زيارة أردوغان المرتقبة تعزز الدور التركي في العراق
زيارة أردوغان المرتقبة تعزز الدور التركي في العراق

الروابط عن العرب... جاءت زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد مولود تشاووش أوغلو في إطار الإعداد لزيارة سيقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العراق أواخر العام الحالي بهدف المشاركة في الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين في وقت تزداد فيه الاتهامات للحكومة العراقية بالتواطؤ مع أنقرة والصمت إزاء انتهاكات الأخيرة لسيادة العراق. وقال تشاووش أوغلو، الأحد، إنه بحث مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم التحضيرات الأولية لاستضافة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في تركيا، خلال الفترة المقبلة وأيضا زيارة الرئيس أردوغان إلى بغداد.
وأعرب أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، عن رغبة أنقرة في فتح ”قنصليتين في النجف وكركوك”، موضحا أن تركيا كانت قد اتخذت قرارا بإغلاق قنصليتيها في البصرة والموصل، عقب بروز تنظيم داعش. وأكد أن بلاده تركيا حصلت حاليا على التراخيص اللازمة لإعادة فتح القنصليتين. وقال ”لقد صدر إذن بخصوص النجف، وإن شاء الله سنعمل سوية بشأن كركوك، وبهذا الشكل سنقوي روابطنا مع العراق أكثر”، مضيفا “يتوجب تطهير الأراضي العراقية من كافة التنظيمات الإرهابية”.
ولم يفوت أوغلو الفرصة للتأكيد على أهمية تعاون العراق مع دول الجوار للتصدي لخطر “التنظيمات الإرهابية”، قائلا “ليس فقط ضد داعش، إننا مستعدون للكفاح المشترك ضد بقية المنظمات الإرهابية أيضا مثل بي.كا.كا، حيث يتوجب تطهير الأراضي العراقية من كافة التنظيمات الإرهابية”. وفي مناسبات عديدة انتهكت تركيا سيادة العراق من خلال التوغل داخل أراضيه لملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الحكيم، في المؤتمر الصحافي المشترك مع أوغلو الأحد، متماهيا مع الخطاب التركي بشأن تهديدات حزب العمال الكردستاني. وقال الحكيم “ناقشنا مواضيع عدة أهمها السياسية مع الجارة المشتركة إيران وغيرها من الدول، وأكدنا رفض العراق استخدام أراضيه لتهديد دول الجوار ورفض أي عمليات عسكرية تجاه تركيا”.
وبحسب الدوائر الكردية فإن طهران تملي على بغداد طبيعة التعاون مع أنقرة في ما يتعلق بملف حزب العمال الكردستاني والأكراد عموما في العراق، وتؤكد هذه الدوائر أن إيران تلعب دورا حيويا في كيفية التعاطي مع هذا الملف. وترجع نفس المصادر التقارب الإيراني التركي إلى المصالح المشتركة بين البلدين وعلى رأسها رغبة طهران في الالتفاف على العقوبات الأميركية الشديدة المفروضة عليها، وتهديدات واشنطن بفرض عقوبات مشابهة على أنقرة. وباتت طبيعة العلاقات بين طهران وأنقرة محددا رئيسا لشكل العلاقات التي يجب أن تكون بين العراق وتركيا، من منطلق مواجهة نفس القوى الدولية والإقليمية ومن بينها المملكة العربية السعودية إلى جانب الرغبة في تقاسم الأدوار في العراق فتبسط إيران سيطرتها على المناطق الشيعية فيما تضع تركيا موطئ قدم لها داخل المناطق السنية.
ودأبت تركيا على التدخّل العسكري بشكل محدود في مناطق الشمال العراقي لمطاردة وضرب مسلّحي حزب العمّال الكردستاني الذي يلوذ عدد من مقاتليه بالمناطق العراقية ذات التضاريس الوعرة للاحتماء من الضربات التركية. كما أنشأت أنقرة قاعدة في منطقة بعشيقة شمالي الموصل تتحدّث أرقام غير رسمية عن وجود 600 جندي تركي داخلها، بينما تتحدّث مصادر محلّية عن وجود قواعد تركية أخرى بالشمال العراقي. ويبقى ملفا الأمن والماء من أكثر الملفات أهمية وحساسية في العلاقات العراقية التركية، وهو ما يجعل بغداد في حاجة إلى علاقات ثنائية جيدة مع أنقرة.
وقال الحكيم إن “الزيارات المتبادلة بين العراق وتركيا على أعلى المستويات تساهم في تقوية أواصر العلاقات وحل المسائل العالقة وتعزيز الأمن وزيادة التبادل التجاري”. ورحب “بإرسال تركيا مبعوثا إلى العراق لبحث موضوع المياه المهم والحساس”.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.