حراك سياسي أردني عراقي لإنجاح مشروع التحالف الشيعي حول التسوية قبل القمة العربية

حراك سياسي أردني عراقي لإنجاح مشروع التحالف الشيعي حول التسوية قبل القمة العربية

الملك عبدالله الثاني

بغداد – «القدس العربي»: تشهد الساحتان العراقية والأردنية ، حراكا نشيطا ولقاءات بين المسؤولين الاردنيين وقادة سياسيين عراقيين من السنة ، لإقناعهم بالقبول بمبادرة التحالف الوطني الشيعي حول التسوية والمصالحة.

واعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، أن مباحثات اجراها النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، مع ملك الأردن عبد الله الثاني، تناولت تعزيز وترتيب الوضع العراقي.

وذكر بيان للمكتب « ان المذكورين لبوا دعوة من ملك الأردن وعقدوا معه اجتماعا مهما معه، تناول الحرب ضد الإرهاب وتطورات معركة تحرير الموصل، والوضع السياسي في العراق والمنطقة عموما، ونتائج الانتخابات الأمريكية والادارة الجديدة».

وأضاف البيان كما بحث اللقاء «العلاقات العربية ومواضيع مؤتمر القمة العربي المقرر عقده في الأردن، وتطورات الوضع في سوريا، والتداعيات المحتملة، وبحث موضوع تعزيز وترتيب الوضع العراقي بما يؤكد على حقوق الجميع».

وأشار البيان إلى، أن المجتمعين تناولوا « وضع العراقيين في الأردن وبحث أوضاعهم وسبل التخفيف عنهم».

ولفت البيان الى أن «ملك الأردن أستمع إلى شرح مفصل قدمه القادة العراقيون، وكانت الآراء متفقة على ضرورة التعاون والتكاتف لحل الأزمات وبناء علاقات متينة عمادها مصلحة الشعبين العراقي والأردني».

وضمن السياق ، استقبل الملك عبدالله الثاني، الاثنين، نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، وبحث معه التطورات الراهنة على الساحة العراقية.

وجرى، خلال اللقاء، التأكيد على أهمية إعادة بناء مؤسسات العراق وتعزيز وحدته وتحسين البيئة السياسية من خلال انخراط جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية، والحد من التدخل الخارجي في شؤونه.

وأكد الملك، «أن الأردن سيعمل خلال ترؤسه للقمة العربية على تقديم جميع أشكال الدعم للعراق، وبناء مشروع عربي يدعم العراق في المرحلة المقبلة ، لافتا إلى ضرورة وصول مختلف شرائح الشعب العراقي إلى رؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل».

ويذكر ان اتحاد القوى الوطنية وائتلاف العراقية الذي يضم القادة المذكورين ، سبق ان رفض مشروع التسوية الذي طرحه التحالف الشيعي طالبا ضمانات بالتزام كل الاطراف والتخلي عن سياسة الاقصاء والتفرد بالسلطة.

وفي بغداد ، بحث رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، مع نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية جواد العناني العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.وقال بيان لمكتب الحكيم،» شكرنا للمملكة حسن استقبالها لنا ولوفد التحالف الوطني خلال زيارتنا الأخيرة لها».

من جانبه دعا العراق الى دعمه في مؤتمر القمة العربية المقبل بأن يكون تمثيله على أعلى المستويات».

وسبق ان اجتمع رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم مع العاهل الاردني لاطلاعه على مضمون وهدف مشروع التسوية الوطنية في العراق الذي طرحه التحالف الشيعي.

وكان يان كوبيش رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» قد بحث في عمان مع شخصيات عراقية، مشروع التسوية الذي ينص على ان تطرح البعثة الصيغة النهائية لهذه التسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية بدعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية.

وافادت مصادر مطلعة في بغداد ، أن مباحثات ملك الاردن تركزت على سبل إنجاح مشروع التسوية الوطنية التاريخية الذي يروج له التحالف الوطني العراقي ويتحفظ عليه تحالف القوى الوطنية وائتلاف العراقية ، مطالبين بضمانات اقليمية وإشراف أممي على تنفيذه، مشيرين إلى أنّه بحاجة إلى تعديلات للوصول إلى مصالحة مجتمعية حقيقية.

وأكدت المصادر ان القادة المعترضين على المشروع طرحوا على الملك الأردني امكانية حصول الأردن على ضمانات من التحالف الوطني على تنفيذ المشروع بشكل ضامن لحقوق جميع العراقيين بعيدا عن الطائفية والمحاصصة السياسية والطائفية والقومية ، وعدم جعل المشروع مجرد حبر على ورق لا يطبق على ارض الواقع مثل العديد من المبادرات المشابهة.


شارك الموضوع ...