​واشنطن تعيد فتح ملف “جرف الصخر” العراقية: المليشيات تمنع سكانها من العودة

​واشنطن تعيد فتح ملف “جرف الصخر” العراقية: المليشيات تمنع سكانها من العودة

​واشنطن تعيد فتح ملف

العربي الجديد... لا تعتبر جرف الصخر، الواقعة شمال محافظة بابل جنوبي العراق، البلدة الوحيدة التي لا يزال أهلها ممنوعين من العودة إليها بـ"فرمان حشدي"، كما وصفه أحد المسؤولين في بغداد، بل هناك مدن أخرى كثيرة موزعة شمال وغرب العراق ووسطه، كمدينة يثرب والصينية والنخيب والعويسات وعزيز بلد وسلمان بيك وقصبات شمال شرق بعقوبة. وفتح القائم بأعمال السفارة الأميركية جوي هود، خلال مقابلة مع محطة تلفزيون محلية عراقية مطلع الأسبوع الحالي، الجدل مجدداً حول المناطق الممنوع أهلها من العودة، وذكر أن مليشيات "حزب الله" العراقية و"النجباء"، تقوم بابتزاز الناس وأخذ الأتاوى، وتمنع النازحين من العودة لمنازلهم. وتسيطر على المنطقة حالياً فصائل مسلحة عديدة، أبرزها كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"الخراساني"، وفصائل أخرى كلها مرتبطة مع إيران.

وتسببت تصريحات القائم بالأعمال الأميركي في بغداد بأزمة جديدة، إذ ردت فصائل مسلحة على تصريحاته، معتبرة إياها تدخلاً في الشأن العراقي، فقد ردت مليشيا "النجباء"، التي صنفتها واشنطن أخيراً جماعة إرهابية، على الاتهامات التي وجهها القائم بأعمال السفارة الأميركية، قائلة إن ما وصفتها بـ"فصائل المقاومة" لا تتلقى دعماً من إيران، وأن واشنطن تريد أن تسيء وتخلق فتنة جديدة في العراق. ورفض مجلس محافظة بابل، الذي كان قد صوّت في آب/ أغسطس 2017، على قرارٍ يقضي بإقامة دعوى قضائية ضد أي جهة سياسية أو حزبية تطالب بعودة نازحي جرف الصخر إلى منازلهم، تصريحات القائم بأعمال السفارة الأميركية في العراق، والتدخل بما سموها "شؤون المحافظة". واعتبر عضو مجلس محافظة بابل علي الكرعاوي، الإثنين أن تصريحات هود "تدخّل لا يمكن القبول به"، و أن "ناحية جرف النصر لا تزال تعاني من مخلفات احتلال داعش الإجرامي .

وفي السياق ذاته، رأى النائب حامد المطلك، أن "تهجير الناس من مناطقهم التي سكنوها من مئات السنين، أمر غير طبيعي وغير ممكن القبول به . من جهته، برر النائب سلام الشمري، التلكؤ في حل أزمة جرف الصخر، بالقول إن المدينة "خسرت بنيتها التحتية . إلا أن مراقبين وسكاناً من المدينة يعتبرون تلك التصريحات حججاً غير منطقية.

وقال الشيخ أحمد الجنابي، أحد زعماء عشيرة الجنابين في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنه "إذا كانت البلدة مدمرة كما يقولون، فليسمحوا للناس بالدخول إليها، وتفقد منازلهم وممتلكاتهم"، متسائلاً: "لماذا يمنعون دخول المنظمات الدولية والمحلية وحتى النواب لرؤيتها؟". وأكد الجنابي أن البلدة "تحولت إلى مقر رئيسي للمليشيات، وفيها معتقلات وسجون خاصّة بهم ومخازن سلاحهم، وهي من ضمن معاقلهم الرئيسية، والخطة مسخ المدينة وتغييرها بسبب موقعها الجغرافي".

وكان رئيس الوزراء العراقي الأسبق، ونائب الرئيس الحالي إياد علاوي، قد أوضح في الرابع من مايو 2017 خلال مؤتمر صحافي، أنه تحدّث مع نائب رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، والقيادي في المليشيا هادي العامري، بخصوص السماح لمواطني جرف الصخر بالعودة إلى مناطقهم. وأشار إلى أن قادة "الحشد الشعبي" أبلغوه حينها بأنهم سيذهبون إلى إيران، من أجل حلّ مسألة جرف الصخر، وإعادة السكان إليها، لكنهم قالوا له إن إيران أبلغتهم أن الأمر "بيد شخص في لبنان". وتساءل علاوي: "ما علاقة إيران ولبنان بهذا الأمر؟"، مشدداً على "ضرورة الضرب بيدٍ من حديد على كل من يريد العبث بمقدرات الشعب العراقي"، وداعياً إلى أن تكون جرف الصخر تجربة ميدانية للوحدة الوطنية، مطالباً بـ"العمل على تخليص البلاد من المحاصصة والتهميش".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.