اهتمام الصحف العراقية

اهتمام الصحف العراقية

صحف اليوم

بغداد ـ «القدس العربي»: ما زال اهتمام الصحف العراقية منصبا على موضوع الحكومة الجديدة الموعودة ودور بعض القوى السياسية في إفشال تحقيق الإصلاحات، وتنبوءات بمرحلة صعبة قادمة على البلد، وانتقاد مناورات «رعد الشمال»، والحديث عن ثروة العراق الموعودة من الغاز.

حكم الأحزاب الدينية

ونشرت صحيفة «المشرق» المستقلة، مقابلة مع المفكر العراقي والنائب السابق حسن العلوي أكد فيها «أن البلد خاضع لحكم الأحزاب الدينية وهي لا تستطيع أن تحكم شعباً متعدد الأجناس والقوميات، ويمكن أن تحكم شعباً بهوية واحدة كأن يكون مسلما كله أو مسلما سنيا أو مسلما شيعيا، أما بلد شيعي، سني، كردي، تركماني، عربي، فالحركات الدينية غير مؤهلة لحكم بلدان متعددة المذاهب والأجناس والأديان والقوميات. وأضاف في حديث لـ«المشرق»: «ان العراق مقبل على منعطفات كبيرة وخطيرة منها إفلاس الدولة ونحن في المرحلة الرابعة من المشروع الأمريكي الذي أنا أسميه مرحلة تفكيك الكتل المتجانسة، نحن أمام مرحلة يتطور فيها الصراع الشيعي شيعي، والسني سني، والكردي كردي، والسليمانية قد تنفصل عن أربيل، والموصل قد تنفصل عن بغداد، وحزب الدعوة قد يواجه مقاومة شديدة من الحركات الإسلامية. نحن مقبلون على مرحلة صدام نتيجة وقوعنا في منطقة ما نسميه تفكيك الكتل المتجانسة». وأشار العلوي إلى ان «المتسلطين على القرار العراقي لم يفكروا باقتصاد المجتمع ولا بزيادة الدخل الفردي ولا بزيادة الدخل القومي وتصرفوا بالعراق وكأنما شركة وهم لجنة مكلفة بتصفية أموالها، هؤلاء لا يمكن لهم أن يفكروا تفكيرا اقتصاديا صحيحا، لم يتخذوا خلال (13) سنة أي قرار اقتصادي صحيح، بالعكس، الآن هم دخلوا للمؤسسات المالية والمصرفية والاقتصادية وسيطروا عليها ونهبوا حتى الاحتياطي النقدي والذهبي من البنك المركزي العراقي وسيأتي وقت قريب جداً لا يجد العراقيون أو العراق أو التجار أموالا يسددون بها أثمان مستورداتهم من الخارج».

أهداف «رعد الشمال»

ونشرت وكالة براثا التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي مقالا انتقد مناورات رعد الشمال، أشار كاتبه إلى أن « مناورات رعد الشمال انتهت باستعراض عسكري كبير حضره ملوك وأمراء ورؤساء دول عربية و دول أخرى وكان الغائب الحاضر الوحيد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كان يتلطى تحت غترة وعقال كل ملك، ويتخفى داخل عباءة كل أمير.

مناورات جرت في حفر الباطن على حدود الأراضي الحجازية المحتلة من قبل الكيان السعودي شارك فيها 300 ألف ضابط وجندي ومئات الطائرات الحربية والمروحيات ومختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية من دبابات وعربات مسلحة وصواريخ متطورة مستوردة من الدول الغربية، عشرون دولة عربية وإسلامية شاركت في هذه المناورات والهدف محاربة « الإرهاب « !

فأي إرهاب يريد هذا الجمع الهائل محاربته؟

نحن نعلم وهم يعلمون من يستهدفون من خلال هذه الاستعدادات والتدريبات العسكرية الهائلة بعد فشل مرتزقتهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن من تحقيق انتصارات ميدانية، مؤتمرات دولية وإقليمية عقدت لأجل الإعلان عن الهدف.

إذاً المستهدف هو « حزب الله « الذي حطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر، والذي حطم أحلام دولة إسرائيل الكبرى، والذي أعاد للأمة العربية والإسلامية كرامتها المسلوبة منذ إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية.

بعد هذا الانكسار الكبير لمملكة الإرهاب السعودية أمام رجال الله في سوريا ولبنان والعراق واليمن جاء رعد الشمال الإسرائيلي، وأصبحت المواجهة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار».

باسم الدين سرقونا الحرامية

وتناول مقال افتتاحي لصحيفة «المدى» المستقلة، شعارات التظاهرات، وجاء فيه « بطبيعة الشعارات الطيّارة العفوية التي تنطلق في التظاهرات الجماهيرية، خارج ما أعتمدتها قيادتها، يختلط في الغالب الحابل بالنابل، فيُساء فهمها ودوافعها ومحركيها. وليس هذا غريباً على ما شهده «عراقنا الجديد» الذي لم يحصد خلال السنوات التي أعقبت التغيير عام 2003، سوى الخراب والتدمير، في بيئة تسيّد فيها لصوص المال العام والفساد الإداري والمالي، وتوسعت على هامشها دائرة التحريم والتكفير. ولأن الصدارة في الدولة والمشهد السياسي تزاحمت فيها القوى والأحزاب والشخصيات المنضوية تحت عباءة الإسلام السياسي، طاولت الشعارات «العباءة» دون المتسترين تحتها.

