​الشابندر : التحالف الوطني علقه في ايران

​الشابندر : التحالف الوطني علقه في ايران

عزت الشابندر

الجمهورية_نيوز- قال السياسي المستقل عزت الشابندر إن المعركة الباردة التي تشهدها الساحة الغربية من الوطن العربي وبعض المناطق الاخرى القريبة ما هي الا معركة حديثة تعتمد على العقول في الدرجة الاولى لتغيير مسارات العملية السياسية في بعض المناطق ، مبينا ان تلك المعركة هي بين العقل الايراني والعقل الاسرائيلي بشكل غير معلن لاسيما وان ساحة المعركة بعيدة عنهما.

ووصف الشابندر هذه المعركة بانها معركة الجغرافيا المقدسة بين اسرائيل وإيران لافتا الى ان العقل الاستراتيجي الاسرائيلي يريد ان يصنع حاجزا جغرافيا بين طهران وحزب اهال وهو اقليم السنة العرب في العراق ومن المفروض ان لايقل هذا الاقليم عن اقليم كوردستان ، واشار الشابندر الى ان السني العراقي الذي هو من دعاة الاقليم ليس عميلا لإسرائيل بل ثمة مبررات جعلته يؤمن بان الاقليم يمثل اطارا يحميه قائلا ان سوء ادارة المركز بررت له ان يدفع باتجاه الاقليم حتى يصبح شأنه شان الكردي ومن ثم فانه سيكون محصنا بقانون مثل قانون اقليم كوردستان ويطمح ان تكون لديه ميزانية مثل ميزانية الاقليم. وأكد الشابندر ان العربي السني الذي يتبنى فكرة الاقليم في العراق لا يتبناها كونه يستجيب لرؤية اسرائيل بل يتبناها بسبب سوء ادارة المركز التي اعطته مبررا لتبني هذه الفكرة التي ستصب في النهاية في مصلحة المشروع الاسرائيلي.

مقابلة الجمهورية نيوز مع عزت الشابندر :

الجمهورية نيوز : نبدأ من حافة الازمة حيث معركة الموصل التي يتوقف عليها مستقبل البلد ومستقبل نينوى وفي كل ذلك يبحث المواطنون عن ضمانات ما بعد المعركة .. هل تقلق هذه المعطيات عزت الشابندر ام انه يمتلك رؤية لسيناريو هذا الحدث المرتقب ؟

الشابندر : ما حصل من احتلال للموصل والرمادي وصلاح الدين وجزء من ديالى هو خطة مرسومة ليست عبثية والذي خطط لها هو ليس دولة اقليمية قريبة أو الاهمال او سوء الادارة بل إن هذه الامور عوامل ساعدت المخطط على ان يحصل هذا الموضوع .. وحين تتوفر لدينا قراءة محددة عما جرى فيمكن لنا ان نتوقع الذي يجري بشكل قريب من الصحيح.

هذا المخطط فشل في صلاح الدين وفشل في الرمادي لكنه لن يفشل بسهولة في الموصل ولذلك نرى التكالب والصراع على أشده الان وأتمنى ان يفشل في الموصل.

الجمهورية نيوز : من هو عراب هذا المخطط ؟

الشابندر : اسرائيل ..الغائب الحاضر الذي اصبحنا نستحي أن نذكره في خطابنا السياسي وفي تحليلنا لأن المد القومي العربي استهلك هذه الحقيقة.

الجمهورية نيوز : الى اي حد يمكن القول انك تغازل طهران في هذا التشخيص ؟

الشابندر : أنا أؤمن بان العالم فيه دولتان شموليتان عقائديتان وهما تقودان الصراع الحقيقي في العالم والمنطقة على وجه التحديد هم اسرائيل وايران وهذا راسخ عندي من خلال الرؤية الايمانية لحركة التاريخ في عمر هذه الارض والرؤية التي تنطلق من خلال متابعة الواقع وتطوراته وان الولايات المتحدة الامريكية أداة بيد اسرائيل وليس العكس، وهنا اذكر حادثة في هذا السياق حيث جمعنا في يوم الايام لقاء بالسفير الامريكي زلماي خليل زاد مع الدكتور اياد علاوي والدكتور أحمد الجلبي وقد ناقشاه بكثير من الأمور التي يتخذها ويفعلها الامريكان في العراق وأهم مادة كانت في هذا النقاش أن هذا ضد مصالح امريكا والذي تفعلونه لا يصب بمصلحتكم وكان السفير الامريكي يبرر ولكن كان يعجز عن أن يعطي اجابة شافية.

