​«الحشد الشعبي» ينفذ مخطط تشييع سامراء ونواب سنّة يقولون إنه طريق إلى الكارثة

​«الحشد الشعبي» ينفذ مخطط تشييع سامراء ونواب سنّة يقولون إنه طريق إلى الكارثة

الحشد الشعبي

سامسون (تركيا) «القدس العربي»: تداولت وسائل إعلام وتواصل اجتماعي مؤخراً ما يفيد بإطلاق مشروع محافظة سامراء المقدسة الذي يقترح فصلها عن محافظة صلاح الدين وتحويلها إلى محافظة مستقلة، وقال احمد السامرائي خطيب احد المساجد في سامراء، إن هذا «المشروع الخطير طرح من قبل وهو يهدف إلى تغيير ديمغرافية المدينة وفصلها عن ثقلها ومحيطها السني، ثم اقتطاع جزء كبير من بغداد ايضاً وهي منطقة الشعلة والكاظمية ذات الكيان الشيعي وإلحاقها بسامراء لتكون محافظة مستقلة بغالبية شيعية مطلقة»، حسب قوله.

وأضاف، ان هذا السعي لم يكن الأول من نوعه فقد «حاول الأمام الشيعي الشيرازي قبل قرنين من الان تقريباً التمدد في داخل المدينة، ولكن مخططه فشل بفضل السلطان عبد الحميد الثاني وبعض العلماء السُنّة»، كما أشار إلى أن صدام حسين «أفشل مخططات مماثلة خلال فترة حكمه».

ويقول أبو محمد وهو ضابط شرطة في مدينة سامراء في حوار معه: نسمع الكثير من التهديدات من قبل الميلشيات الشيعية حيث يتوعدونا قائلين (انتظرونا بعد تحرير الموصل)، وقد رصدنا في وسائل التواصل الاجتماعي حالات خوف من ترحيل اهل سامراء بشكل قسري مستقبلاً.

وقال ايهاب العبيدي وهو ناشط عراقي: «ايام سوداء قادمة لسكان سامراء ومدينتهم بعد معركة الموصل وقد يقومون بترحيل اهل المدينة على طريقة ترحيل عرب كركوك».

واضاف، ان ترحيل عرب كركوك من قبل الحكومة الكردية المحلية حدث بذريعة ايواء تنظيم الدولة، رغم ان الأخير فيه عناصر من الكرد والتركمان، وكل الجنسيات كما هو معلوم للجميع، وأكد على ان «هذا المخطط يسير ضمن ذرائع للاستيلاء على كركوك من جهة الكرد، وعلى سامراء من قبل الشيعة، ثم ما بعدها حتى لا يكون هناك وجود للعرب السنة في العراق في السنوات العشر المقبلة»، حسب رأيه.

وقد قال ابو محمد العباسي وهو احد سكان سامراء ان منطقة الامام وما حولها، منطقة سامراء القديمة في العهد العثماني اصبحت بالكامل تقريبا شيعية، يسكنها إيرانيون وافغان وعرب شيعة، كما أن هناك عشائر سنية تساندهم من داخل وخارج المدينة.

ونقلا عن اكرم الحسني، وهو ناشط سابق في الحركة السلفية في عهد حكم صدام، قال «لاحظت في سامراء في أواخر التسعينيات تواجدا لعوائل وعمائم وأيدٍ عاملة شيعية داخل المدينة، ولم اكن اعرف الغاية من ذلك إلا بعد ان وقع بين يدي كتيب صغير كان بعنوان الخطة الخمسينية، وقصة هذا الكتيب الصغير انه وثيقة وخطة مسربة من المخابرات الإيرانية ويحكي مخططاً مهولاً حول كيفية ان يسيطر الشيعة على اي مدينة في غضون خمسين سنة اقتصادياً وجغرافياً ونفوذاً».

وأضاف: ورغم ان الخطة اصبحت معلنة منذ أواخر التسعينيات إلا انها ماضية في التطبيق بدعم إيراني مطلق في كل انحاء الدول العربية والإسلامية السنية، كما نجحت في بغداد وبيروت وعمان ودمشق والحبل على الجرار».

ولكن في ذلك الوقت تعامل نظام صدام حسين بوعي مع الموضوع وقلص تواجدهم في سامراء خاصة، حسبما قاله الحسني، الذي اضاف، ان صدام حسين «أوقف مشروع تمدد الثورة الإيرانية الشيعية في المنطقة طوال فترة حكمه».

غير ان الأمر بعد احتلال العراق اصبح بلا حماية، حسب ما قاله ابو محمد العباسي، وهو ناشط مدني سابق لأمور النازحين في سامراء، «فهناك مساع جديدة وخطيرة تدور حول قرار توزيع أراضٍ من سامراء لعوائل القتلى في صفوف الحشد الشعبي»، واضاف ان هذا التوزيع سيحل ككارثة على المدينة من جانبي تغيير الناحية الديمغرافية لتجعل السكان الشيعة هم الغالبية، ثم عمل اقتراع لفصل المدينة واتمام المخطط، من جهة، ومن جهة ثانية، فإن توزيع الاراضي لذوي قتلى الحشد الشيعي سيكون فوق المنطقة الاثرية لمدينة سامراء القديمة في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله، وسيمحي أهم الآثار التي يعتز بها السكان والتي تشكل جزءاً من تاريخهم»، على حد قوله.

وكان النائب عن محافظة صلاح الدين احد الجبوري قال على إحدى القنوات انه يجب الوقوف في وجه هذا القرار الذي يهدف إلى تقسيم المحافظة، فهذا المشروع والمضي فيه هو من عصف بالعراق وازهق الأرواح ومنذ بدايات الربيع العربي، وبدايات الحراك الشعبي للمناطق السنية.

وكان الدكتور طه الدليمي (مؤسس التيار السني في العراق) قد حذر قبل سنوات عدة على قناة صفا الفضائية في برنامج الزحف الاسود قائلا: ان هدف تحويل سامراء إلى محافظة يعود إلى وجود اخر ثلاثة من أئمة المذهب الشيعي الجعفري، الأثني عشر وهما ضريحا علي الهادي، والحسن العسكري وأخيراً (غيبة المهدي المنتظر وهو مخلص الشيعة الذي يقال عنه في كتاب الكافي وهو أحد كتب الشيعة المعتمدة ومن علاماته ان يقتل سبعين قبيلة من قبائل العرب).

وحسب ما يرويه الكاتب العراقي د. علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» ـ الجزء الثالث: في شهر أيلول/سبتمبر عام 1874 عندما سافر المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي إلى سامراء لزيارة المراقد المقدسة لدى أتباعهم، غير أنه لم يرجع من هذه الزيارة بل استقر في سامراء وكانت قرية نائية آنذاك، وأخذ تلاميذه وأعضاء حوزته ينضمون إليه تدريجياً، ثم التحق به أفراد عائلته وأصحابه جميعاً، وبعد استقراره في سامراء صار ينفق الأموال الطائلة فيها، وشيد مدرسة دينية باسم (مدرسة الميرزا)، وكانت اكبر مدرسة شيعية في العراق، وشيّد حسينية، وسوقاً كبيرة ودوراً كثيرة، وحماماً للرجال وآخر للنساء، ونصب جسرا من القوارب على دجلة بلغت تكاليفه ألف ليرة عثمانية.