​نواب الموصل يرحبون بقوات أميركية احتلت مدينتهم في 2003 ويتوقعون نشر 3 آلاف جندي

​نواب الموصل يرحبون بقوات أميركية احتلت مدينتهم في 2003 ويتوقعون نشر 3 آلاف جندي

الموصل

المدى برس/ بغداد - يرى خبراء أن تداعيات سيطرة داعش على ثاني أكبر مدينة عراقية، أدى الى تغيير قناعة أهالي الموصل حول القوات الاميركية.

ويرجحون أن تنتشر قوة من الفرقة 101 قريباً في أطراف الموصل على الشريط الحدودي الفاصل مع سوريا لعزل تنظيمي داعش في البلدين.

وفي الانبار يتوقع مسؤول عسكري سابق، أن تشارك قوات النخبة الاميركية في عمليات استعادة باقي بلدات الانبار التي مازالت بيد "داعش"، مؤكداً أن القوة لن تكتفي بتوجيه ضربات جوية على الحدود.

ومنذ سقوط الموصل في صيف 2014، ترفض واشنطن التورط في حرب برية جديدة، وتلتزم تقديم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات العراقية.

لكن أطرافاً سياسية عراقية تؤكد أن الولايات المتحدة تخطط للتدخل برياً بطريقة لاتحرج رئيس الحكومة حيدر العبادي ولاتثير حفيظة الحشد الشعبي المعارض للتواجد الاجنبي.

وقال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، نهاية الاسبوع الماضي، إن على التحالف الدولي الاستعانة "بقوات برية" للفصل بين "المسرح العراقي عن المسرح السوري"، في معرض حديثه عن تحرير مدينة الموصل.

بالمقابل رجح أحد اعضاء لجنة الأمن البرلمانية أن تقوم الفرقة 101 الاميركية المتواجدة في الكويت بمهمة فصل داعش سوريا عن داعش العراق.

العودة الى الموصل

ولاتوجد أرقام دقيقة عن حجم القوة الاميركية التي يتم الحديث عن قرب نشرها في العراق. لكن رزاق الحيدري، عضو كتلة بدر البرلمانية قال لـ(المدى)، إنه "وفقاً للتسريبات يتوقع أن يكون عدد الفرقة 101 اكثر من 3 آلاف عنصر".

بدوره يتوقع عبد الرحمن اللويزي، النائب عن نينوى، في اتصال مع (المدى)، أن يكون "حجم القوة بقدر فرقة عسكرية كاملة".

وبلغ تعداد قوات الفرقة 101 المحمولة جواً، نحو 18 ألف جندي اثناء انسحابها من الموصل في حزيران عام 2005، وتسليمها ملف الأمن في المدينة الشمالية الى "لواء سترايكر".

وجاء استخدام هذه الفرقة المحمولة جواً في اجتياح الموصل في حرب 2003، بعد رفض الحكومة التركية السماح للقوات الاميركية بالمرور عبر اراضيها. ولم يعد امام الجيش الاميركي، آنذاك، خيار سوى استخدام القوة المحمولة جواً في احتلال الموصل.

وتعرضت القوة الى هجمات عنيفة في الموصل، فقدت اثرها العديد من عناصرها. وتناقلت تقارير اميركية، حينها، انباء عن تفشي حالات الاكتئاب التي يعانيها عناصر الفرقة بسبب وجودهم الطويل في تلك المنطقة دون تبديل.

لماذا إمساك الحدود؟

وبشأن تغيير الستراتيجية الاميركية في العراق من تدريب الشرطة الى نشر قوات برية، يعزو اللويزي ذلك الى "تكتيك أميركي للتدخل البري دون إثارة حساسية فصائل الحشد الشعبي التي ترفض تواجدها أو إحراج رئيس الحكومة حيدر العبادي". ويؤكد أن "القوات الاميركية لها تجربة سابقة، وتعرف الآن كيف تتحرك دون إثارة الحساسيات".

ولايغفل عضو اتحاد القوى دور التفاهمات الجارية حالياً فيما يخص الملف السوري ودور الولايات المتحدة في ذلك. ويقول "في تلك المباحثات التي تشترك فيها أطراف دولية مثل روسيا والاتحاد الاوربي تريد واشنطن كسب ورقة ضغط بوجود قوات على الأرض في العراق وسوريا"، في اشارة الى الانبار التي تحدثت عن إنزال قوات اميركية في مطار قرب مدينة الرقة السورية.

لكن النائب رزاق الحيدري يقول إن "الولايات المتحدة تدرجت بالتدخل العسكري في العراق من إرسال مستشارين ثم الحديث عن مدربين وقوات خاصة الى التدخل البري". ويرى أن "واشنطن دخلت من الشباك لعودة قواتها ولم تدخل من الباب بشكل مباشر".

ويعرب عضو كتلة بدر عن خشيته من تحكم الولايات المتحدة بالقرارين السياسي والعسكري العراقيين بعد زيادة تدخلها. ويحذر من أن "تبدأ الولايات المتحدة بالانحياز الى أطراف سياسية على حساب اخرى والاعداد لمدة سياسية مختلفة بمساعدة قوى عراقية جديدة".

دور الأميركان في الأنبار

ويتوقع مستشار عسكري في الانبار مشاركة الفرقة 101 في تحرير باقي المدن التي مازالت تحت سيطرة داعش.

ويرى دلف الكبيسي، في حديث مع (المدى)، أن "تعزيز القوات العراقية بقوات إضافية سيزيد من امكانية تحرير هيت والرطبة والقائم من المسلحين".

وتقترب القوات العراقية، المدعومة من عشائر الانبار، من تحرير الرمادي بشكل كامل بعد السيطرة على بلدة السجارية شرقي الرمادي رغم المقاومة العنيفة التي يبديها مسلحو داعش.

ويقول المستشار العسكري "سنحتاج الى قطع الامدادات بشكل أشد على الحدود مع سوريا عن طريق نشر قوات برية لأن الغطاء الجوي لايكفي لوحده".

ويلفت قائممقام الرمادي السابق الى أن "الاصوات التي تعارض التواجد الاميركي في الانبار تراجعت بسبب ما فعله داعش".

وكان محمد الكربولي النائب عن الانبار، عد ان دعوة القوى السنيّة لنشر قوات اميركية في المحافظة ليست شرعنة لاحتلال جديد وانما لـ"تصحيح واشنطن للفوضى التي خلقتها في العراق بعد 2003".

وخسر الجيش الاميركي اكثر من 1000 جندي في معارك ضد القاعدة في انحاء الانبار ما بين 2004-2007.

من جهته يقول عبد العزيز حسن، عضو لجنة الأمن البرلمانية إن "القوات الاميركية ستنتشر بسبب دعوة من القوى السنيّة".

ويرى النائب عن الاتحاد الكردستاني، في اتصال مع (المدى)، أن "توسيع التحالف والجهود ضد داعش دفع القوات الاميركية لنشر قوات برية".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

الموصل  ,   قوات أميركية  ,   داعش  ,   اشتون كارتر  ,