قضاء الطارمية شمال بغداد تحت وطأة الميليشيات… عمليات خطف وتهجير
قضاء الطارمية شمال بغداد تحت وطأة الميليشيات… عمليات خطف وتهجير

بغداد ـ «القدس العربي»: يشكو مواطنو قضاء الطارمية التابع لحزام بغداد الشمالي ذات الغالبية العشائرية السُنية من أعمال التهجير والتطهير العرقي والخطف وحملات الاعتقالات العشوائية التي طالت مؤخراً عددا من الأشخاص، من قبل ميليشيات مسلحة شيعية. مواطنون من القضاء، أكدوا وجود «نشاط واسع لعناصر الميليشيات، خارج القانون، موضحين أن بعد كل عملية تهجير أو قتل تستهدف السكان السُنة أو جماعات مسلحة أخرى داخل القضاء، فإن القوّات الحكومية لا تتحرك إزاء هذه الانتهاكات ولا تلاحق من نفذوا الجريمة». هذه القوات، تقوم بـ«مداهمة البيوت بطريقة عشوائية وتعتقل الشباب والرجال، إضافة إلى ذلك تشن عمليات تفتيش داخل المنازل بحجة البحث عن الأسلحة ومطاردة المنفذين».
مصدر أمني في الشرطة العراقية، قال لـ«لقدس العربي»، إن «القضاء يشهد انفلاتا أمنيا مستمرا بسبب ازدياد الحوادث الإجرامية على يد الميليشيات والتي تتمثل بأعمال التصفية الجسدية لشيوخ العشائر والشخصيات البارزة، علاوة عن عمليات تطهير غالبا ما تستهدف القرى السُنة، بهدف إجراء تغييرات ديمغرافيّة وتهجير المواطنين «. وأضاف المصدر، هو نقيب، رفض ذكر اسمه، أن «هذه الميليشيات المسلحة باتت تفرض سيطرتها بشكل علني وواسع داخل مناطق القضاء دون أن يحاسبها أحد»., وبين أن «مخافر الطارمية تسجل يوميا ارتكاب أعمال مخلة بأمن السكان، وأبرزها حملات اعتقال تعسفية، دون مذكرات قبض صادرة من القضاء العراقي، فضلا عن تكرار عمليات الابتزاز المالي للأشخاص مسيوري الحال والأطباء والمقاولين عبر اختطافهم ومساومة ذويهم على آلاف الدولارات مقابل إطلاق سراحهم ومن لا يدفع يتعرض للاغتيال مباشرة «. المواطن أحمد الحيالي، ترك منزله الواقع في مركز ناحية الطارمية ورحل لاستئجار منزل آخر في بغداد خوفا على حياته وحياة أولاده الشباب من استهداف الميليشيات النافذة عقب بعد تكرار حوادث التصفيات الجسدية من خلال اقتحام ملثمين ببزاة عسكرية وبملابس سوداء منازل المدنيين ليلا وقتلهم السكان بدم بارد. وحسب ما أكد لـ«القدس العربي»، «القضاء لم يعد أمناً، عناصر المليشيات ينتشرون بكثافة وسط بلدة الطارمية التي أصبحت محاصرة بالثكنات العسكرية والجدران الإسمنتية العازلة».
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.