​تسريبات: وزير الخارجية السعودية ناقش العبادي مشروع اعمار المحافظات السنية المدمرة حصراً

​تسريبات: وزير الخارجية السعودية ناقش العبادي مشروع اعمار المحافظات السنية المدمرة حصراً

 وزير الخارجية السعودية

الاعظمية نيوز - بعد يومين من زيارة أول وزير خارجية سعودية الى العراق بعد ربع قرن من القطيعة، كشفت اوساط مقربة من رئيس الوزراء حيدر العبادي كواليس اللقاءات الرسمية والثنائية، وما تداولها الجانبان. وكشفت الاوساط السياسية عن قائمة مطالب حملها الجبير من العاهل السعودي الى رئيس الوزراء حيدر العبادي. وتركزت هذه المطالب على مراعاة التوازن في مؤسسات الدولة بما فيها الحقوق الكاملة للمكون السني. وتشير الاوساط الى ان الجبير حمل ايضا في جعبته اشبه بمشروع “مارشال سعودي” لإعمار المحافظات السنية حصرا، بالاضافة الى حزام العاصمة الغربي، لكنه اصطدم بتحفظ عراقي. وكشفت الاوساط عن دعوة حملها الجبير الى العبادي من العاهل السعودي لزيارة السعودية، مشيرة الى ان زيارة وزير الخارجية جاءت تلبية لدعوة قدمها الجانب العراقي عام 2014. واعترفت الاوساط بدور الضغط الاميركي لحمل الجانب السعودي على إنهاء سياسة التوتر في المنطقة، والانفتاح على العراق. وأطلع العبادي، بحسب المصادر ذاتها، التحالف الوطني، خلال احد الاجتماعات، على اتفاق عراقي – سعودي لتبادل الزيارات على أعلى المستويات ولتهدئة التوترات التي اعقبت إبعاد السفير السعودي ثامر السبهان في أيلول الماضي بعد اتهامات وجهها لقوات الحشد الشعبي بالتزامن مع عمليات تحرير الفلوجة. وأكدت المصادر، حينها، أنّ العبادي رفض، بعد توليه رئاسة الحكومة، تلبية دعوة رسمية سعودية لزيارة الرياض إلا بعد زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى بغداد. وقال النائب جاسم محمد جعفر، عضو كتلة دولة القانون،إنّ “زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى بغداد لم تكن مفاجئة لنا بعد قبوله دعوة رسمية من قبل الحكومة العراقية كان قد حملها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري قبل سنة أثناء زيارته السعودية”، لافتا إلى ان “الظروف الأمنية ومواقف السفير ثامر السبهان هي التي أرجات هذه الزيارة إلى هذا الوقت”.

وبحسب النائب المقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي فان “الجبير قدم، خلال لقائه برئيس الوزراء، مبادرة لإعمار المحافظات السنية الست، الانبار، والموصل، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، بالاضافة الى الاطراف الغربية للعاصمة بغداد”. وعن حجم الموازنة التي رصدتها السعودية لهذا المشروع، اكتفى النائب بالقول انها “مبالغ يسيل لها لعاب الكثيرين”، مرجحا ان “يصل المبلغ لاكثر من ملياري دولار”. لكن النائب جاسم محمد جعفر يؤكد ان “العبادي رفض المبادرة السعودية بحكم وجود صندوق إعمار لهذه المناطق”، لافتا إلى ان “الجبير طالب رئيس الحكومة بإعادة التوازن في مؤسسات الدولة بما يضمن الحقوق الكاملة للمكون السني”. وتابع القيادي في حزب الدعوة بان “الوزير السعودي حمل معه عدة رسائل من الملك سلمان بن عبدالعزيز لرئيس الوزراء حيدر العبادي تتضمن اعادة التوازن في مؤسسات الدولة ومنح المكون السني حقوقه بشكل كامل وتزويد الأجهزة السعودية بأسماء الشخصيات والجهات السعودية المتورطة والمنتمية إلى تنظيم داعش”. ويلفت النائب عن دولة القانون الى ان “السلطات السعودية متخوفة من اندلاع أعمال عنف على أراضيها بعد القضاء على داعش وتحرير مدينة الموصل”. وتحدث السياسي المحسوب على جناح رئيس الوزراء عن “تنسيق عراقي سعودي لتفعيل التعاون الأمني والاستخباراتي للقضاء على المجاميع المتطرفة، والحد من حركة هذه المجاميع الخارجة على القانون”. وكشف النائب التركماني، عن “وجود زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى السعودية خلال الفترات القليلة المقبلة”، متوقعا ان تعقب ذلك زيارة لولي العهد السعودي إلى العاصمة بغداد في الفترات المقبلة. ويعترف القيادي في حزب الدعوة بان “الفضل في عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية يعود للدور الأمريكي الذي ضغط على السعوديين لإنهاء التوتر الطائفي والعرقي في المنطقة”. ويرى النائب جاسم جعفر ان افتتاح منفذ جميمة وإنشاء مناطق حرة في المنفذ تعتبر احدى ثمار هذه الزيارة.

الى ذلك، يعتبر حسن شويرد، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، ان “زيارة الجبير إلى بغداد أفرزت معطيات كثيرة يقف في مقدمتها البحث عن حلول للتحديات الأمنية التي تحيط بالعراق والمنطقة الإقليمية في مواجهة تنظيم داعش والقضاء على هذه المجاميع”. واضاف شويرد، ان “الأيام المقبلة ستشهد تعاونا بين العراق والسعودية على الصعيد الاقتصادي وتبادل السلع التجارية واستخدام الأراضي العراقية لمرور البضاعة السعودية إلى الأردن وتركيا وبالعكس”، لافتا الى عزم الحكومة السعودية افتتاح منفذ جميمة الحدودي الذي يربطها بمحافظات وسط وجنوب العراق. وكشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية عن “زيارة مرتقبة لوفد عراقي سيتجه إلى السعودية، يرأسه وكيل وزير الخارجية العراقية مع وكلاء عن وزارة النقل والمالية والدفاع والداخلية ليضع الترتيبات من اجل تفعيل الكثير من الملفات التي بحثها الجبير مع رئيس الوزراء حيدر العبادي”. واشار شويرد إلى “مفاوضات جرت بين الجانبين السعودي والعراق لترتيب زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد، وبدوره اكد النائب لويس كارو، العضو الآخر في لجنة العلاقات البرلمانية، ان الجبير حمل معه دعوة للعبادي من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة السعودية، متوقعا ان يلبي العبادي الدعوة خلال الأشهر القليلة المقبلة. واضاف ، ان “السعودية ستسمي خلال الأسابيع القليلة المقبلة سفيرها الجديد في بغداد خلفا لثامر السبهان”، معتبرا ان “العلاقات السعودية العراقية مقبلة على مرحلة جديدة تتسم بالتعاون على الصعيد الامني والتجاري”.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

وزير الخارجية السعودية  ,