سطوة الحشد الشعبي على الموصل ستعيد تنظيم الدولة
سطوة الحشد الشعبي على الموصل ستعيد تنظيم الدولة

صحيفة العرب القطرية - رصدت صحيفة واشنطن تايمز في تقرير خاص لها من الموصل، سيطرة ميليشيات الحشد الشيعي تقريباً على أجواء الحرب هناك، وفرض نفوذها على السكان السنة، بإقامة نقاط تفتيش، رافعين عليها أعلام شخصيات شيعية، أبرزها صور علي خامنئي مرشد نظام الملالي في طهران.
وأعطت الصحيفة صورة وصفية لما في الموصل الآن، فالطريق إلى المدينة مليء بالفتات، بفعل 3 سنوات من الحرب، وعربات مدرعة محترقة، وتلال من أكياس الرمال، وخنادق مهجورة كانت لأغراض دفاعية، ومنازل سوتها غارات التحالف بالأرض، فيما يمتد الخط الطويل لإمدادات الجيش العراقي عبر قرى، ويحيط به جرافات وشاحنات مموهة، ومعسكرات مؤقتة.
وتابعت الصحيفة القول إن الأمر الأكثر مدعاة للانتباه، هو نقاط التفتيش المتعددة التي يقوم عليها مسلحون، لكنهم لا ينتمون للجيش العراقي أو الشرطة، بل هم أعضاء في ميليشيات شيعية متعددة شاركت في الهجوم الذي تقوده أميركا ضد تنظيم الدولة، لكن هذه الميليشيات ترفع ألوية الحسين وصور مرشد إيران علي خامنئي.
وأضافت أن حياة سكان الموصل ومحافظة نينوى في ظل حكم الميليشيات الشيعية تعطي لمحة عن نفوذ إيران، والتوترات الطائفية التي لا تزال تطارد العراقيين، مع دخول حملة الموصل شهرها السابع، ويتضح أيضاً كما تقول الصحيفة أن الميليشيات الشيعية وإيران لديهم صلاحيات كبيرة في المعارك، وأن العراق ما زال دولة منقسمة على أسس طائفية وعرقية.
وأشارت واشنطن تايمز إلى أن تعداد سكان الموصل وصل الآن إلى مليون، بعد أن كان اثنين قبل بدء القتال، مضيفة أن حضور الميليشيات الشيعية زاد من تعقيدات المعركة، وتضم هذه الميليشيات عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي المناصر لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي قاتل الأميركيين في كربلاء عام 2007. ومن بين الميليشيات منظمة بدر التي يقودها هادي العمري، والذي قاتل في صفوف الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب العراقية الإيرانية، وأيضاً كتائب حزب الله الموالية لإيران، وتخضع لسيطرة أبومهدي المهندس.
تقول الصحيفة إن دمج ميليشيات الحشد الشيعي في الجيش العراقي أدى إلى قلق من أن دورها في حرب الموصل سيلهب التوترات مع السنة والأكراد، وتصوير بعض زعماء الشيعة على أن الحرب ضد تنظيم الدول هي حرب لنصرة «الحسين بن علي».
يرى كوا حسن من معهد «إيست ويست»، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن انتقام الشيعة من السنة وطردهم من أراضيهم، سيهيأ الساحة مجدداً لعودة تنظيم الدولة. وتسرد الصحيفة كيف أن المناطق المحيطة بالموصل قد تحولت إلى سيطرة ميليشيات متعددة، فهناك مدينة الحمدانية التي تسطير عليها ميليشيات مسيحية، تسمى «وحدات حماية سهول نينوى»، وهناك مسلحون من أقلية الشبك التي حملت هي الأخرى السلاح، وانضمت لميليشيات الحشد الشيعي. وختمت الصحيفة بالقول إن سكان الموصل شهدوا حكم صدام، ثم حكم الأميركيين، ثم حكومة بغداد، ثم سيطرة تنظيم الدولة، والآن حكم ميليشيات الحشد الشيعي، التي «إن استمرت في رفع أعلامها فوق مساجد السنة، وإقامة نقاط التفتيش في القرى، فإن الأمر سيكون مسألة وقت فقط، حتى تبدأ هجمات المتمردين مجدداً».;
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.