​هيومن رايتس ووتش: ضربة غير قانونية ضد داعش تقتل مدنيا وتصيب 11 مدنيا

​هيومن رايتس ووتش: ضربة غير قانونية ضد داعش تقتل مدنيا وتصيب 11 مدنيا

هيومن رايتس ووتش

شفق نيوز/ قالت "هيومن رايتس ووتش" الخميس إن ضربة جوية استهدفت سيارة تبعد 80 كم عن مدينة الموصل العراقية في ديسمبر/كانون الأول 2016 أسفرت عن مقتل مدني وإصابة 11 آخرين.

وقال ان هذا الهجوم غير القانوني على ما يبدو نفذته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أو قوات الحكومة العراقية على الأرجح، في مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش").

وكشفت مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 6 شهود على الهجوم ونتائجه عدم وجود هدف واضح لداعش في المنطقة المجاورة، بحسب بيان للمنظمة اطلعت عليه شفق نيوز.

كانت قوات الجيش العراقي وقوات التحالف تنفذان غارات جوية وهجمات أرضية في مناطق خارج الموصل، لكن هيومن رايتس ووتش تقول انها لم تستطع تحديد القوة المهاجمة أو السلاح المستخدم.

وتحظر قوانين الحرب الهجمات المتعمدة أو العشوائية ضد المدنيين.

وقالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "على القوات المهاجمة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين، بما فيه تحديد الهدف العسكري أولا. تتنقل عائلات كثيرة في المنطقة التي يسيطر عليها داعش، وهي معرضة للهجمات بصفة خاصة."

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه بسبب احتمال انتهاك قوانين الحرب، على جميع القوات الحكومية المعنية بالهجوم إجراء تحقيق شامل ونزيه وشفاف لتحديد ما إذا كان غير قانوني. على الحكومات متابعة محاكمات جرائم الحرب، حسب الاقتضاء، ودفع تعويضات أو "جبر" الضحايا. يحق للجنة حكومية تقديم تعويضات مالية لضحايا "الإرهاب والأخطاء العسكرية" بموجب القانون العراقي.

وعلِم أوائل ديسمبر/كانون الأول حوالي 2000 من سكان قرية اشواه غرب الموصل التي كان يسيطر عليها ما بين 50 و80 مقاتلا من داعش، أن القوات العراقية وقوات التحالف تقترب من القرية. قال السكان إن عديدا من العائلات نصبت 10 خيام على بعد 3 كم من القرية كملجأ لتجنب أي قتال. غادرت عدة عائلات حوالي 6 ديسمبر/كانون الأول الخيام. أخبر مقاتلو داعش القرويين في 10 ديسمبر/كانون الأول أنهم سيوفرون الغذاء والماء بعد ظهر ذلك اليوم، ولكن ليس في الأيام التالية.

بعد هذا التنبيه، قاد موسى إبراهيم (18 عاما) وشقيقه صباح (17 عاما) وابن عمهما صلاح علي (22 عاما) وصديقهم شاكر، شاحنة صغيرة إلى القرية، وملأوا خزان مياه، وعادوا إلى منطقة الخيام. بقي شاكر في الشاحنة وخرج الثلاثة الآخرون لملء الخزان.

كان أحمد إبراهيم (14 عاما)، الشقيق الآخر، يرعى الغنم قرب خزان المياه عندما وقفت الشاحنة. قال أحمد:خرج الرجال من السيارة وأوقفها شاكر. مع إيقاف شاكر للمحرك، سمعت صوت انفجار عال، ثم فقدت الوعي.

تعرض أحمد لإصابات خفيفة في ظهره. بحسب بروايات سردتها المنظمة في التقرير.

وكان نوري شقيق صلاح في خيمة مجاورة، سمعت أزيز صاروخ، ثم دوي انفجار. لم يكن لدي أي فكرة عما كان مستهدفا، ولكني ركضت خارج خيمتي ورأيت شاحنة شاكر تحترق. ركضت نحو الشاحنة ورأيت أخي صلاح على الأرض، وكان صدره مفتوحا ومغطى بالجروح والدم. كان قد مات.

وقال الشهود الستة إنهم هرعوا الى مكان الحادث بعد الهجوم. أصُيب موسى بجروح في يده وظهره، وأصيب صباح في ساقه اليسرى. نقلهما القرويون إلى القرية وفي صباح اليوم التالي إلى مستشفى في الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة داعش. أصيب بجروح خفيفة 8 أقارب آخرين لإبراهيم، 7 منهم أطفال، كانوا في خيمة بالقرب من خزان المياه. لم يُصب شاكر بأذى ملحوظ في الهجوم. أوضح الشهود أنه لم يُصب أي مقاتل من داعش في الهجوم، ولم يكن أي منهم قريبا ذلك الوقت.

وقال أحمد إنه كان يرى طائرة تحلق فوق المنطقة قبل أيام من الهجوم، وإنه رآها قبل 30 دقيقة من الهجوم.

وأفاد بيان صحفي أصدرته "عملية العزم الصلب" عن ضربات التحالف الجوية بالعراق في 10 ديسمبر/كانون الأول إنها نفذت غارة جوية قرب تلعفر، التي تضم منطقة الخيام. أفاد البيان الصحفي أن الضربة "دمرت عربة مدرعة لداعش". لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد ما إذا كانت هذه هي الضربة المعنية.

وقال سكان القرية إنه في صباح اليوم التالي للهجوم بعد دفن صلاح علي في اشواه، طلب مقاتلو داعش من الجميع مغادرة القرية حفاظا على سلامتهم. وعادت العائلات التي نصبت الخيام إليها لليلتين، قبل مغادرة مقاتلي داعش وسيطرة مقاتلين من "عصائب أهل الحق" و" لواء علي الأكبر" على المنطقة.

وتنتمي المجموعتان إلى "الحشد الشعبي" والقوات المسلحة تحت القيادة المباشرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي. توجهت العائلات إلى مخيم للنازحين في الجنوب.

وقالت عائلة إبراهيم إن موسى وصباح اتصلا بهم منتصف يناير/كانون الثاني وأكدا لهم أنهما يستطيعان المشي، ولكنهما بقيا في منطقة خاضعة لسيطرة داعش.

وقالت فقيه: "على القوات المهاجمة تحديد هدف عسكري قبل أن تضرب، لمنع هذا النوع من الهجمات المميتة غير القانونية على المدنيين كالتي حصلت في اشواه".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

هيومن رايتس ووتش  ,   ضربة جوية  ,   مدينة الموصل  ,