​المفرجي: العبادي أراد تحرير الحويجة قبل الموصل والعبيدي أفضل وزير دفاع

​المفرجي: العبادي أراد تحرير الحويجة قبل الموصل والعبيدي أفضل وزير دفاع

النائب عن تحالف القوى خالد المفرجي

المركز الخبري الوطني / NNC - قال النائب عن تحالف القوى خالد المفرجي٬ إن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي كان يريد تحرير الحويجة أولاً إلا أن الولايات المتحدة الأميركية رفضت ذلك من دون أن تذكر الأسباب، وأصرت على تحرير الموصل أولاً.

وأضاف المفرجي وهو نائب عن محافظة كركوك في مقابلة صحافية مع NNC٬ أن "العرب الساكنين في محافظة كركوك تعرضوا إلى عمليات تهجير وترحيل بالترغيب والترهب والاغتيال حتى وصلوا إلى حافة الـ42% من أصل 60% في 2003"٬ مشيراً الى أن "جهات أمنية تابعة للحزبين الحاكمين في كركوك هجروا العرب السنة النازحين من الذين وقفوا مع أخوتهم الكرد ضد الدواعش الذين هاجموا كركوك"، ووصف المفرجي، المالكي، أنه "لم يوفق بسبب دخول داعش"، ووصف الجبوري، بأنه "وفق، والأيام التي ستاتي أصعب"، ووصف وزير الدفاع خالد العبيدي، بأنه "أفضل وزير دفاع بعد 2003".

نص المقابلة:

NNC:- ما هي الرواية العربية لما حدث للعرب النازحين في كركوك؟

الاحداث التي بدأت يوم الجمعة كانت احداث مهمة جدا ونعتقد ان اهل كركوك خرجوا منها منتصرين من خلال لحمة وطنية تمثلت بتصدي جميع مكونات المحافظة لتنظيم داعش الارهابي واخراجهم اذلاء مهزومين من هذه المحافظة، فمنهم من قتل ومنهم من اسر ومنهم من فر منهزماً، واعتقد هذا يحسب لأهالي محافظة كركوك، ولكن مع الاسف الشديد حدثت يوم الأحد الماضي بعض الاحداث التي سرقت منا حلاوة النصر تمثلت بقيام بعض الجهات الأمنية والعسكرية المتنفذة داخل محافظة كركوك، بتجريف وتهديم عدد من المنازل العشوائية، ولاسيما وخاصة في منطقة واحد حزيران التي كانت أكثر المناطق مقاومة لعصابات داعش الارهابية وبالذات اصحاب هذه المنازل العشوائية، فهم من قاوموا الارهابيين الدواعش، ولكن للأسف الشديد بعد تجريف وتهديم المنازل طلب من نازحي قضاء الحويجة وداقوق بالخروج من هذه المنطقة، ورحل ما يقارب 25 عائلة إلى خارج محافظة كركوك، وطلبوا من العوائل الاخرى ان تختار اما الخروج من محافظة كركوك او الذاهب إلى مخيمات النازحين، ورافق ذلك احداث اخرى تمثلت بتجاوزات واهانات للمواطنين، وحاولنا في هذه المدة بالتواصل مع كل اخواننا من نواب وسياسيي وقيادات أمنية وغيرها في داخل محافظة كركوك وفي اقليم كردستان من اجل احتواء هذه الازمة، فكان أكثرهم متجاوباً معنا، ولكن لا شيء على أرض الواقع بع يومين من اتصالاتنا إلى أن ذهبت بنفسي إلى محافظة كركوك والتقيت بالمحافظ نجم الدين كريم، وكان متجاوباً معي جداً، وكان متعاطفاً معنا، وهو رافض لكل هذه الاجراءات وذهبت مع نائب محافظ كركوك ومع القيادات الأمنية إلى منطقة واحد حزيران واوقفنا فوراً عمليات التجريف والهدم التي شاهدتها بعيني ما حدث هناك، ووجدت هناك تجمع لما يقرب 250 شخصاً من الذين تعاونوا على قتال الدواعش الذين هاجموا كركوك، مظلومين ومتهمين بأنهم حواضن لداعش في كركوك، وهم لوحدهم استطاعوا أن يقاوما لمدة 10 ساعات ضد الدواعش المهاجمين حتى أتت قوات جهاز مكافحة الارهاب من السليمانية بحدود الساعة الثالثة عصراً.

