​الحشد الوطني لـ«القدس العربي»: سنشارك في تحرير الموصل ورفضنا الانضمام لـ«الحشد الشعبي»

​الحشد الوطني لـ«القدس العربي»: سنشارك في تحرير الموصل ورفضنا الانضمام لـ«الحشد الشعبي»

الحشد الوطني

اربيل ـ «القدس العربي»: أكد الحشد الوطني الذي يضم ابناء الموصل، انه سيشارك في عملية تحريرها من تنظيم «الدولة»، وانه رفض طلب الحكومة العراقية لضمه إلى الحشد الشعبي، منوها إلى استمرار اشراف المدربين الاتراك على معسكر الحشد الوطني في الزيلكان شرق الموصل.

وخلال زيارة «القدس العربي» لقيادة الحشد الوطني في معسكر الزيلكاني شرق الموصل، ذكر المتحدث الرسمي باسم الحشد الوطني زهير الجبوري، انه منذ بداية تشكيل الحشد الوطني عام 2015 تم رفع اسماء كافة المشاركين فيه (حوالي 8 آلاف ) إلى مستشارية الأمن الوطني التي أطلعت على الاسماء ورفضت قسم من المقاتلين للاشتباه بان لديهم علاقات مشبوهة وفعلا تم ابعادهم، مشددا على ان الحشد الوطني لا ينتمون لأي حركة سياسية بل هدفهم هو تحرير محافظتهم، حيث ينضم اليهم المدني والموظف والعسكري والضابط السابق والحالي، وان جميع المقاتلين هم من العراقيين فقط ومن كافة الطوائف والقوميات ومن مختلف الأماكن.

واشار إلى انه تم تقسيم المقاتلين على شكل وجبات ودورات يتم تدريبها دوريا لعدم قدرة المعسكر على استقبالهم جميعا بنفس الوقت، وتم تدريب الدورات الأولى والثانية ( حوالي 1600 مقاتل) وتم صرف الرواتب لهم لعدة أشهر من مستشارية الأمن الوطني. وبعدها توقف الصرف من مستشارية الأمن الوطني لحصول خلاف معهم.

وعن الدور المرسوم للحشد الوطني في معركة تحرير الموصل، أوضح الجبوري، ان الحكومة المركزية وبعد ادراكها اهمية الحشد الوطني، بدأت في مد الخيوط معنا، وزار معسكرنا العديد من المسؤولين في وزارة الدفاع ومستشارية الأمن الوطني والحشد الشعبي.

وقال، انه تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة في اربيل بقيادة الفريق علي الفريجي، وتضم القوات المشاركة في معركة تحرير الموصل من الجيش والشرطة والبيشمركه وجهاز مكافحة الإرهاب إضافة إلى الحشد العشائري والحشد الوطني وممثلي التحالف الدولي. مشيرا إلى ان الحشد الوطني يعمل الآن في قاطع الزيلكان الذي تشرف عليه قوات البيشمركه، وهو يتلقى الأوامر من البيشمركه التي تتلقى الأوامر بدورها من غرفة العمليات المشتركة.

واكد المتحدث الرسمي للحشد الوطني، الذي يقوده محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، ان خبراء أمريكان ضمن التحالف الدولي، زاروا معسكر الزيلكاني واطلعوا على مستوى التدريب واشادوا بمستوى المقاتلين والضبط العسكري الموجود لديهم وانهم لا يحتاجون إلى تدريب وأنهم جاهزون لخوض معركة هجومية باتجاه تطهير الموصل، وانما يحتاجون إلى الاسلحة المناسبة للمعركة.

وتحدث الجبوري عن القوة التركية في معسكر الحشد الوطني، فأكد ان هناك اتفاقية بين الحكومتين العراقية والتركية على ارسال مدربين اتراك لتدريب قوات عراقية في معسكر زيلكان. موضحا ان القوة التركية الموجودة في المعسكر هي قوة مدربين فقط يقومون بتدريب عناصر الحشد الوطني وليس لهم مهمة قتالية وعددهم بين 50 و 70 مدرب.

واضاف لقد سمعنا عن وجود قوة تركية اخرى قتالية موجودة مع القوات الكندية، وتقوم بتدريب البيشمركه في قاطع بعشيقة، كما تفعل بقية قوات التحالف الدولي، وهم يقيمون في كرفانات مع القوة الكندية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

وعن المسؤول عن ادخال القوة التركية إلى العراق، أكد أن دخول القوات التركية تم بعد موافقة الحكومة المركزية، ولذا فليس من المعقول ان محافظ الموصل هو الذي يعطي قرار دخول تلك القوات، مشيرا إلى وجود العديد من الاتفاقيات بين حكومتي العراق وتركيا حول الموضوع، حيث تتواجد القوات التركية شمال العراق حتى قبل الاحتلال الأمريكي، وتحديدا منذ عام 1996 لمطاردة عناصر حزب العمال التركي وتنظيمات معارضة اخرى ضمن هذه المنطقة الغير آمنة، وتنص الاتفاقية على دخول القوات التركية لمسافة بين 10 و 20 كلم داخل الاراضي العراقية.