وعباءة الإسلام السياسي ليست هي في كل طَويةٍ فيها امتداد للإسلام والدين الحنيف، وإلا لتلاقى إسلام السيد السيستاني مع المتلفعين بتلك العباءة التي ملأت البلاد جوراً وفساداً وعسفاً ونهباً وأغرقت معاني الإسلام وقيمه ما جعل المؤمنين بها في حالة من الانفصام تحيط بهم الريبة والتساؤلات. وفي تساؤلاتهم آثارٌ داميةٌ غرستها فرمانات دعاة الإسلام السياسي التحريمية التي تحرّض على القتل والإقصاء وإلغاء الآخر بارتجاعاتٍ دينية وطائفية، وتلوّح بها في كل منعطف تزداد الأوضاع فيها سوءاً وبلاءً وتدهوراً وانحطاطاً.

وهذا الخلط بين المتدثرين بالعباءة والمساحة المضيئة للدين الحنيف، كان السبب في عدم التمييز والفصل بينهما، مع إدراكٍ واعٍ بالاختلاف في المرجعيتين، وفهم لجوهر الاختلاف الذي يتجسد في تطويع الإسلام السياسي للدين والمذهب خارج سياقاتهما العقائدية الإيمانية وتوظيفهما لمصالح دنيوية حزبية فئوية، أثبتت الوقائع خلال سنوات اعتمادهم المحاصصة، فسادها أهدافاً ووسائل عملٍ وأساليب في الحكم، ولم يكن شعار: «باسم الدين باكونه الحرامية» سوى إنعكاس لهذا الخلط، ونتيجة لإيحاءات حكام الصدفة بأنهم «حماة الدين والعقيدة والمذهب» ولهم الحق بتحويلها إلى فرمانات تحريمٍ وقسرٍ وعسفٍ بلفائف الرثاثة والفهم المنحرف والقاصر..! المتشددون الأكثر انفصاماً عن القيم الدينية والأزيد تطويعاً لها خارج سياقاتها في خدمة مصالحهم وتغطية فسادهم وإنفلاتهم في الترويع والتجاوز على الممتلكات والحقوق والكسب غير المشروع «.

إصلاحات أم مقايضات سياسية

وتحت عنوان «إصلاحات أم مقايضات سياسية» كتب تيسير الأسدي مقالا نشرته وكالة نون الخبرية، جاء فيه» نحن ندرك جيدا ان هناك مساعي حثيثة لإدخال حزمة الإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي في لعبة المقايضات السياسية والحسابات الضيقة للأحزاب والتيارات المتنافسة ولكن هذه المره ليست بشكل علني بل ستكون خلف كواليس المسرح السياسي،، الجدل الخفي والمقايضات غير المرئية والمحسوس بها جماهيريا وإعلاميا تعكس صراعات كبيرة تجري حاليا بين ما يٌعرف بـ «أصحاب القرار»، صراعات مكلفة أضحت تهدد استقلالية بلدنا و أمنه القومي.

إن من يرغب في جدية الإصلاحات عليه ان يكون مضحيا ويشعر بما يمر فيه بلدنا بظرف داخلي وخارجي حرج تعقدت فيه مشاكله، فأغلب دعاة الإصلاح من المتصدين للعمل السياسي إنما هم يجهلون انشغالات الشعب الحقيقية، فهم في قطيعة تامة معه.

نعم العراقيون يتوقون إلى رؤية إصلاحات سياسية جديدة عابرة للأزمات، رؤية واضحة تعيد المناخ المناسب لفتح حوار وطني جاد وصريح بين جميع القوى، وترتيب البيت الداخلي لبلدنا، وتعزيز الحرية والعدالة، وتوفير السلم والأمن والرفاهية لكافة المواطنين وتمكينهم من النظر بالطمأنينة نحو مستقبلهم.

العراقيون يعرفون جيدا انه لا قيمة للإصلاحات من خلال تغيير وزراء بآخرين من دون ضرب حيتان الفساد وسوقهم إلى السجون وإرجاع أموال العراق المنهوبة منهم؟!

فالإصلاحات غير الجادة في هذه المرحلة ستجعل كبار الفاسدين يرفعون إصبع التهديد على الحكومة وغيرها من الأصابع غير البريئة استخفافا بقرارتكم ؟»!

ضياع فرصة التغيير

ونشرت صحيفة «التآخي» المقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، مقالا جاء فيه « ثبت بما لا يقبل الشك ما كان يتداوله العراقيين وهو ان الشغلة (مو) شغلة وطن، وما كان ينادي به العبادي من عبور للطائفية مدعوما بمباركة المرجعية والبرلمان والشعب من خلال خروجه إلى الشارع قد ضاع بضياع الفرصة التي قد تأتي مرة واحدة فقط لا مرتين.

