فايننشال تايمز: الاضطرابات الشعبية التي يشهدها العراق هي الآخطر منذ سنوات
فايننشال تايمز: الاضطرابات الشعبية التي يشهدها العراق هي الآخطر منذ سنوات

بغداد بوست ... أكدت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية أن الاضطرابات الشعبية التي يشهدها العراق هي الآخطر منذ سنوات ، وتؤكد الفجوة الآخذة في الاتساع بشكل خطير بين العراقيين والنخبة الحاكمة ، مشيرة إلى أن الشعب العراقي وكأنه في “وضع ما قبل الثورة” حيث فشل العبادي في معالجة مظالم الناخبين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الأوضاع التي شهدها العراق الإسبوع الماضي، حين هاجم المتظاهرون مبان حكومية وأحرقوا مكاتب الأحزاب السياسية، واقتحموا المطار في النجف، وأغلقوا الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر في البصرة، واندلاع الاحتجاجات خارج حقول النفط والغاز، مما يهدد شريان الحياة الاقتصادي لثاني أكبر منتج في منظمة أوبك ، كل ذلك يعد أخطر اضطرابات شعبية في العراق منذ سنوات، وتؤكد الفجوة الآخذة في الاتساع بشكل خطير بين العراقيين والنخبة الحاكمة، بعد ثمانية أشهر فقط من احتفال بغداد وحلفائها الغربيين بالنصر على تنظيم داعش الإرهابي ومع تهدئة مشكلة واحدة، عادت إلى الظهور بعض القضايا المتقيحة الأخرى”.
وأضافت أنه “لطالما كان صيف العراق حافزًا للمظاهرات حيث يواجه المواطن نقصًا في الكهرباء والمياه في درجات الحرارة القصوى والرطوبة الخانقة. لكن رسالة المحتجين المهيمنة هي أنهم ضاقوا ذرعا بزعمائهم، الذين يتهمونهم بنهب الثروة النفطية، وإهمال الوعود والإخفاق في بناء دولة فعالة بعد 15 عاما من إسقاط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لنظام صدام حسين ومن ثم التعهدات ببناء الديمقراطية والتنمية”.
وتابعت أنه “لقد حقق العراق مكاسب أمنية كبيرة منذ إعلان بغداد النصر على تنظيم داعش الإرهابي في كانون الأول/ديسمبر. ودفعت هزيمة (التنظيم) بتفاؤل نادر ونافذة للفرص كانت مفتوحة للأمة العراقية. لكن نهاية المعركة المستمرة منذ ثلاث سنوات أعادت أيضا تركيز عقلية العراقيين على الإحباط الدائم بشأن الفساد والبطالة والخدمات العامة الضعيفة”.
وذكر التقرير أن “رئيس الوزراء “حيدر العبادي” أرسل قوات أمنية إضافية إلى الجنوب، بما في ذلك وحدات مكافحة الإرهاب التي كانت في طليعة القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي لكن يتم نشرها الآن لحماية البنية الحكومية من المتظاهرين. وقد قُتل العديد من الأشخاص، حيث استخدمت قوات الأمن الطلقات الحية ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع. كما قامت الحكومة بكبح الوصول إلى الإنترنت وحظرت مواقع التواصل الاجتماعي”.
ولفت إلى أن “مثل هذه التكتيكات الثقيلة من المرجح أن تغذّي استياءً أعمق. والقليل سوف يطمئن بوعود العبادي بمحاربة الفساد وتحسين الخدمات. سمع العراقيون التعهدات نفسها منذ الاطاحة بصدام، وفقد الكثيرون الأمل في النظام السياسي العرقي والطائفي الذي يعتبرونه عائقا أمام التقدم”.
وأشار إلى أنه “تم تصميم نظام التمثيل النسبي بعد عام 2003 من قبل المسؤولين الأمريكيين والعراقيين،الذين كانوا يقصدون أنه يجب أن يكون شاملاً. لكنها أنتجت تحالفات مختلة حيث لم تفز أية مجموعة بأغلبية فاعلة، ودخل المتنافسون جميعاً مع شبكات المحسوبية الخاصة بهم في الحكومة. يتم توزيع مقاعد مجلس الوزراء على أساس “الحصص” بدلاً من الكفاءة– وهي عملية تستغرق عادةً أشهر”.
وبحسب الصحيفة، فقد “عبّر ملايين العراقيين عن ازدرائهم للنظام في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو / أيار من خلال البقاء في منازلهم. وكان الإقبال منخفضاً بنسبة 44.5 في المائة”.
وأكدت أن “رجال أعمال عراقيون يقولون: غالبية الناس لا يؤمنون بالانتخابات. إنهم لا يريدون أن يروا الوجوه نفسها التي تحكم العراق لأنه ليس هناك من بداية. إذا كانت الأحزاب فاسدة ، فكيف يمكنها محاربة الفساد؟”.
وأوضحت أنه “قد تنجح الحكومة في قمع الاحتجاجات الأخيرة. ولكن طالما أن العملية السياسية تقدم إدارات ضعيفة تخفق في معالجة مظالم الناس، فإنها ببساطة ستقوم بتخزين المشاكل.
وبينت أن “ريناد منصور، وهو محلل عراقي في تشاتام هاوس يقول: العراق في وضع ما قبل الثورة. المكونات موجودة حيث يريد العراقيون تغييرًا منهجيًا”.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.