واوضح ان القوات التركية دخلت العراق الآن بموجب الاتفاق مع الحكومة العراقية، اذ لا يعقل ان تدخل الحدود الدولية دون اشعارها علما بان جوازات عناصر القوة التركية مختومة من سلطات الحدود، وهو امر متروك للحكومة العراقية لتقرير مشاركة القوة التركية ضمن التحالف الدولي ام لا، قائلا : «ولكننا نعلم علم اليقين ان إيران تدفع مؤيديها وانصارها في الحكومة المركزية، لخلق المشاكل لتركيا لمنع تواجد القوات التركية ضمن الهلال الشيعي المعروف»، حسب قوله.

وكشف الجبوري ان الاتراك اكدوا في لقاءاتهم مع الحشد الوطني، عدم حاجتهم إلى ضم اقليم جديد هو الموصل إلى بلدهم، ولكنهم قلقون من ان المناطق المحاذية لهم من العراق وسوريا غير مستقرة وفيها تنظيمات إرهابية، لذا يريدون ان تكون تلك المناطق مستقرة وآمنة.

ولدى الاستفسار عن الدعم المقدم للحشد الوطني، اشار إلى ان اغلب الدعم يقدم من الشخصيات الموصلية المعروفة ومنهم عائلة النجيفي وتجار وشخصيات معروفة، الذين قدموا الدعم الاساسي للمعسكر من خلال توفير المعدات وشراء الاسلحة من السوق وتوزيع رواتب المقاتلين حتى الان، بينما لم تقدم الحكومة المركزية اي شيء لدعمنا. كما ان مجلس محافظة نينوى اكتفى بتقديم بعض الخيام للمعسكر فقط.

وعن سبب قطع بغداد الدعم عنهم، ذكر ان الحكومة طلبت ربط الحشد الوطني بالحشد الشعبي الذي يتحفظ عليه الكثير من اهالي الموصل بعد التجاوزات وانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها بعض الفصائل فيه في تكريت وديالى والانبار وجرف الصخر وسامراء، بدافع الانتقام وتنفيذ اجندات خارجية.

ومن ناحية اخرى، كشف الجبوري ان معسكر الحشد الوطني يتعرض يوميا إلى قصف من تنظيم الدول، مبينا ان موقع المعسكر هو اقرب نقطة إلى مناطق سيطرة التنظيم والى مدينة الموصل التي لا تبعد سوى 18 كلم عن مبنى المحافظة وسط المدينة.

وذكر ان التنظيم يقوم بقصف المعسكر بالصواريخ الموجهة وقذائف الهاونات من مدينة بعشيقة وجبلها ومناطق اخرى، وان التنظيم قصف المعسكر في احدى الأيام بأكثر من 170 قذيفة.

وذكر ان العديد من القتلى والجرحى في قوات الحشد الوطني والمدربين الاتراك ايضا، قد سقطوا جراء القصف المتكرر على المعسكر القريب من خطوط التنظيم منوها إلى ان التحالف الدولي يوفر غطاء لمعسكر الحشد الوطني ولكنه يستغرق وقتا، حيث ان التنظيم يشن هجمات مستغلا فترة الابلاغ عن الهجمات ومجيء الطائرات.

وعن تواجد الأحزاب التركية والسورية في العراق، مثل حزب العمال التركي، أكد «رفض دخول اية قوة اجنبية إلى العراق لضرب بلد اخر، وان نكون نحن السبب في تخريب العلاقة بين الدول». إلا انه استدرك، ان حزب البي واي دي السوري اضافة إلى حزب العمال التركي، هما من المنظمات الإرهابية التي تتواجد في بعض المناطق العراقية وتحتلها وترفض التخلي عنها، وهي تنفذ أجندات خاصة بها اضافة إلى الأجندات الأقليمية، لإثارة الصراعات في البلد، منوها إلى انها لا تلتزم بالأوامر التي تصدرها لها السلطات العراقية، وانها خلقت صراعا جديدا في العراق، كما أكد ان الحكومة العراقية جندت بعض تلك القوى للعمل ضد حكومة إقليم كردستان بالتعاون مع بعض نواب محافظة الموصل، معبرا عن تخوفه من ان يؤدي ذلك إلى بروز الصراعات التي ستؤدي إلى سحق بعض المكونات الصغيرة في المحافظة كالمسيحيين والايزيديين والشبك.

ويثير الحشد الوطني خلافات لدى الحكومة الاتحادية والاحزاب الشيعية التي تعتبره خارجا عن سلطة الحكومة لارتباطه بالمستشارين الاتراك ومحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، اضافة إلى اعتراضه على دخول الحشد الشعبي إلى الموصل، إلا انه مصمم على اداء دوره في تحرير محافظته من تنظيم «الدولة».


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

الحشد الوطني  ,   الزيلكان  ,   زهير الجبوري  ,   القدس العربي  ,