صحافة - ستراتيجية عراقية جديدة لتحرير الموصل تحمي المدنيين
صحافة - ستراتيجية عراقية جديدة لتحرير الموصل تحمي المدنيين

العرب اون لاين - تقدمت القوات العراقية، خلال الأيام القليلة الماضية، بشكل طفيف في معارك الجانب الغربي لمدينة الموصل عبر تحرير ثلاثة أحياء هي المغرب واليرموك والمطاحن، فيما لا تزال المنطقة الأصعب، وهي الموصل القديمة، تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش، رغم مضي أكثر من أسبوعين على تطويقها. ما يحدث، وفق نائب برلماني وخبير عسكري، هو تطبيق لـ"استراتيجية جديدة صعبة ومعقدة" تقوم على تقليص الغارات الجوية، والتقدم ببطء داخل الأحياء السكنية، واستخدام الأسلحة الخفيفة، تجنبا لمقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية، لاسيما في أعقاب مجزرة حي الموصل الجديدة، لكن داعش نجح في الاستفادة من تغيير استراتيجية القتال، عبر استهداف القوات بالقناصة والقصف الصاروخي. ولا تزال القوات العراقية، بإسناد من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تقاتل منذ 19 فبراير الماضي، لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، مركز محافظة نينوى، بعد أن أكملت، في 24 يناير الماضي، استعادة جانبها الشرقي، ضمن عملية بدأت في 17 أكتوبر الماضي.
المدنيون والبنى التحتية
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علي المتيوتي إن الاستراتيجية الجديدة، التي تعتمدها القوات العراقية، خصوصا عناصر مكافحة الإرهاب (قوات النخبة)، هي التقدم البطيء داخل أحياء وسط الجانب الغربي للمدينة، والقتال بالأسلحة الخفيفة، تجنبا لسقوط ضحايا بين المدنيين. وأوضح أن "القوات العراقية اعتمدت هذه الاستراتيجية الجديدة للتقدم في أحياء الجانب الغربي للمدينة، بعد مقتل مدنيين في حي الموصل الجديدة" غربي المدينة، التي يقطنها نحو 1.5 مليون نسمة، أغلبهم من السُنة، من أصل أكثر من 38 مليون نسمة. ولا يزال الغموض يحيط بمقتل عشرات المدنيين داخل منازلهم في هذه الحي، في 17 مارس الماضي، حيث أعلن التحالف الدولي أنه شن غارة جوية في هذا الحي واليوم نفسه بطلب من الحكومة العراقية، وهو ما نفته بغداد، متهمة داعش في الوقت ذاته بتنفيذ تفجير تسبب في هذه "المجزرة".
التقدم ببطء داخل الأحياء السكنية
وأضاف النائب العراقي أن "القوات العراقية تستخدم حاليا الأسلحة الخفيفة، خلال التغلغل داخل الأحياء السكنية لحماية المدنيين والبنى التحتية، وقد حققت الاستراتيجية الجديدة أهدافها خلال الأيام الماضية". ورجح المتيوني أن "معارك الجانب الغربي للموصل قد تنتهي خلال أسابيع، التقدم الحاصل وإن كان بطيئا فهو مرضٍ، وستتمكن القوات العراقية من حسم المعارك في الجانب الغربي خلال فترة لا تتجاوز أسابيع". والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي مساحةً، حيث يبلغ 40% من إجمالي مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أكبر، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة، نزح منهم 285 ألف، وفق ما أعلنته المنظمة الدولية، الثلاثاء الماضي.
قناصة داعش
ووفق خليل النعيمي، وهو ضابط برتبة عقيد متقاعد من الجيش العراقي، أن "في محاولة لإبطاء تقدم القوات المهاجمة في أكبر وآخر معقل له في العراق، يستخدم داعش أساليب عديدة، أبرزها القناصين والقصف الصاروخي والانتحاريين بسيارات مفخخة، خصوصا بعد تقليص استخدام القصف الجوي من قبل طيران التحالف الدولي والطيران العراقي". وأضاف بأنه "على مدى الأيام الماضية نجح داعش في الاستفادة من التغيير الذي طرأ على معارك الجانب الغربي للموصل، فمحور الشرطة الاتحادية متوقف تماما، ومحور قيادة الفرقة التاسعة من الجيش شبه متوقف، باستثناء محور قوات مكافحة الإرهاب، التي تعتمد على قتال الشوارع لشق طريقها، وهي استراتيجية صعبة ومعقدة". وتابع أن "داعش بدأ بالاعتماد كليا في المعارك على القناصين والقصف الصاروخي لمواقع تجمع القوات العراقية، فالتنظيم يمتلك عددا غير قليل من القناصين الأجانب، والقضاء عليهم، ضمن الاستراتيجية الجديدة التي قلصت القصف الجوي، يأخذ وقتا أطول". ولا تزال القوات العراقية منذ أكثر من أسبوعين تحاصر منطقة الموصل القديمة، وسط الجانب الغربي، وهي تضم أحياء عديدة كثافتها السكانية مرتفعة وشوارعها ضيقة ومتشعبة لا تستطيع العربات العسكرية دخولها، ما يجعل الجنود مكشوفين أمام قناصة داعش.
هجوم على تلعفر
وعلى خلاف معارك الجانب الغربي للموصل، يستعد الحشد الشعبي لشن هجوم واسع باستخدام مختلف الأسلحة، وبإسناد من الطيران العراقي لاقتحام قضاء تلعفر على بعد 60 كيلومترا غرب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها داعش منذ يونيو 2014. وقال كمال السعدي، وهو قيادي في الحشد الشعبي إن "قضاء تعلفر يختلف تماما عن أحياء الجانب الغربي للموصل، توجد مساحات مفتوحة داخل القضاء، وعدد المدنيين فيه قليل، ومواقع تنظيم داعش تم تحديدها، لكن في الوقت نفسه نتوقع معارك شرسة". وأوضح أن "غالبية الفصائل التابعة للحشد الشعبي ستشارك في معركة تحرير تلعفر، لدينا معلومات كاملة عن حجم استعدادات داعش في محيط وداخل القضاء، عناصر التنظيم لا ينوون الانسحاب من القضاء، لذا ستكون المعارك صعبة". وتفيد تقارير محلية ودولية معنية بحقوق الإنسان بأن المدنيين في الموصل ومحيطها يعيشون أوضاعا إنسانية سيئة للغاية، جراء الحصار المفروض منذ أشهر، وشح الغذاء والمياه الصالحة للشرب، فضلا عن شبه انعدام للخدمات الأساسية الأخرى، من قبيل الصحة والكهرباء.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.