عرب كركوك انخفضوا إلى 42%

NNC:- هل هناك تهجير ممنهج للعرب من كركوك؟, وهل لديكم ارقام دقيقة عن هذه الحالات؟, ومن هي الجهة التي هجرت العرب؟ وأين ذهب المهجرون الآن؟

المفرجي:- بعد عام 2003 تغير الوضع السياسي في كركوك تماماً، بتغير النظام السياسي في البلاد على نحو عام, فلم تجرِ عملية سياسية ممنهجة ومنظمة في محافظة كركوك, حالها حال المحافظات الاخرى، وظل المكون العربي يعاني ما يعانيه فلو اجرينا مقارنة بسيطة بين مكونات كركوك كم عدد الذين نفذت بحقهم عمليات الاغتيال سنجد عرب كركوك لهم نصيب الاسد، واذا قارنا بين مكونات كركوك من حيث التهجير؛ بسبب المضايقات، والسياسات المتبعة في المحافظة، واجراءات المادة الدستورية 140 لوجدنا أن العرب هم الأكثر هجرة من كركوك، فضلاً عن التنظيمات الارهابية التي استهدفت مناطق سكن المكون العربي ستجد أن العديد من المواطنين العراقيين من العرب في كركوك الاكثر مغادرة وتهجير، وهذه الاستنتاجات تؤكدها نسبة العراقيين العرب الساكنين محافظة كركوك في عام 2003 حيث بلغت 60% من سكان المحافظة إلا أننا وبعد 13 عاماً من التغيير انخفض عدد العرب إلى 42% من سكان المحافظة، الافتاً إلى العرب خسروا بهذه الطريقة العديد من المناصب الحكومية في المحافظة، والآن لدينا مدير تربية المحافظة وهو معين بالوكالة.

العبادي: معركة الحويجة أولاً، لكن أميركا: الموصل أولاً

NNC:- هل عدم تحرير الفلوجة كان سببا لما حصل مؤخرا في كركوك؟

المفرجي:- اعتقد ان القيادة السياسية والعسكرية في العراق ارتكبت خطئاً فادحاً؛ بتقديم معركة الموصل على معركة الحويجة، ولكن للأمانة اقولها إن رئيس مجلس الوزراء كان راغباً جداً أن تبدء معركة تحرير الحويجة قبل معركة تحرير الموصل، ولكن التحالف الدولي كان له رأي اخر بل ومصر على بدء معركة الموصل قبل الحويجة لأسباب تعنيه.

NNC: هل تتفق مع الرأي الذي يقول أن مؤامرة اثارة ازمة كركوك ومحاولة دخول بعض الدواعش اليها نفس سيناريو سقوط الموصل؛ من اجل التغير الديمغرافي والجغرافي في كركوك والموصل؟

المفرجي: استبعد ان تكون هناك مؤامرة في محافظة كركوك بدخول هذه العصابات الداعشية، لكن هناك مؤامرة على العراق كله، وعصابات داعش الارهابية هي إحدى ادوات هذه المؤامرة، وبالتالي عندما تحقق حكومتنا انتصاراً في معركة من معرك الموصل، نجد خرقاً أمنياً في مكان أخر من أجل تخفيف الضغط على دواعش الموصل، ومحاولة سرقة النصر، وإظهار العراق لا يستطيع المحافظة على انتصاراته وليس بقدر التحديات.

NNC: هل لديكم خطط لمرحلة ما بعد داعش مع الاخذ بنظر الاعتبار أن العرب هم الحلقة الاضعف في كركوك؟

نعم لدينا خطط لمرحلة ما بعد داعش بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والحكومة المركزية، والادارة المحلية، وهي تتمثل بضرورة أن يتولى أهل المناطق التي حررت من داعش حماية انفسهم بأنفسهم، وتوفير كل مستلزمات الحياة لهم، وتصفير المشاكل، فضلاً عن تأخير عودة من كان مساهماً مع داعش بكلمة أو تصريح؛ لتجنب حدوث مشاكل في قضاء الحويجة من جديد حتى تسقر الامور ويتنفس أهل الحويجة الصعداء ثم بعد ذلك نسمح لمن لم تتلطخ يديه بدماء العراقيين، ولم يبايع داعش ولم يحمل السلاح مع داعش، وأرى أن العرب هم الجلقة الاقوى في محافظة كركوك بدون مبالغة.

تقرير الامم المتحدة 2010

NNC:- كركوك تعيش حالة انتقالية منذ 2003، هل هناك نية لتطبيق الدستور من جميع المكونات؟، وأين انتم من التقرير الدولي للمحافظة، الذي عمل عليه فريق الأمم المتحدة؟

المفرجي:- الحالة الانتقالية التي تعيشها المحافظة حقيقة؛ لأنها دمرتنا وجعلتنا في وضع لا نحسد عليه، وكلما تمر السنين يتعقد المشهد في المحافظة أكثر فأكثر، لذلك نحن الآن نبحث عن امور جدية للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الدائمة، ونحن جميعاً مع تطبيق كل مفردات الدستور من دون استثناء، ولكن نبحث بنفس الوقت عن حلول ناجعة ومقبولة بنفس الوقت وترضي جميع الاطراف ولو بنسب مقبولة، والتقرير الدولي الذي صدر من الامم المتحدة في عام 2010، يمكن أن يؤسس إلى بداية حوار وورش عمل، على الرغم من تضمنه عدداً من الجوانب المرفوضة وأخرى من الجوانب المقبولة.

