تقرير : كيف تحول مطار بغداد الدولي إلى ممر آمن لتهريب المخدرات؟
تقرير : كيف تحول مطار بغداد الدولي إلى ممر آمن لتهريب المخدرات؟

الفرات الاخباري - لم تعد المتفجرات والمليشيات المصدر الوحيد لقتل العراقيين بل أصبح مطار بغداد الدولي هو الآخر مصدراً فعالا في حصد أرواح أبناء الرافدين من خلال إدخال شحنات كبيرة من المخدرات والمواد الممنوعة بدعم وحماية من كبار المسؤولين والأحزاب النافذة في الحكومة العراقية، بحسب مصدر في مطار بغداد. أحد موظفي المطار يقول إن المطار أصبح من المداخل الآمنة عند تجار المخدرات الذين يتمتعون بنفوذ كبير في الحكومة العراقية، فعندما نرى انتشاراً لعناصر أمنية جديدة، وخاصة في أماكن تفريغ ما تحمله الطائرات في المستودعات والمخازن، نعلم بأن هناك شحنة قادمة تحتوي على مواد ممنوعة. مؤكدا في إحدى المرات تم كشف شحنات كبيرة في مخازن المطار تحوي أطناناً من مختلف أنواع المخدرات، وتم الحجز عليها، لكن بعد مرور ساعات قليلة تحولت هذه الشحنات إلى مواد طبية مستوردة لإحدى الشركات العاملة في مجال الأدوية.
ووفقاً لآخر مسح أجرته منظمة شبه حكومية في بغداد، فإن نسبة تعاطي المخدّرات بلغت أكثر من 10% في العراق، وغالبية المدمنين من الشباب، في حين يستعد البرلمان العراقي لتشريع قانون أكثر صرامة حيال المخدرات، وإلزام الحكومة بتشديد الإجراءات الحدودية مع إيران، التي تعتبر المورد الرئيس للمخدرات. الناشط في مجال مكافحة المخدرات فاروق البرزنجي قال في تصريح صحفي إن النسبة الكبرى من المخدرات تدخل إلى العراق من إيران، خاصة أن الحدود المائية لا تحظى بمراقبة كبيرة أسوة بالبرية والذين يتم اعتقالهم متورّطين في قضايا المخدرات يعترفون أنها تصلهم عبر تجّار إيرانيين. لكنه يرى أن تطور الموضوع من التهريب ليصل إلى إدخال شحنات كبيرة من مطار بغداد الدولي دليل على تورّط مسؤولين عراقيين في تجارة المخدرات. الأمر نفسه يؤكده مصدر بوزارة الداخلية العراقية بقوله تعقب تجار المخدرات مهمة شكلية لا أكثر لأن شخصيات مسؤولة في الدولة تقف وراء هذه التجارة، إنها شخصيات بارزة ومدعومة من مليشيات مسلحة تابعة للحشد الشعبي.
المصدر الذي رفض أيضاً الكشف عن هويته لأسباب أمنية، تابع حديثه أصبح العراق ممراً آمناً وجسراً لعبور مختلف أنواع المخدرات إلى الدول المجاورة، بل إنّ بعضها يصل إلى أوروبا، مشيراً إلى أن هناك معامل أُنشئت في الجنوب تصنع أنواع المواد المخدّرة. وفي السياق كشف المتحدث باسم لجنة النزاهة النيابية النائب عادل نوري عن تهريب مئات الأطنان من الأدوية الفاسدة عبر المطارات العراقية، مبيناً أن جهات حكومية متواطئة مع جهات بهذه الملفات. وفي مؤتمر صحفي، الخميس 25 أيار 2017، أكد نوري أشرفنا على ملفات كثيرة خلال الفترة السابقة منها تهريب الأسلحة، وتبييض العملة والعقارات والفضائيين وكافة ملفّات الفساد الأخرى. لكن ما لاحظناه اليوم شكّل صدمة وجريمة بشعة ترتكب ضد العراقيين، بعد ورود معلومات خلال الفترة الماضية بأن مطار بغداد الدولي وعمليات الشحن الجوي تحوّلا إلى محطة لتهريب الأسلحة والأدوية والمخدرات. وتابع نوري تم جمع المعلومات والوثائق اللازمة بعد تنسيق عالٍ مع مسؤولين في الرقابة المالية وهيئة الجمارك، وتم التوصل إلى المواد المهربة، لكن عندما علم الفاسدون بوصول المعلومة إلى الجهات الرقابية تم التلاعب بمجموعة من المواد والأغلفة وتسريب جزء منها، وهناك تحقيق جارٍ سنعلن عن نتائجه في الأيام المقبلة. مؤكدا ان هناك عشرات الأطنان من الأدوية الفاسدة والمخدّرات التي سجلت مجموعة من المخالفات عليها منها التهرّب الضريبي داخل مطار بغداد، وهو مطار مؤمّن من جميع الجهات، ولا يمكن دخول إبرة أو قشّة إلى داخل المطار دون أن تخضع لإجراءات رسمية.
لكن في السنوات السابقة، وخاصة في هذا العام، مئات الأطنان من الأدوية والمخدرات تهرب وتوزع إلى مطارات العراق الأخرى والمحافظات، ومنها مطارا السليمانية وأربيل. وقد سجلت اللجنة مجموعة مخالفات مالية وقانونية وصحية على مئات الأطنان من المواد التي ترد إلى مطار بغداد ولا تتقاضى عنها الدولة أي عائدات مالية، بحسب نوري، الذي أكّد أن التجار يتلاعبون بتاريخ صلاحيات هذه المواد وتغليفها مجدداً. واتهم نوري جهات حكومية بالتواطؤ مع هذه الجهات، مشيراً إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة من وزارات الصحة والنقل والمالية والشحن الجوي والأمن الوطني بإشراف لجنة النزاهة.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.