​تحرير الموصل مرهون بـ”تحسين” وضع الفرقة المدرعة التاسعة وتوفير المعدات الثقيلة

​تحرير الموصل مرهون بـ”تحسين” وضع الفرقة المدرعة التاسعة وتوفير المعدات الثقيلة

جوزيف دنفورد

المدى برس / بغداد - عدت صحيفة أميركية،  الجمعة، أن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية جوزيف دنفورد للعراق جاءت لتقييم الاستعدادات لمعركة الموصل، وأكدت أن المعركة مرهونة بـ"تحسين" وضع الفرقة المدرعة التاسعة التابعة للجيش العراقي وتوفير المعدات الثقيلة لها، وفيما كشفت عن ترجيحات بتمديد فترات تدريب القوات العراقية "البطيئة"، أشارت إلى أن منظومات الإسناد التعبوي للجيش ما تزال "قديمة العهد".

وقالت صحيفة (الواشنطن بوست) في تقرير تابعته (المدى برس)، إن "زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد للعراق، أمس، جاءت لتقييم الوضع حول الاستعدادات لشن هجوم الموصل التي يسيطر عليها داعش منذ ما يقارب العامين، والوقوف عند التحديات التي تواجهها القوات العراقية من حيث التسليح والتدريب"، مبيناً أن "دنفورد اطلع على الجهود الجارية في تدريب القوات العراقية في قاعدة بسماية، جنوب بغداد".

وأضاف التقرير، أن "الهدف الرئيس من المهمة الأميركية الجديدة التي بدأت في العراق منذ العام 2014، هو ضمان خلق قوة عسكرية عراقية متماسكة جيدة التسليح قادرة على التحرك نحو الموصل"، مشيراً إلى أن "قائد قيادة قوات التحالف في العراق الجنرال شون ماكفرلاند، أكد لرئيس هيئة الأركان المشتركة دنفورد، أن تحسين وضع الفرقة المدرعة التاسعة سيكون عاملا رئيساً في الاستعداد نحو معركة الموصل".

وقال ماكفرلاند بحسب تقرير الصحيفة الأميركية خلال اطلاعه هو والجنرال دنفورد على مراحل التدريب على الدبابات وقذائف الهاون في قاعدة بسماية، "إذا انتهينا من مراحل التدريب بشكل جيد فلا اعتقد أن تلاً أو موجة عالية تستطيع أن تقف بوجه هؤلاء الجنود".

ورجح ماكفرلاند، أن "يتم تمديد فترات التدريب في قاعدة بسماية لتهيئة القدرة المطلوبة للجنود العراقيين"، مؤكداً أنه "وجّه القادة العسكريين العراقيين بمواصلة التدريب وعدم الانقطاع عنه".

وتؤكد الصحيفة الأميركية، أن المسؤولين الأميركان لم يكشفوا عن أي موعد محدد لشن القوات العراقية لمعركتها لتحرير الموصل، لكن الرئيس اوباما نوّه بأن التقدم المطلوب في تهيئة القوات لتحرير الموصل قد تحصل بنهاية هذا العام.

وبيّن التقرير، أن "قيادات من الفرقة المدرعة التاسعة المتواجدة في قاعدة بسماية والتي يبلغ عدد أفرادها أكثر من 1200 عسكري، أكدوا استعدادهم لمحاربة تنظيم داعش وتقديم أفضل ما عندهم، بشرط تزويدهم بالسلاح المناسب ومنه الذخيرة الثقيلة المطلوبة لتنفيذ تمارينهم العسكرية على دبابات (تي – 72) التي يمتلكونها منذ العهد السوفيتي".

ولفت التقرير، إلى أن "البعض من جنود الفرقة التي تتلقى الإرشادات من مدربين أسبان وبرتغاليين وبريطانيين وأميركان، هم أصلاً جنود متمرسون خاضوا معارك ضد داعش في الرمادي ومناطق أخرى، ولكن الكثير من الجنود هم متطوعون صغار وكبار، لم تمر عليهم سوى أسابيع قليلة من انخراطهم للجيش بعد سحبهم من أعمالهم المدنية لتعزيز زخم المعركة المرتقبة ضد داعش".

وعد التقرير، أن "من بين التحديات التي يواجهها المستشارون والمدربون الأميركان وحلفاؤهم الآخرون، هو ضمان توفير المعدات العسكرية وتوزيعها للوحدات العراقية التي ستخوض تلك المعركة حصراً، مع جهود المستشارين العسكريين الأجانب في تعزيز معنويات الوحدات العسكرية العراقية وتقوية تماسكها"، مبيناً أن "القوات في قاعدة بسماية تقول بأن نظام الجيش في تسليم الرواتب والتجهيزات للجنود قد تحسّن، ولكنهم يؤكدون أن الحكومة ما تزال تفتقر إلى سلاح المدفعية والقوة الجوية، فيما شكا البعض الآخر من ضعف القيادة والفساد بين الرتب العليا في الجيش رغم جهود الإصلاح التي بذلت مؤخراً".

بدوره يقول المحلل باترك مارتن المختص بالشأن العراقي من معهد واشنطن للدراسات الحربية بحسب التقرير، إن "جهود التدريب التي يقوم بها الأميركان وحلفاؤهم قد نجحت في تدريب وتجهيز عدة فرق عراقية، وضمنت أيضاً أن يقوم المسلحون العشائريون المحليون بحماية مناطقهم بشكل فعّال"، عاداً أن "التدريب ما يزال يجري بخطوات بطيئة تاركاً العراق يعتمد بشكل كبير على قوات مكافحة الإرهاب بدلاً من الاعتماد على وحدات الجيش التقليدية".

وأضاف المحلل المختص، أن "منظومات الإسناد التعبوي للجيش ما تزال قديمة العهد منذ العام 2003"، مؤكداً أن "هذه النواقص تؤكد ضرورة الحاجة بأن تتجه الولايات المتحدة لتقديم المزيد من الإسناد للقوات العراقية وبكميات أكثر إذا كانت تريد تحقيق تقدم ملموس يهيئ للاتجاه نحو الموصل".


شارك الموضوع ...