​حكومة بغداد تعرقل نقل المساعدات السعودية للأنبار

​حكومة بغداد تعرقل نقل المساعدات السعودية للأنبار

مساعدات

الرياض: نايف الرشيد -  انتقد مسؤول إغاثي عراقي، الإجراءات التي فرضتها السلطات العراقية، وأدت إلى تأخر وصول المساعدات الإغاثية العاجلة التي سّيرتها السعودية إلى محافظة الأنبار العراقية، مؤكدًا أن تلك المساعدات لا تزال توجد في منطقة الشحن الجوي منذ عشرة أيام، بسبب مشكلات عدة، من بينها فرض رسوم جمركية عليها، وهو الأمر الذي عالجته السفارة السعودية في بغداد سريعًا، بالتنسيق مع وزارة الهجرة العراقية، إلا أن تلك الإجراءات لا تزال قيد التنفيذ، وأخذت وقتًا طويلاً، ما قد يؤدي لتلف المساعدات.

وقال الدكتور حامد الدليمي، نائب رئيس الهيئة الإدارية بمؤسسة الفراتين الخيرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المساعدات الحالية الموجودة في الشحن الجوي والمقدرة بـ315 طنًا تمثل المرحلة الأولى من المساعدات التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى الأنبار، على متن ثلاث طائرات قدمت من الرياض، وتشمل نحو خمسة آلاف سلة غذائية، و6.5 ألف بطانية، و6 آلاف فرش أرضي، ونحو ألفي خيمة كمأوى مؤقت.

وأضاف أن الإشكاليات في دخول تلك المساعدات، هي أن تلك المساعدات مرسلة في الأساس لثلاث منظمات إنسانية محلية عراقية، وطلبت السلطات العراقية رسومًا جمركية على المساعدات الإنسانية، كونها مرسلة إلى جهة مدنية وليست حكومية، وهو ما دفع السفارة السعودية في العراق إلى التنازل عن المواد الإغاثية لوزارة الهجرة العراقية، ما يصاحبه إعفاء جمركي بموجب القانون العراقي، على أن تسلمها إلى محافظة الأنبار، ومؤسسة الفراتين، وهما الجهتان المخولتان بتوزيع المساعدات الإغاثية.

وأشار إلى أن الإجراءات التي فرضت على المساعدات لا داعي لها، كونها تحمل مواد إغاثية عاجلة لمناطق منكوبة، لافتًا في السياق ذاته إلى أن أولى المساعدات وصلت بتاريخ 11 مايو (أيار) الحالي، ولم تدخل حتى الآن بعد مرور عشرة أيام على اكتمال وصولها، بسبب الإجراءات التي لم تكتمل.

ولفت الدكتور حامد الدليمي، إلى أن المسؤولين الإغاثيين يصلون الليل بالنهار في مقر الشحن الجوي ولم يفارقوا المكان منذ ثلاثة أيام، بانتظار فراغ وزارة الهجرة من إجراءاتها والفسح العاجل للمساعدات الإغاثية.

وأفاد بأن المسافة ما بين مقر هبوط الطائرات وحتى محافظة الأنبار تستغرق نحو أربع ساعات مع تجاوز بعض الطرق البرية الصعبة، مشددًا في الوقت ذاته على احتياج محافظة الأنبار إلى مزيد من المساعدات الإغاثية العاجلة، خصوصًا مع قدوم شهر رمضان، واستمرار نزوح العائلات للمحافظة، مقدرًا عددهم بنحو 107 آلاف عائلة نازحة داخل المحافظة. وأبان أن على رأس احتياجات المحافظة، السلال الغذائية، والمواد الطبية، والمولدات الكهربائية مع ارتفاع متسارع في درجات الحرارة، مع شبه اكتفاء في ما يتعلق بالمأوى.

وأكد الدليمي، أن كل الإجراءات اللوجيستية المصاحبة لوصول المساعدات الإغاثية تمت تهيئتها قبل وصول تلك المساعدات، سواء ما يتعلق بالكوادر البشرية التي تشرف على التوزيع، أو خطة التوزيع، أو شاحنات النقل، وكل الكوادر البشرية، والشاحنات موجودة لليوم الثالث في المطار.

يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمر بمساعدات إنسانية للنازحين في محافظة الأنبار العراقية، ووصلت أولى طائرات المساعدات بتاريخ 11 مايو الحالي، ووصلت الطائرتان الثانية والثالثة في اليومين التاليين، حاملة 315 طنًا من المساعدات الإغاثية.


شارك الموضوع ...