وفي هذه الاثناء قلت لهم : انا اعرف أن أمريكا هي زعيمة فلسفة المصالح في العالم وأن علاقاتها كلها قائمة على المصلحة ولذلك فهي ( أحلى زبون ) لأنها طرف واضح في التعامل القائم على أساس المصلحة.

وحينما اعجز عن تفسير موقف امريكي لا يصب بمصالحهم لكنهم ينفذونه فعندئذ أجزم بأنه موقف غير امريكي والمثال على ذلك أن وحدة العراق تحقق المصلحة الامريكية وهنا اقصد الوحدة المجتمعية والجغرافية والسياسية ولكن كل سلوك امريكي يخدم تقسيم العراق على الرغم من أنه لا يخدم مصلحة امريكا الاقتصادية في ضوء فلسفتها الاقتصادية وحينما تكون وحدة العراق ليس هدفا يشتغل عليه الامريكان بل على تقسيمه عبر الاقلمة وما شاكل .. اذن هو مشروع غير امريكي وهذا الموقف ليس امريكيا بل موقف اسرائيل. وهناك كثير من الشواهد التفصيلية منها ان كثيرا من قيادات القاعدة التي اعتقلت قد أفرج عنهم بعد شهر من قبل الامريكان.

الجمهورية نيوز : مشروع او طموح التقسيم لا يقتصر على الجهات التي حددتها بل هناك جهات مثل تركيا وأطراف عراقية تدفع بهذا الاتجاه ؟

الشابندر : كل هؤلاء عندهم مصالح ظرفية وآنية وتتعلق بطموحات قسم منها تاريخية مثل عثمنة المنطقة التي يسعى اليها اردوغان الذي يتوقع ان يصير سلطانا عثمانيا لكن حينما ينتهي اردوغان سيأتي شخص آخر لا يشتغل بالطريقة نفسها.

الاستراتيج عند الاسرائيليين وعند الايرانيين وكل من هاتين الدولتين الشموليتين يعرف الآخر ويعرف خطر الأخر عليه وكل الباقين هم لاعبون قسم منهم اساسي وقسم غير اساسي في الساحة لكن المنظّر الحقيقي فيها هما ايران واسرائيل وهما اللتان تقودان المعركة واعطيك مثلا على ذلك : ان العالم انشرخ منذ خمس سنوات منذ ايام وصول الازمة الى سوريا حيث برزت بوادر تشكل محورين دوليين : محور تتزعمه امريكا على المستوى الدولي وتمتد الى تركيا على المستوى الاقليمي وتذهب الى دول عربية ، وأما المحور الذي يقابله فهو روسي على المستوى الدولي وإيراني على المستوى الاقليمي و(سوري - حزب الله ) على المستوى العربي . انا كنت اراقب هذا التشكل وكنت اراقب كيفية ادارة روسيا وأمريكا هذا الصراع وكيفية ادارة ايران وإسرائيل لهذا الصراع.

ولأن روسيا ايضا دولة مصالح وأمريكا هي زعيمة فلسفة المصالح في العالم كنت اتوقع ان يتوصل الروس والأمريكان الى تسوية وكان هذا امرا ممكنا .. جزء كبير من مشكلتهم في سوريا انهم يكادان يقتربان من بعضهم حتى ينجزوا مبادرة لكن ثمة من يعوق المبادرة وهو اسرائيل وإيران.

