النجيفي: منع “حرس نينوى” من مسك الأرض لعب بالنار وسيؤدي لانهيار أمني
النجيفي: منع “حرس نينوى” من مسك الأرض لعب بالنار وسيؤدي لانهيار أمني

بابل /24 - هدد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، السبت، بأن تأخير إشراك "حرس نينوى" في عملية مسك الأمن بمدينة الموصل "لعب بالنار"، وسيؤدي إلى "انهيار" أمن المحافظة، معتبراً أن "حرسه" هو "القوة الوحيدة" القادرة على مسك الأرض. وقال النجيفي في تصريح صحفي، "نحن واثقون بأنّ الاستقرار في نينوى متعلق في مسك أهالي المحافظة لأمنها، ولا توجد قوى جاهزة لمسك الأرض عدا (حرس نينوى)، لذا نعتقد أنّ تأخير إشراكه في مسك أمن المدينة هو لعب بالنار، وتعريض أمن المحافظة إلى الانهيار والفوضى، وعندها سيضطرّون إلى الاستعانة بـ(حرس نينوى) من جديد". وأضاف "نحن ندرك هذه المخاطر، لكنّنا لا نستطيع فرض أنفسنا لأن ذلك سيعقد الوضع ولن يحل المشكلة، لذا فإننا نقرع جرس الإنذار، وأتمنى أن يستمع إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي وأن لا يخطئ مثلما أخطأ سلفه نوري المالكي الذي رفض أن يستمع إلى كل مؤشرات الخطر والإنذار".
وفي الشأن السياسي لمرحلة ما بعد داعش في محافظة نينوى، بين أنه "حتى الآن، لم تتبلور القوى السياسية الجديدة في محافظة نينوى، لكن من المتوقع أن يكون هناك محوران للحراك السياسي، أولاً: صراع المعتدلين والمتشددين الذي سيتحول إلى حراك سياسي جديد تقوده قوى مدنية معتدلة، فيما تبقى القوى الدينية السنية المتطرفة تراهن على وجود ضغط شيعي، ومن المؤسف أن بعض المكونات الصغيرة لا تتردد في إعطاء المتطرفين هذه الفرصة". وأشار إلى أن "المحور الثاني هو تأثير بسيط للجهات الموالية لإيران على بعض المكونات وبعض الأتباع في مواجهة المحور الرافض للنفوذ الإيراني، أما وجود الأحزاب والشخصيات السياسية وتأثيرها فسيكونان ضمن هذه المحاور".
وبشأن التحذيرات من احتمال وجود صراع أو اقتتال أو توسع دائرة الخلافات السياسية في مدينة الموصل بعد تحريرها، أوضح النجيفي "لا توجد خلافات سياسية كبيرة داخل مدينة الموصل، فالصراع الوحيد الذي يمكن أن يكون هو بين المعتدلين والمتطرفين، وإذا تركوا لوحدهم فلن يكون هناك صراع مسلح وإنما صراع فكري وسياسي". وأستدرك "لكن المخاوف من القوى الخارجية التي تريد أن تدخل إلى المدينة وتفرض نفسها على أهلها، نعم، هناك محاولات طائفية وقد تتسبب في صراع أو اقتتال إذا صاحبها ضغط على جماهير الموصل". وأردف "نحن نوثق الآن انتهاكات لحقوق الإنسان في معركة نينوى من قبل القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي والعشائري، لكننا لا نريد إثارة هذه القضايا قبل أن تنتهي معركتنا مع داعش". ولفت إلى أن "أهالي الموصل لم يستفيقوا من هول الصدمة إلى حد الآن، فما زالوا في خوف من عودة داعش والأمور السيّئة التي كانت قبل حزيران 2014، لكن مؤشرات رفض التطرف تبدو واضحة، كما أن المحنة عززت التماسك الاجتماعي داخل المدينة، ولا توجد هناك أي مؤشرات للتغيير الديموغرافي، ما عدا ما يتعلق بالمسيحيين، أما المكونات من الأديان الأخرى فهي ليست من سكان مدينة الموصل الأصليين، وإنما من أطراف المدينة".