وقد افلتها الدكتور من بين يديه وليس من السهل إعادتها لأنها ذات طابع سياسي، فهذا النوع من الفرص لا يمكن ان يتكرر في نفس الزمن ولنفس الأشخاص ولذات القضية، فالتلكؤ هو ما يبحث عنه الخصوم من سياسيين وبرلمانيين وفاسدين ولصوص، من الذين اضطروا للموافقة ولو على مضض في بداية الأمر.

والآن وقد تجلى غبار الصدمة، لملمت الكتل أطراف عباءاتها وعدلت أربطة العنق وأغطية الرأس لتجلس للعبادي بعد ان هيأت له كل الاستمكانات لعرقلة الإصلاحات التي وعد بها بالقضاء على الفساد، وبدأ الإعلام المنحاز وغير المنحاز يكشف عن مكنونات وأمراض هذه الكتل وقادتها وهم يمسكون معاولهم وسكاكينهم لنحر الإصلاح وصاحب الإصلاح، في الوقت الذي يصر قادة الكتل الأخرى على استحقاقاتها الدستورية واعتبار المناصب حصص طابو لا يسري عليها اي قانون وتعلن ان لديها ما تتطلبه الإصلاحات العبادية المطروحة من شخصيات التكنوقراط التي يريدها مشروع رئيس الوزراء.

ترى ماذا سيضيف التكنوقراط في خدمة الوطن، يجب ان يكون التكنوقراط مشفوعا بحب الوطن، فالنظرية لا جدوى لها ان لم تتحقق على الأرض من خلال فريق متعاون صادق وكفوء، التكنوقراط لا يعطي نتيجة إذا ما زرع في وسط فاسد أصلا كان يسوغ للوزير القديم طرق فساده.

الكل اليوم ينتظر الدخان الأبيض الذي سيتصاعد من مداخن رئاسة الوزراء، وبتقديرنا ان لا يكون ممثلو الناخبين هم من يصوتون على من سيقدمه السيد العبادي، وان تكون كلمة الشعب هي الفيصل بعد ان تعلن اسماؤهم وسيرتهم الذاتية، ويكون ذلك على شكل استفتاء شعبي حر، بعد ان اثبت البرلمان عدم أهليته لتلك الممارسة في اختيار النافع للشعب وفشله في تقديم النماذج التي تعمل له بشكل جدي، فقد ساهم كثيرا في تدمير أواصر العلاقات الأخوية التاريخية بين ملله وطوائفه وأعراقه لكنهم فشلوا بعد ان حاولوا زرع الفتنة والكراهية بين أبنائه».

ثروة الغاز الواعدة

وركز مقال افتتاحي في صحيفة «العدالة» على الثروة الغازية في العراق، أشار كاتبه إلى «أننا نمتلك احتياطات غازية تقدر بـ131 ترليون قدم مكعب.. ونحتل المرتبة11 ـ 12 عالمياً، واذا ما استكملنا الاستكشافات فمن المؤمل ان نحتل المرتبة الخامسة. وهذا مهم لمستقبل البلاد، مع احتلال الثروة الغازية اهمية متصاعدة.. فهو الأقل ضرراً بين مصادر الطاقة التقليدية على البيئة.. وكذلك بسبب الإمكانات الكبيرة التي يوفرها كمصدر رخيص وسهل للطاقة، ولصناعات مشتقة كثيرة، ومنها وليس كلها، الصناعات البتروكيميائية والأسمدة».

نحصل على الغاز من مصدرين أساسيين.. «الغاز المصاحب» مع النفط.. و«الغاز الحر»في الحقول غير النفطية، والتي تشكل 25? من احتياطات الغاز، ولمعالجة النقص في جولة التراخيص الأولى، اسست شركة غاز البصرة عام 2012، حيث تمتلك شركة نفط الجنوب (البصرة) 51? من أسهمها بينما تمتلك شركتا «شل» و«ميتسوبوشي» الـ49? الباقية. وهي تتهيأ هذه الأيام لتصدير الفائض عن الاستهلاك المحلي من البنزين الطبيعي، والغاز السائل، وبذلك يدخل العراق للمرة الأولى بشكل متصاعد ومستدام نادي الدول المصدرة للغاز.

هناك اهتمام متزايد في أمرين أساسيين أيضاً.. الأول يتعلق باستخدام الغاز لتسيير العجلات وبذلك نوفر على أنفسنا نفقات البنزين والكازاويل.. والثاني استخدام الغاز السائل في المجمعات السكنية ونوفر على أنفسنا النفط الأبيض والكازاويل، بل الكهرباء، وبالتالي بقية المشتقات لأغراض الاستخدام المنزلي والتدفئة والإضاءة، بل للتبريد ايضاً.. وأقولها بصراحة ان العمل في هذين المجالين ما زال بطيئاً رغم الجهود المبذولة».

مصطفى العبيدي


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.