ليصبحوا القادة الجدد لقوات الحشد الشعبي، ونظراً إلى حالة عدم الانضباط السائدة داخل التيار الصدري، ولاسيما غياب الكوادر المتوسطة الموثوقة، والأداء الضعيف الذي سجّلته كتلة الصدر البرلمانية سابقاً، باتت مهمة إيران في احتواء الصدريّين أسهل مما كانت عليه”. وختمت الرشيد كلامها قائلة إنه “إذا ما اتّبع مقتدى الصدر أسلوبه المفضل، أي سياسة الشارع والتلويح بالمليشيات، فقد تطلق إيران العنان لوكلائها ضده. إذ هم، في نهاية المطاف، ورثة أساسيون، وإن غير شرعيين، لوالد مقتدى، آية الله محمد صادق الصدر، الذي قتله نظام صدام حسين في العام 1999


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.