​ظريف يشرب من رأس النبع في النجف قبل بغداد

​ظريف يشرب من رأس النبع في النجف قبل بغداد

 محمد جواد ظريف

ميدل ايست أونلاينالنجف (العراق) - بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة للعراق الاثنين استهلها بمباحثات مع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مدينة النجف، قدم له خلالها "تقريرا مفصلا" حول الاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع القوى الكبرى قبل اسبوعين.

وينتقل ظريف بعد ذلك إلى بغداد للقاء المسؤولين العراقيين بعد أن زار قطر وقبلها الكويت في جولة تسعى من خلالها طهران الى "تهدئة" القلق الخليجي من توسع نفوذ ايران بعد الصفقة النووية.

وفضلا عن ان لقاء ظريف والسيستاني يمثل خرقا لقواعد البروتوكول الدبلوماسي في الزيارات الرسمية بين الدول، فهو يعكس تماما مدى هيمنة الأحزاب الدينية على الحكم في العراق.

وقال ظريف الاثنين في مؤتمر صحفي "قدمنا تقريرا مفصلا للمرجع الأعلى علي السيستاني حول سير المفاوضات النووية، والتحديات التي تواجهها المنطقة خلال لقائنا به اليوم، وأكد لنا ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب والتطرف وتعاون دول المنطقة في مواجهة هذا الخطر، خطر الارهاب الذي يهدد الجميع".

وأشار الوزير الإيراني أن بلاده "كانت ولا تزال داعمة للعراق، حكومة وشعبا في مكافحة الارهاب والطائفية. ونعول بشكل كبير على المرجعيات الدينية ودورها الفعال في التصدي لهما".

ووصل ظريف النجف (جنوب) في ساعة متأخرة من ليلة الأحد قادما من قطر، في زيارة رسمية للعراق تستمر عدة أيام، فيما يتوجه بعد ظهر الاثنين إلى العاصمة بغداد للقاء نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ومسؤولين آخرين.

وتتمتع ايران بنفوذ سياسي وعسكري واسع في العراق منذ بدء الغزو الأميركي لهذا البلد والإطاحة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين في 2003.

وزاد من نفوذ ايران سيطرتها على معظم الميليشيات التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والمعروفة باسم "الحشد الشعبي".

وخلال زيارته الكويت أثار ظريف مزيدا من القلق الخليجي حيال زيادة التدخلات الايرانية في المنطقة حين قال "ما تحتاج اليه المنطقة ليس تغييرا سياسيا من قبل ايران بل تغييرا في السياسة من جانب بعض الدول الى تسعى الى النزاعات والحرب" في اشارة واضحة الى السعودية، خصم ايران الاول في المنطقة، والتي تقود تحالفا عربيا ضد حوثيي اليمن المدعومين من طهران.

ولم تخف دول الخليج وفي طليعتها السعودية قلقها بشان الاتفاق حول برنامج طهران النووي وسعت للحصول على تطمينات بشأن التزام ايران بتعهداتها وهي تعتبر ان الاتفاق الموقع في فيينا سيسمح بتوسيع نفوذ ايران مع تدخلاتها القائمة فعلا في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.

وقبل الجولة الخليجية، قال ظريف في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت مساء يوم الجمعة إن طهران ستواصل دعمها لحلفائها في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد.

وردد الرئيس الايراني حسن روحاني هذه الرسالة في خطاب ألقاه الأحد خلال زيارة لاقليم كردستان الايراني فقال "الشعب الايراني يدعم كل الشعوب المقهورة."

وأضاف روحاني "لولا ايران لسقطت اربيل وبغداد في أيدي الارهابيين (الدولة الاسلامية)... ومثلما دافعنا عن دهوك واربيل والسليمانية (في كردستان العراق) سيدافع الشعب الايراني عن المقهورين إذا وقعت أي دولة في المنطقة كلها ضحية للعدوان."


شارك الموضوع ...