​وفد تركماني عراقي ينجح في تلطيف الأجواء المتشنجة بين الحكومتين العراقية والتركية

​وفد تركماني عراقي ينجح في تلطيف الأجواء المتشنجة بين الحكومتين العراقية والتركية

تركيا -العراق

بغداد ـ «القدس العربي» : في تطور لافت، تعهد رئيس الحكومة التركية علي بن يلدرم، لنظيره العراقي حيدر العبادي بأن انقرة سوف تسحب قواتها من معسكر بعشيقة في محافظة نينوى عندما تتحرر عاصمتها المحلية مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة، كما ادانت وزارة الخارجية العراقية تفجيري تركيا الاخيرين.

وذكر بيان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ان الأخير تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء التركي علي بن يلدريم، قدّم خلاله تعازيه وتعازي الشعب التركي باستشهاد الزائرين في اربعينية الامام الحسين، قائلاً ان من قام بهذا العمل هم من قتلوا الإمام الحسين عليه السلام، وهم اعداء مشتركون لنا ولكم وان عمل العراق وتركيا هو من اجل مكافحة الإرهاب.

واشاد رئيس الحكومة التركية، حسب البيان بـ «الانتصارات والنجاحات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية على مؤكدا ان اهل الموصل فرحون جدا بدخول القوات العراقية.

وحسب البيان فان اكد حرص بلاده الشديد على سيادة العراق ووحدة أراضيه، لافتاً إلى ان ما يتعلق بمعسكر بعشيقة فاننا سننسحب منه وستنتهي مهام قواتنا مع تحرير الموصل.

وشدد على سعي بلاده لإدامة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين مؤكدا ضرورة اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين العراق وتركيا في بغداد برئاسة رؤساء وزراء البلدين.

واكد العبادي انه على جميع الدول احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه ومن الضروري انسحاب القوات التركية من معسكر بعشيقة واعلان ذلك الأمر.

واضاف ان العراق حريص على اقامة علاقات متينة مع الجارة تركيا ومع جميع الدول ومن المهم ازالة جميع الاسباب التي تعرقل تقدم العلاقات، مبينا ان القوات العراقية حققت الانتصارات على التنظيم وحررت المناطق ووصلت حاليا إلى آخر معقل من معاقل هذه العصابات وهي محافظة نينوى التي تم تحرير معظمها.

واشار إلى ان التنظيم حاولت زرع الفتنة بين المكونات العراقية ولكن العراقيين وابناء الموصل افشلوا هذه الفتنة الإرهابية وهم يتعاونون مع قواتنا وهذا الأمر يساعد قواتنا لتحريرها.

وادانت وزارة الخارجية العراقية، التفجيرين اللذين وقعا في اسطنبول يوم امس الأول السبت، بينما كانت الحكومة العراقية نادرا ما تشير إلى الاعمال الإرهابية التي تقع في تركيا.

وضمن السياق، اعلن النائب التركماني ارشد الصالحي في مؤتمر صحافي في كركوك لـ (مجلس عشائر واعيان تركمان العراق)، ان زيارة الوفد القيادي التركماني إلى تركيا كانت مثمرة واسهمت في تقريب وجهات النظر بين البلدين.

وتحدث ارشد الصالحي خلال المؤتمر الصحافي عن ابعاد الزيارة التي قام بها مع عدد من القياديين التركمان كممثلين لمختلف الاحزاب والقوى السياسية التركمانية بينهم نواب وشخصيات تركمانية عراقية إلى الدولة الجارة تركيا ولقائهم بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، مؤكداً على ان «الزيارة كانت مثمرة وجرت في اجواء ايجابية، اسهمت فعلاً في تقريب وجهات النظر، و ستفتح المجال لترطيب الأجواء بين بغداد وأنقرة، وان بوادر ذلك قد ظهرت بعد تلقي رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي برقية تعزية من رئيس الوزراء التركي السيد بن علي يلدريم باستشهاد عدد من الزائرين العائدين من زيارة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء».

ونقل الصالحي تاكيدات الرئيس التركي لهم، ان» تركيا لا تطمع بشبر واحد من الاراضي العراقية، بل هي تعمل جاهدة من اجل المحافظة على وحدة التراب العراق، وهم جميعاً يحاربون ضد التنظيم الإرهابي والمجموعات الإرهابية التي تستهدف الجميع دون تمييز، مؤكدا ان تركيا لا تدعم التفرقة الطائفية المذهبية.

ولفت الصالحي إلى اشارة الرئيس التركي لهم على ان التركمان هم جسور التواصل بين تركيا وبين الشعب العراقي، وان تركيا ستدعم بكل قوة اعمار المناطق التركمانية بعد الانتهاء من دحر التنظيم الإرهابي من العراق، واستعداد تركيا لدعم النازحين التركمان سواء داخل تركيا او العراق.

ويذكر ان الوفد التركماني الذي زار تركيا، اجرى مباحثات مع الحكومة التركية حول مستقبل وضع تلعفر ( ذات الاكثرية التركمانية) والتركمان في الموصل والعراق بعد تحرير المدينة من سيطرة التنظيم.