الجمهورية نيوز : انت ذكرت أن اسرائيل تدفع باتجاه التقسيم لمصلحتها لكن ايران سمعنا منها على لسان مسؤولين لديها بان تقسيم العراق خط احمر .. كيف تجتمع هاتان الاستراتيجيتان على ارض العراق ؟

الشابندر : اسرائيل مطمئنة جدا أن لا خطر حقيقي عليها في المنطقة إلا من ايران ، وهنا اذكر ان اسرائيل لما ولدت كانت محاطة بأربع دول معادية هي الاردن ولبنان وسوريا ومصر وقد ازاحت هذه الدول بحربين وبذلك انهت اول هاجس امني لسكانها ، وأما الهاجس الثاني فهو المحيط العربي والوعي العربي بخطورة اسرائيل وعدم شرعيتها ومن هذا المنفذ ادخلت علينا الربيع العربي وبذلك انهت هذا الخطر بشكل كبير جدا وابعدته ، وهنا انا لا اقول ان الذي جعل عزيزي يحرق نفسه في تونس هو اسرائيل او المخابرات الامريكية بل ان اسرائيل كانت الخطة لديها جاهزة في ذهنها وتتحين ما يحصل في الساحة وتستغله وتنطلق في مخططاتها علما ان الخطة ليس تآمرا ، وأعود الى حديثي وأقول لماذا كل من اسرائيل وإيران يخشى كل منهما الاخر ؟ لانهما عقائديتان.

الجمهورية نيوز : لماذا لم يتخذ قادة الدولة العراقية مساحة احترازية لهذه المخططات ؟

الشابندر : ارجع وأقول إنه لا توجد دولة عراقية ولا يوجد قادة بل عندنا أطراف توافقت على تقاسم السلطة واذكر هنا أن التاسع من نيسان عام الفين وثلاثة هو تاريخ لسقوط الدولة العراقية وليس تاريخا لسقوط نظام صدام وكنا من الشخصيات التي تحاول ان تبني دولة وفشلنا وهنا اخص بالذكر القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي اذ كانت مشروعا حقيقيا ولد بين ثنايا المشروع الطارئ على العراق ووحدة العراق الذي اريد له ان يتقسم الى ائتلاف شيعي وتوافق سني وتحالف كردي وكانت هذه هي بداية النهاية المرسومة للعراق ، وما يمكن تسميتهم بقادة العراق يتقبلون هذه الوصفة ( شيعة وسنة واكراد) بحكم انهم جاؤوا بعقلية وثقافة تقاسم السلطة.

الجمهورية نيوز:هل ستنجح وصفة التسوية التاريخية في العراق ؟

الشابندر : بتقديري إن التسوية ستحصل وإن الشر سيندحر وإن العراق سيستعيد عافيته ويأخذ موقعه في ادارة حركة التاريخ بشكل مركزي واساسي وان العراق سيحدد عنوانه بعد معركة الموصل كونها ستكون الامتحان الاخير للقوتين المتصارعتين وللعراقيين العرب تحديدا ، واما الكرد والدولة الكردية ومشروع انطلاقها او اعلانها وهل ستكون مقتطعة من العراق او من سوريا والعراق وهل تركيا مشمولة بهذا الاقتطاع او لا وهل ايران كذلك او لا فهذا كله تفاصيل غير اساسية في معادلة الصراع .

ان هذه المعركة هي معركة الجغرافيا المقدسة بين محركات الصراع اسرائيل وإيران وان العقل الاستراتيجي الاسرائيلي يريد ان يصنع حاجزا جغرافيا بين طهران وحزب اه وهو اقليم السنة العرب ومن المفروض ان هذا الاقليم لا يقل عن اقليم كوردستان.

ان جوهر هذه المعركة يحددها السؤال الاتي : هل يكون هناك اقليم ( بلوك فاصل) بين طهران وحزب اهسر او لا يكون هذا الاقليم ؟ هذه هي بؤرة الصراع انها معركة الجغرافيا المقدسة.

وهنا لا استطيع ان اقول ان السني العراقي الذي هو من دعاة الاقليم عميل لإسرائيل بل هو عنده مبررات جعلته يؤمن بان الاقليم اطار يحميه لان سوء ادارة المركز بررت له ان يدفع باتجاه الاقليم حتى يصبح شأنه شان الكردي وبالتالي فان شرطة المالكي لا تستطيع ان تعتقله وهو محصن بقانون مثل قانون اقليم كوردستان ولديه ميزانية مثل ميزانية الاقليم قد لا تقل أو تزيد عن نسبة سبعة عشر بالمئة من ميزانية الدولة.