وحول المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان، قال النجيفي "أعتقد أن الطرف الكردي بصورة عامة يدرك معنى الضغوط السياسية ويتعامل معها بإيجابية، لذا فإن الخلاف مع الكرد سياسي يمكن تسويته من خلال طاولة المفاوضات، حتى قوات البيشمركة، نعتقد أن تواجدها الحالي هو لدواعٍ أمنية، ومتى تم الاتفاق السياسي، فإنها تستجيب إلى أي كلمة من قياداتها السياسية". وعن تعيين حاكم عسكري للموصل بعد مرحلة داعش، أكد أن "هذه خطة كثر الحديث عنها في الماضي، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي رفضها، وأنا أعتقد أن المحافظ ومجلس المحافظة الحاليين لا يمثلان قيادة للموصل، ولا يمكن لهما أن يقوما بدور إيجابي، وستبقى إدارة الموصل بحاجة إلى قيادة جديدة وفعالة، قد تكون على شكل حاكم عسكري أو مدني أو مجلس استشاري أو أي صيغة تمثل أهل الموصل وليست غريبة عنهم".
وبشأن زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، أوضح "كل زياراتي ولقاءاتي كانت تصطدم بسلبية الإدارة السابقة للرئيس باراك أوباما تجاه أحداث الموصل، حيث كانت تنظر إلى العراق بعيون كبار المسؤولين العراقيين في المنطقة الخضراء في بغداد، ونحن نعلم أن أولئك المسؤولين كانوا عاجزين عن تحقيق تغيير أو إصلاح، وجميع الشيوخ وأعضاء الكونغرس الذين التقيتهم كانوا يقولون لا تتوقعون تغييراً إلا بعد تبدل الرئاسة الأميركية". وأضاف "الآن نقول لأعضاء مجلس الشيوخ، إنّ محافظة نينوى عموماً وليس الموصل فقط، تحتاج إلى الرعاية الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة لأن المشاكل كثيرة والثقة ضعيفة بين المكونات والقوة اللازمة لمكافحة الإرهاب غير متمكنة بما يكفي". ويرى النجيفي "ما زلت أعتقد أن معركة الإرهاب لم تنته في المنطقة، وأن وجود القوات التركية سيعتمد على وجود بقية قوات التحالف الدولي ومدى التنسيق بينها، وسيعتمد على حاجة القوات الأميركية إلى حلفائها في محاربة الإرهاب، لذا علينا أن لا نأخذ الأمور من منظور واحد قبل بحث ذلك مع بقية دول التحالف".
وعن المذكرة القضائية الصادرة باعتقاله، بين أن "كل أوامر القبض التي يتحدثون عنها هي قضايا سياسية يتم تحريكها بهدف إبعادي عن الموصل في مرحلة ما بعد تحرير المدينة، وهم يدركون أن جماهير نينوى تحتاج في هذه المرحلة إلى قيادة تجمعها وتوجهها نحو محاربة التطرف ومعالجة آثار الحرب". وتابع "لقد حاولوا خلال السنوات الماضية إيجاد قيادة بديلة في نينوى بعد إقصائي من منصب المحافظ، لكنهم عجزوا عن إيجاد قيادة مقبولة من الموصل وبقيت مجموعتنا هي الأكثر تأثيراً وقبولاً في المدينة". ولفت النجيفي "الآن يحاولون من خلال أوامر إلقاء القبض حرماني من فرصة التواجد مع أهالي الموصل وتجميعهم وتوجيههم في هذا الظرف الصعب، ومع الأسف فإن المسؤولين في بغداد يهتمون بالصراع السياسي، في حين أن الصراع الأمني مع داعش هو الأخطر، ولا يهتمون إذا تسبب فراغ القيادة في الموصل بتشجيع المتطرفين مرة أخرى".