​نينوى.. حذر وخشية لدى نازحي الموصل قبل مرورهم على لجان التدقيق الأمني

​نينوى.. حذر وخشية لدى نازحي الموصل قبل مرورهم على لجان التدقيق الأمني

نازحي الموصل

الموصل ـ «القدس العربي»: ينظر النازحون من مناطق المعارك في الموصل، بحذر وخشية إلى مرحلة التدقيق الأمني في الساحل الأيسر، باعتبارها مرحلة حاسمة من حياتهم، تحدد ما إذا كانوا متهمين بصلتهم بتنظيم «الدولة الإسلامية» ما يؤدي إلى اعتقالهم. ويصل أعداد من النازحين الهاربين من معارك الجانب الأيمن، في سيارات عسكرية وسيارات إسعاف إلى أحد مراكز التدقيق الأمني في الساحل الأيسر من الموصل.

المركز، الذي تشرف عليه لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية المتعددة ووزارة الهجرة، يدقق العاملون فيه باسماء النازحين بواسطة أجهزة حاسوب تضم أسماء الأشخاص المطلوبين للقضاء ممن وردت معلومات عن صلاتهم أو تعاونهم مع تنظيم «الدولة». رئيس المركز، العميد الركن جبار مصطاف، قال إن «الفريق المشترك المشرف على اجلاء واستقبال النازحين من الجانب الايمن من الموصل، يقوم يوميا باستقبال النازحين الذين يصلون تباعا إلى الجانب الايسر، والذين تنقلهم الاجهزة الامنية من مناطق المعارك إلى المناطق المحررة». ونوه إلى أن «التوجيهات التي لديهم تؤكد على الاهتمام بالجانب الإنساني وتقديم المساعدات الغذائية والطبية، مع تدقيق أسماء النازحين في الحاسبات المركزية الموجودة في المركز للتأكد فيما اذا كانوا ضمن المطلوبين لتعاونهم مع التنظيم أم لا». وأوضح أن «المعلومات المثبتة في أجهوة الحاسوب ناتجة عن جمع الاجهزة الاستخبارية، معلومات من المصادر المختلفة عن العناصر التي عملت مع تنظيم الدولة أو تعاونت معه في الموصل أو غيرها». وأضاف : «في حالة عدم وجود مؤشرات أمنية سلبية يتم إرسال النازحين إلى مخيمات أو السماح لهم بالذهاب إلى أقاربهم في المناطق المحررة، أما إذا كان الاسم مطلوبا، فيتم احالته إلى الجهة الأمنية وحسب الاختصاص».

يوسف أحمد حسن، نازح من تلعفر، متواجد في المركز، قال لـ«القدس العربي»: «هربت مع عائلتي ليلاً من مدينة تلعفر غرب الموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، وسلمت نفسي إلى البيشمركه، التي رفضت دخولنا إلى الاقليم، وسلمتنا إلى القوات العراقية». ونوه إلى أن «عناصر تنظيم الدولة جمعوا الرجال والنساء والأطفال من القرى ونقلوهم إلى داخل مدينة الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية، وينوون إعدام الكثير منهم، لذا قررت الهرب من المدينة». وأضاف، أن «والدتي التي كانت معنا، قد توفيت في الطريق لكونها مريضة ولا يوجد علاج لها وتركناها هناك».

وكانت معالم القلق والترقب بادية بوضوح على وجوه الرجال الذين جمعتهم الاجهزة الأمنية في المركز، بانتظار أن يأتي دورهم من أجل التحقيق معهم لمعرفة أوضاعهم، ومعرفة إذا كانوا مطلوبين أم لا، وإذا كانت لديهم معلومات مفيدة عن أماكن تواجد عناصر تنظيم «الدولة» في المناطق التي نزحوا منها. ويخشى عدد من النازحين المرور عبر لجان التدقيق الأمني، لاحتمال حصول تشابه في الأسماء مع مطلوبين، أو الخوف من وشاية كيدية قد تؤدي بهم إلى السجن.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.