​مقرات الميليشيات الشيعية تثير قلق سكان الموصل

​مقرات الميليشيات الشيعية تثير قلق سكان الموصل

القدس العربي

الموصل ـ «القدس العربي»: يبدي سكان الموصل المحررة نت تنظيم « الدولة الإسلامية»، مخاوف من انتشار مقرات ميليشيات شيعية في أحياء وشوارع المدينة، وسط أنباء عن توجيه ميليشيات «سيد الشهداء»، انذارا إلى «حرس نينوى» بالانسحاب من المدينة. وأوضح المتحدث باسم «حرس نينوى»، زهير الجبوري لـ«القدس العربي» أن «الكثير من مقرات الفصائل ضمن الحشد الشعبي تم فتحها مؤخراً وخاصة في جنوب الموصل، إضافة إلى مقرات داخل المدينة». وبين أن «عناصر المقرات أغلبهم من الشبك والتركمان الشيعة من سكان المناطق القريبة من الموصل، مثل القبة والرشيدية وتل لبن وعلي راش، وبعضهم ينتمون إلى كتائب سيد الشهداء ضمن الحشد الشعبي». وعن الإنذار الذي أصدرته كتائب «سيد الشهداء» في «الحشد الشعبي»، إلى «حرس نينوى» بمغادرة المدينة، أشار الجبوري إلى أن «الإنذار جاء ضمن تصريح لا يعتد به، لأنه لم يصدر عن القائد العام للقوات المسلحة، حيث أن حرس نينوى وكتائب سيد الشهداء مرتبطان بالقائد العام حيدر العبادي ويتلقون الأوامر منه فقط».

وأكد أن «حرس نينوى لم يتلقَ أي أوامر بالانسحاب». وعبر بعض سكان الموصل،عن القلق من تزايد نشاط وتواجد الأحزاب والميليشيات الشيعية في العديد من أحياء المدينة، التي خرجت للتو مع معركة قاسية استغرقت أكثر من تسعة أشهر، لانتزاعها من يد تنظيم «الدولة». وأشار أحمد عبد الله، من سكان الجانب الأيسر إلى أحد مقرات ميليشيا «بدر» الشيعية، قرب جامعة الموصل، مؤكداً أن «انتشار مقرات العديد من الميليشيات لاول مرة في احياء المدينة، يبعث القلق والمخاوف»، متسائلاً «عن سبب وجودها رغم تأكيدات الحكومة العراقية بأن الحشد الشعبي لن يدخل الموصل».

وكانت بعض السيارات العسكرية المحملة بعناصر مسلحة تدخل مسرعة إلى مقر الميليشيا الخاضع لحراسة مشددة من عناصره وترتفع فوقه الرايات الحسينية. وذكر عبد الله أن «هذه المقرات يراجعها شيعة الموصل، اضافة إلى بعض الاشخاص المتعاونين معهم». وأضاف أن «عناصر الحشد يتواجدون في بعض نقاط السيطرات الامنية المشتركة التي تضم أفرادا من الشرطة والجيش والحشد والتي تنتشر في احياء وشوارع المدينة، وتقوم بتدقيق الأشخاص والعجلات والقاء القبض على المطلوبين أو المشتبه بكونهم من تنظيم «دالدولة» الذين تمكنوا من الهرب أثناء المعارك الاخيرة. ولدى زيارة «القدس العربي» إلى لجان التدقيق الأمني للنازحين في الموصل، لوحظ أن القوة الأمنية التي تستلم النازحين وتجري لقاءات أولية معهم، هم من «الحشد الشعبي». واستغرب موصليون إبعاد ابناء المدينة عن هذه اللجان مثل «حرس نينوى» أو «الشرطة المحلية»، وعدم الاستفادة من معلوماتهم عن الأشخاص الموجودين لدى تلك اللجان. وعبر منتسب في شرطة المدينة، عن تخوف شعبي وتردد لدى الناس من التعامل مع «الحشد»، وبعض عناصر المليشيات ضمن الجيش والشرطة، الذين كانت لهم معهم تجربة غير سارة في المدينة قبل ظهور «الدولة».

وأكد أن «تعهد الحكومة سابقا بعدم مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل، قد بعث الاطمئنان إلى الناس، ولكنهم بعد التحرير بدأوا يشاهدون عناصر الحشد يتنقلون في الشوارع ويفتحون مقرات خاصة بهم في مقرات «الدولة» القديمة، وفي دور النازحين الفارغة». وأشار إلى أن «دوريات متنقلة للحشد الشعبي تقوم بالقبض على بعض سكان المدينة، على أنهم على صلة بالتنظيم، ولكن الناس يخشون أن تكون الاعتقالات لأسباب أخرى كالوشاية والاتهام الكاذب أو الدوافع الطائفية»، معللا ذلك بـ«وجود الشك في نظرة الناس إلى التنظيمات الشيعية». وأعتبر أن «الصدام الذي وقع مؤخرا بين حرس نينوى وميليشيا «سيد الشهداء» ضمن الحشد، تندرج ضمن هذا السياق». وفوق ركام مسجد النبي يونس، حرصت الميليشيات على رفع الرايات الحسينية التي تشاهد من بعيد، كما ترفرف تلك الرايات على الكثير من المباني الحكومية. 


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.