​صحيفة امريكية : الدعم الروسي لسوريا يهدد بانقسام تحالف دول الخليج وينهي الأمل بإبعاد الأسد

​صحيفة امريكية : الدعم الروسي لسوريا يهدد بانقسام تحالف دول الخليج وينهي الأمل بإبعاد الأسد

صحيفة ديفنس نيوز Defense News الأميركية

المدى برس/ بغداد - أكدت صحيفة أميركية معنية بالشؤون العسكرية،  الاثنين، أن الدعم العسكري الروسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، يهدد بانقسام التحالف الذي تقوده دول الخليج العربي، لاسيما في ظل تأييد قسم منها لدور موسكو، عادة أن ذلك يعني "فقدان أي أمل" بإيجاد حل سياسي قريب الأجل لإخراج الأسد من السلطة.

وقالت صحيفة ديفنس نيوز Defense News الأميركية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "الدور العسكري الروسي ضد داعش في سوريا، يهدد بانقسام التحالف الذي تقوده دول الخليج العربي، وربما ينهي أي فرصة للحل السياسي لتلك الأزمة"، عادة أن ذلك قد "يؤدي إلى زيادة الفوضى في سوريا بينما تعيد الولايات المتحدة رسم استراتيجيتها في ذلك البلد الخاصة بتدريب قوات المعارضة المعتدلة وتسليحها مع إصرارها على عدم التنازل كليا في مواجهة النشاط العسكري للرئيسين بشار الأسد أو الروسي فلاديمير بوتن" .

وذكرت الصحيفة، أن "حدة الخلاف داخل الدول الخليجية تزداد بشأن التدخل الروسي في سوريا، لاسيما مع اعتقاد قوى بالمنطقة أنه يساعد على كبح انتشار تنظيم داعش"، مشيرة إلى أن "السعودية وقطر وتركيا تشكل أحد جوانب ذلك الخلاف، كونها تعارض تماماً التدخل الروسي، إذ وصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تحركات موسكو العسكرية، خلال اجتماع عقد مؤخرا لمجلس التعاون الخليجي، بأنها تشكل مصدراً لزيادة التوتر في الوضع السوري" .

وأضافت صحيفة أخبار الدفاع، أن "الجانب الآخر يتألف من الإمارات العربية المتحدة ومصر والإردن، التي تنظر بتفاؤل للعمليات العسكرية الروسية في سوريا"، مبينة أن بالإمكان "الوقوف على موقف تلك الدول، من خلال تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي قال مؤخراً، إن القاهرة تعتقد أن التدخل الروسي يؤثر ايجابياً في الحرب ضد الإرهاب في سوريا، ويساعد على إنهائه".

ونقلت الصحيفة، عن شكري أيضاً، إن "روسيا مهتمة بمواجهة الإرهاب، وإن تدخلها العسكري سيوجه ضربة مميتة له في سوريا"، مؤكداً أن "الضربات الجوية الروسية متماشية مع الحملة التي يقودها التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا".

ورأت أخبار الدفاع، أن "ما يثير الخلاف بين الطرفين هو قضية ما يسمى بقوات المعارضة المعتدلة التي تحارب مسلحي داعش ونظام الأسد في سوريا" .

من جانبه قال المحلل والمستشار السياسي الأميركي، ثيودور كاراسيك، وفقاً للصحيفة، إن "الإمارات والأردن ومصر، تنظر إلى الجماعات التي تستهدفها الغارات الروسية على أنها متطرفة"، مضيفاً أن "العاهل الأردني، الملك عبد الله، وولي عهد الإمارات، الأمير محمد بن زايد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التقوا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، خلال تواجدهم في موسكو لحضور المعرض الجوي السنوي الذي عقد هناك في تموز الماضي، ومن المحتمل أنهم عرضوا أفكارهم عليه بشأن الوضع السوري" .

وأوضح كاراسيك، أن "الغارات الروسية ضد داعش في سوريا، التي لم تستهدف داعش فقط، بل ومجاميع أخرى معارضة لنظام الأسد، أثارت الكثير من التذمر الغربي"، لافتاً إلى أن "روسيا ومصر والأردن والإمارات، يعتبرون الجهات الفاعلة الأخرى في سوريا متطرفة، بما فيها الجيش السوري الحر، الذي أثبت فشله الذريع".

وعلى النقيض من ذلك، قالت صحيفة أخبار الدفاع، إن "الولايات المتحدة أفصحت جلياً عن دعمها لبعض المجاميع المعارضة السورية، كونها تجنبت تزويدهم بمنظومات تسليحية كبرى تمكنهم من مواجهة قوات الأسد أو الطائرات الروسية"، عادة أن هذا "التوجه الأميركي يتماشى مع التوجه الذي يمثله التحالف السعودي القطري التركي، برغم وجود بعض التصدعات فيه أيضاً، لأن أنقرة تخوض حرباً أخرى في الوقت ذاته، مع حزب العمال الكردستاني PKK، الذي يتمتع بنفوذ قتالي قوي داخل سوريا، في حين تعتمد الولايات المتحدة كثيراً على القوات الكردية لمحاربة داعش في كل من سوريا والعراق، وتربط قطر علاقات بجبهة النصرة، وهي مجموعة تصنفها الولايات المتحدة على إنها إرهابية" .

وتابع المحلل كاراسيك، أن "السعودية تشهد صراعاً سياسياً داخلياً مستمراً بين نائب ولي العهد ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، وولي العهد وزير الداخلية، محمد بن نايف، وكذلك وزير الخارجية عادل الجبير"، مستطرداً أن "محمد بن نايف مستاء لأن الهجمات الموجهة ضد المجاميع التي تدعمها السعودية تشكل تهديداً مباشرا للمملكة، وتسبب بتأثير مباشر على الأمن الداخلي السعودي، كونها (الهجمات) قد تؤدي إلى تفكك تلك المجاميع، وتسبب بعودة البعض من المتطرفين للمملكة".

على صعيد متصل قالت الباحثة ايما اشفورد، من معهد كاتو CATO للدراسات في واشنطن، كما أوردت الصحيفة، إن تلك "المشاكل الداخلية، وكذلك التدخل الروسي في سوريا، يعني فقدان أي أمل بإيجاد حل سياسي قريب الأجل لإخراج الأسد من السلطة"، عادة أن "دول مجلس التعاون الخليجي مشوشة وغير قادرة على اتخاذ موقف موحد في ظل اكتساب نظام الأسد مزيد من القوة".

يذكر أن الطائرات الروسية باشرت بضرب مواقع (داعش) وباقي فصائل المعارضة السورية في (الثلاثين من أيلول 2015).