وهنا اقول ان العربي السني الذي يتبنى فكرة الاقليم لا يتبناها كونه يستجيب لرؤية اسرائيل بل يتبناها بسبب سوء ادارة المركز التي اعطته مبررا لتبني هذه الفكرة لكن في النهاية تصب في مصلحة المشروع الاسرائيلي.

الجمهورية نيوز : هل يمكن لمشروع الاصلاح ان ينعش شيئا في الواقع العراقي ؟

الشابندر : هناك ترقيع وليس اصلاحا وكل نظريات الاصلاح والاتفاقات وكل مشاريع الشرف وكل وثيقة الشرف واللاشرف كلها تصب ضمن دائرة واحدة هو التوافق على تقاسم السلطة وهذا آخر بعد او هذا ابعد ما يفكرون به او ابعد ما تتضمنه ثقافتهم أنهم يتقاسمون السلطة بسلمية وليس بقتال ، وفي هذا السياق فان مشروع المصالحة الوطنية ايضا هو من اجل خدمة ان نتقاسم السلطة بسلمية.

الجمهورية نيوز : لماذا لم ينعكس ايجابا شيئ من سلمية تقاسم او تداول السلطة على المجتمع ؟

الشابندر : ليس بمصلحة القادة ان يكون هناك سلم مجتمعي ولذلك فانهم يفتعلون الازمات ويبررون وجود الاخر بمعنى ان الشيعي المتطرف الذي يسب السنة يبرر للسني المتطرف الذي يسب الشيعة وهكذا فان كل واحد منهم يخدم الثاني من دون اتفاق.

الجمهورية نيوز : هل تقرأ دلالة لاختيار السيد عمار الحكيم رئيسا دوريا للتحالف الوطني ؟

الشابندر : هذه الخطوة لاتبتعد كثيرا عن مشروع تقاسم السلطة وانا ضد ان يقوم هناك تحالف شيعي لانه سيبرر لوجود تحالف سني وان التحالف الشيعي الذي تقويه دولة خارجية ( ايران ) يبرر وجود تحالف سني تقويه دولة خارجية هي تركيا والسعودية.

إن عقل ادارة التحالف الوطني في ايران وليس في العراق وهذا العقل يريد تحالفا موحدا ولا يريد تحالفا مختلفا وممزقا حتى لا تصعب عليه قيادته ومن هنا يريدون ان يوحدوه برئاسة دورية تارة بكل اربع سنين او كل سنتين او أن ياتوا بالسيد عمار الحكيم او الجعفري وكل ذلك من اجل وحدة التحالف وتماسكه وهذا لا يخدم العراق بل تخدم رؤية استراتجية ايرانية وان العراق بالنسبة لهذه الرؤية ممر وهذا الممر ليس مهما ان يكون معمرا او مدمرا بل المهم ان اعبر للموقع الذي ابتغي الوصول اليه.

الجمهورية نيوز : هل سيتمكن حزب الدعوة من مسك مقود الدولة بالانتخابات المقبلة ؟

الشابندر : اطلاقا .. منذ يوم تولي السيد حيدر العبادي الحكومة انا قلت ان هذا آخر رئيس لحزب الدعوة ومصر على ذلك ولن يكون لحزب الدعوة اي نصيب في قيادة العراق مرة اخرى .. ( انتهى دوره ). وهذا ليس ادانة او تحامل على حزب الدعوة بل هو قراءة للواقع.

الجمهورية نيوز : أخيرا .. هل ثمة قناعات مشتركة لديك مع السيد نوري المالكي ؟

الشابندر : المالكي بالنسبة لي رقم مهم وشخصية مهمة ومؤثرة وما زالت تشتغل على المعادلة وتوجهها شرقا وغربا واذا كان المالكي قد خرج من رئاسة الوزراء فان ذلك لايعني انه خرج من دائرة التأثير . ولكن بتقديري لن يتصاعد هذا التأثير ولن يعود الاخ المالكي الى رئاسة الوزراء مرة اخرى.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

عزت الشابندر  ,   الجمهورية نيوز  ,   مقابلة  ,