​الولايات المتحدة..الجنرالات يعيدون ترديد نغمة التفكير مجددا بتواجد عسكري طويل الامد في العراق

​الولايات المتحدة..الجنرالات يعيدون ترديد نغمة التفكير مجددا بتواجد عسكري طويل الامد في العراق

ستريت جورنال

ستريت جورنال ووكالات الانباء - هل يعود الأمريكان بثقلهم المعتاد مجددا الى العراق تزامنا مع المعارك التي تخوضها قوات التحالف الدولي في نينوى لتحرير ساحلها الايمن بعد ان تم تحرير ساحلها الايسر ، في وقت تشير التقارير الى زخم عسكري أمريكي مكثف يتقدم القوات العراقية او ينسق عملياتها قبل أي تقدم داخل ساحلها الأيمن، لضمان عدم حصول ارباكات في عمليات التقدم ، في منطقة يعترف الامريكان بأنها ستكون معركة صعبة ، بالرغم من تأكيدات مسؤولين عسكريين عراقيين بانها ستكون أسهل من معركة الساحل الأيسر ، وهم يحاولون إظهار ان أحاديث المسؤولين العسكريين الامريكيين عن صعوبة المعركة ربما يؤخر تحريرها ، لأشهر، وهم تواقون الى نصر سريع حاسم لإنهائها في وقت قصير.

السؤال الذي يطرحه المراقبون والمحللون العسكريون هو : كيف يكون شكل هذا التواجد ، هل عبر قواعد عسكرية امريكية في مناطق مختلفة من العراق ، وبخاصة في مناطقه الوسطى واطرافه الغربية ومناطق كردستان ، كما يروج له مسؤولون عسكريون امريكيون كبارا، على غرار ما ماكان هذا التواجد الذي اعقب الغزو الامريكي لهذا البلد عام 2003 وكان قد سبقهم في بث تلك الاشارات الرئيس الامريكي ترامب قبل واثناء وحتى بعد انتخابه ، من ان عودة الامريكان الى العراق أمر ضروري لاستقرار العراق من جهة ولكي يطمئن الامريكان الى ضمان مصالحهم في هذا البلد. هذه الرغبة عبر عنها صراحة رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد، الذي اشار في تصريحات صحفية تناقلتها وكالات الانباء والصحف الامريكية قبل يومين من إن الولايات المتحدة تفكر بخطة تواجد عسكري طويل الأمد في العراق للمساعدة في دعم الاستقرار بعد الهزيمة المنتظرة لتنظيم داعش. الجنرال الامريكي دانفورد أطلق تلك التصريحات في كلمة ألقاها دانفورد في معهد بروكينغز في العاصمة الأمريكية، واشنطن، حيث قال: "بدأنا وحلف الناتو بالحوار مع السلطات العراقية حول التزام طويل المدى لتقوية والمحافظة على قدرات القوات الأمنية العراقية،" لافتا إلى أنه "لم يتم التوصل إلى أي قرار بعد".

وفي هذا الشأن كان مسؤولا بالناتو قد قال الأسبوع الماضي إنه وبطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي بدأ التحالف بتدريب القوات العراقية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن التواجد العسكري للحلف في العراق ليس لديه تاريخ انتهاء. ولكي تثبت الادارة الامريكية دعمها لرئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي فقد وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الصادرة، السبت، قيام القوات الجوية العراقية يوم الجمعة الماضية بشن أولى غاراتها فى سوريا ضد تنظيم "داعش"، بأنه يمثل تصعيدا كبيرا في جهود العراق لدحر الإرهاب عن طريق قصف ملاذاته عبر الحدود، معتبرة أن هزيمة التنظيم وإحياء جهود حماية الوطن بأنها تفيد رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد "تضاؤل إرثه السياسي"، فيما أشارت الى أن موازين القوى في الشرق الأوسط تتغير. وذكرت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أن شن هجوم على أرض أجنبية حتى بالرغم من أن القوات الأمنية العراقية تتصارع مع المسلحين لاستعادة السيطرة على غرب الموصل يظهر كيف أن الحكومة العراقية تحول جل تركيزها نحو قتال تنظيم داعش الذي لم يعد لديه معقل رئيس داخل البلاد.

ونقلت (وول ستريت جورنال) عن نيكولاس هراس، الباحث في شئون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث أمني في واشنطن قوله، إن "الجانب الأكثر أهمية في هذه الضربة هو ما يتعلق بحقيقة أن مركز ثقل داعش تحول الآن من الموصل إلى منطقة الحدود السورية العراقية". وأضاف هراس "يبدو أيضا أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتوق إلى رؤية العراقيين وهم يصعدون حملتهم ضد داعش في المناطق الحدودية السورية، وكيف يمكن للجيش استخدام تلك الموارد الإضافية". ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في القوات الجوية العراقية قوله، إن "هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها القوات الجوية العراقية غارات على الأراضي السورية، حيث نفذت مقاتلات عراقية من طراز اف - 16 المهمة..بالتأكيد استند الأمر كله إلى التنسيق مع الجانب السوري".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التكتيكات الجوية الجديدة للعراق تأتي في الوقت الذي تتجه فيه القوات البرية العراقية صوب الجانب الغربي من الموصل لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة المسلحين، فبعد تحرير الجانب الشرقي من المدينة بجانب مدن عراقية أخرى خلال العام الماضي، تسعى القوات المسلحة العراقية إلى استئصال أي إدعاء أو هدف لأي جماعة متطرفة لإقامة خلافة لها داخل البلاد. ونوهت الصحيفة بأن "هزيمة تنظيم داعش وإحياء جهود حماية الوطن، تعتبر أمورا قد تفيد رئيس الوزراء حيدر العبادي، لاسيما بعد أن تضاؤل إرثه السياسي، وبدأت موازين القوى في الشرق الأوسط تتغير في الوقت الذي تتدخل فيه روسيا بقوة علاوة على مساعي إيران لبسط نفوذها وتهديد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتغيير عدد من العلاقات الدولية القائمة منذ فترة طويلة".

في هذه الاثناء أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن الولايات المتحدة زودت العراق بمعلومات استخبارية للقيام بالغارات الجوية التي نفذها الطيران العراقي داخل سوريا ردا على تفجيرات دموية وقعت في الآونة الأخيرة في بغداد. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز للصحفيين: "بلى كنا على علم.. بل ودعمناها بالمعلومات". وأضاف "انها ضربة جيدة.. ضربة فعالة.. ضربة ضد أهداف داعش". وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن، الجمعة، أنه أمر القوات الجوية العراقية بضرب مواقع تنظيم "داعش" الارهابي داخل سوريا.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

​الولايات المتحدة  ,   ستريت جورنال  ,