كردستان وبغداد ظلمتا كركوك

NNC:- ٦٥٪‏ من واردات إقليم كردستان هي صادرات نفط كركوك، لماذا لا يتمم متابعة هذه الواردات؟

المفرجي:- على محافظة كركوك أن تكون لها حصة من الصادرات التي تذهب إلى إقليم كردستان، لذلك على الحكومة المركزية أن يكون لها رأي بهذا الشأن؛ فكركوك ظلمت من الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، واهالي المحافظة وأدارة المحافظة يمرون بظرف صعبة اقتصادياً، وهناك أكثر من (600) الف نازح يعيش في المحافظة، فضلاً عن التحديات الأمنية على حدود المحافظة، زيادة على ذلك أن هناك مؤسسات اتحادية من مستشفيات وجامعات يصعب ادرتها من دون توفر موازنة مالية خاصة بالمحافظة من إقليم كردستان ومن الحكومة الاتحادية.

NNC:- لماذا تتجنبون اي اشارة سلبية إلى مسعود بارزاني.. هل تخشونه حقاً؟ اريد تقييما عربياً سنياً منصفاً لبارزاني؟

المفرجي:- مسعود البارزاني شخصية وطنية معروفة للجميع وحقيقة في المدة الماضية هذا الرجل كانت له مواقف سياسية، جيدة كما في قرار فتح الحدود للنازحين في عام 2014، فلم يحدث أن أي اهانة أو ظلم أو تعدي على العرب السنة النازحين، وهذا يحسب إلى مسعود البارزاني، وهذا ما لم نشاهده في كركوك بعد المشاكل التي حدثت للنازحين هناك، لذلك تدخل البارزاني كان ايجابياً.

NNC:- من المسؤول عن تهديم القرى والبيوت في كركوك؟

المفرجي:- المسؤول هي جهات أمنية وعسكرية مرتبطة بالحزبين داخل محافظة كركوك، ولكن يبدوا أن تأثير المعارك والضغط السياسي والاختلافات الموجودة في محافظة كركوك، قد غيبت حالة الانضباط والالتزام بالأوامر التي تصدر من القيادات الموجودة هناك فأصبحت هذه الجهات تجرف البيوت وتهجر المواطنين النازحين من كركوك، إلا أن القيادات الكردية والمحافظ نجم الدين كريم كانوا متفهمين، ويحاولون أيجاد جلول ناجعة للأزمة.

NNC:- لماذا لا يكون الأمن مركزي في محافظة كركوك؟

المفرجي:- لدينا مطلب أساس أن تكون هناك علاقات جيدة بين الحكومة المركزية وحكومة كركوك، وندفع بهذا الاتجاه عبر تواجد قوي للحكومة المركزية في المحافظة، وهذا في صالح الكرد قبل العرب؛ لأن أحوال المواطنين سيئة جداً؛ بسبب غياب الحكومة المركزية عن المشهد في كركوك.

المالكي لم يوفق وسليم وفق والعبيدي الأفضل

ما رأيك بالأسماء التالية؟

نوري المالكي: رئيس مجلس وزراء لدورتين متتاليتين، ولكن مع الاسف الشديد كانت اسوء المدد هي التي حكمها نوري المالكي، ليس للفترة التي حكم فيها بل في المدة التي جاءت بعد نهاية حكمه وهي عصابات داعش الارهابية، الذي سيطر على أكثر من ثلث اراضي البلاد، وأكثر من 4 ملايين شخص نزحوا من مناطقهم وأصبح العراق أرضاً مفتوحة لقوات دولية، وبدأت بغداد مهددة بالسقوط على يد تلك العصابات، وهذا يكفي أن أقول: إنه لم يوفق بإدارة البلاد.

خالد العبيدي: أفضل وزير دفاع جاء لوزارة الدفاع بعد عام 2003.

سليم الجبوري: جاء في مدة زمنية صعبة، وهو يعمل مع طبقة سياسية من نواب جدد؛ لأن النواب الذين اعيد انتخابهم هم 65 نائباً، لذلك واجه صعاب كثيرة في عمله، ولكن على نحو عام استطاع ادارة السلطة التشريعية، واعتقد أن الأيام المقبلة ليست أيام سهلة على سليم الجبوري.


شارك الموضوع ...