أثيل النُجيفي يكتُب “القيادة المحلية في نينوى ليست ترفا ولا تعصب”

أثيل النُجيفي يكتُب “القيادة المحلية في نينوى ليست ترفا ولا تعصب”

أثيل النجيفي

عراقيون / يخطئ من يرى بان التمسك بقيادات سياسية محلية مستقلة في نينوى هو احد مظاهر التعصب  المناطقي أو التحشيد العشائري المتفشي في الحملات الانتخابية. 

فالاغلبية الموصلية ترى انها مطلب بديل لما قدمته الكتل الوافدة التي فرضت المحافظين على نينوى منذ عام ٢٠١٥ وما نتج عن ذلك من انتشار للفساد وامتصاص لاستحقاقات المحافظة لصالح الاحزاب والكتل التي جاءت بالمحافظين وفرضت عليهم دعمها ماديا  وتقاسمت السحت الحرام على حساب النازحين والمشردين من ابناء المحافظة.

ومع قناعتنا بأهمية هذه الرؤية وخطر استمرارها الا اننا نرى بعدا سياسيا يفوقها اهمية لانه يتعلق بأمن المحافظة واستقرارها وتعايش ابنائها.

فالتجربة السابقة علمتنا بأن نينوى تحتاج الى قيادات سنية تستوعب وجود حركة كردية عمرها اكثر من ٧٠ سنة كما تستوعب مخاوف شيعة المحافظة من تركمان وشبك وكذلك مخاوف المسيحيين واليزيدية الذين مروا جميعا بتجربة داعش المأساوية وتشكلت لديهم قناعة في الاحتماء بجهة مسلحة مرتبطة به لانهم فقدوا الثقة بقدرة المجتمع العام في نينوى على حمايتهم .

اما العرب السنة الذين يعيشون الضعف وفقدان الهوية والمهانة فهم بحاجة لقيادات تدرك معنى التسامح وطي صفحات الصراع السابقة واساليب استعادة الثقة بينهم وبقية المكونات ونبذ أي دعوة يشوبها التعصب القومي او التعصب المذهبي التي قد تثير مخاوف الجميع وتدفعهم الى مزيد من الاحتماء بقوى وفصائل لديها اجندات لاتعني نينوى من قريب او بعيد ولكنها قادرة على تحويل نينوى الى ساحة لصراع الاخرين بدماء وكرامة واموال جميع اهالي نينوى بلا استثناء .

ومع ان قيادات الكتل الوافدة طرحت مرارا شعارا وطنيا جامعا وسوقته للجماهير على انه الخلاص من هذا التشرذم والانقسام العراقي . الا انه لم يلاقي النجاح لانه – وعلى افتراض صدق نواياهم – كان دائما شعارا فضفاضا لايمس التفاصيل التي تحتاج نينوى لمعالجتها داخليا .

فضعف قيادات نينوى وتبعيتها سبب مباشر في اهمال احتياجات المحافظة السياسية وتشرذمها كما هو سبب مباشر في ضعف خدماتها واستنزاف مواردها .


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.