أثيل النجيفي: الموصل سُلمت لتنظيم داعش ثم دُمرت وفق خطةٍ موضوعة
أثيل النجيفي: الموصل سُلمت لتنظيم داعش ثم دُمرت وفق خطةٍ موضوعة

شبكة رووداو الإعلامية – أربيل - يعيش محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، في مدينة أربيل بإقليم كوردستان حالياً، وكلما تحدث عن مدينة الموصل، اغرورقت عيناه بالدموع، وقد تم استبعاده عن عمله بقرار من البرلمان العراقي، كما أنه لا يستطيع زيارة المناطق المحررة، لأنه مطلوب من قبل المحكمة. ويتحدث أثيل النجيفي في هذه المقابلة الخاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، عن الأضرار البشرية والمادية لعملية تحرير الموصل، مشيراً أن أكثر من 40 ألف مدني قُتلوا في الموصل، وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن 40 ألف مدني قُتلوا في الموصل، في حين تنفي بغداد ذلك، فما هو الرقم الحقيقي للضحايا المدنيين؟
أثيل النجيفي: الوضع الإنساني في الموصل أسوء من أن يتخيله المرء، حيث أن عدداً كبيراً من الجثث بقيت تحت الأنقاض، ووفقاً لحجم الحرب والدمار، فإن عدد الضحايا يزيد عن 40 ألفاً، وفي الموصل القديمة يمكن للسيارات والجرافات والآليات أن تسير فوق أنقاض المنازل المهدمة التي تدفن تحتها جثث الضحايا المدنيين، كما أن قوات الدفاع المدني تواجه صعوبات في إنجاز عملها، ولا تزال هناك الكثير من المناطق التي لم تتم إزالة الركام منها بعد.
رووداو: أي طرف أو قوة تُعتبر مسؤولةً عن هذا الدمار؟
النجيفي: نحن نريد أن تهدأ الأوضاع وتعود حياة أهالي الموصل إلى طبيعتها، وبعد استتباب الأمن هناك الكثير من الملفات الخطيرة التي ستُفتح في الوقت المناسب، فأهالي الموصل يريدون العيش بسلام حالياً ولا يريدون إثارة المشاكل، كما أن مدينة الموصل لم تشهد أمراً كهذا في تاريخها، حيث أن الحكومة الرسمية سلمت المدينة لتنظيم داعش ليرتكتب مجرزةً فيها، ومن ثم تدمير الموصل خلال عملية تحريرها، وأعتقد أن خطة تدمير الموصل وُضعت في اليوم الذي سُلمت المدينة لتنظيم داعش.
رووداو: حين أجرينا معك مقابلةً في العام الماضي، قلتَ إن من الممكن أن تتحول الموصل إلى "حلب ثانية"، فلماذا لم تمنعوا حدوث ذلك؟
النجيفي: الكارثة التي حلت بالموصل أكبر من تلك التي حدثت في حلب، وقد تنبأتُ بهذه الكارثة مُسبقاً، وأنا أعترف أن خطة أولئك الذين سلموا الموصل لتنظيم داعش ومن ثم دمروا المدينة، كانت أقوى من خطتنا.
رووداو: هل تقصد أنها قوة إقليمية محددة؟
النجيفي: نعم أنا أقصد إيران التي تضع يدها على العراق، وتسببت بكارثة كبيرة دون قرار من إدارة أوباما، كما فُتح المجال أمام إيران لزيادة نفوذها وتنفيذ خططها في المنطقة.
رووداو: كم يبلغ حجم الدمار في المدينة؟
النجيفي: الأمر مختلف من منطقة لأخرى، فالموصل القديمة مثلاً دُمرت بنسبة 100%.
رووداو: لقد كان أهالي الموصل يثقون بقواتكم، ولكن دوركم كان ضعيفاً جداً، لماذا؟
النجيفي: لقد قدمنا الكثير من البدائل، ولكنهم لم يسمحوا لنا بالمشاركة بقوة، كنا نريد تحفيز أهالي الموصل من أجل القيام بانتفاضة ضد تنظيم داعش، ولكن الخطة الموضوعة كانت تتضمن إبعادنا، وأنا لا أقول إننا كنا قادرين على تحرير الموصل بمفردنا، ولكننا كنا نستطيع أن نكون قوةً مؤثرة، فلدينا حالياً 3500 مسلحاً مُدرباً، وبإمكاننا جمع الآلاف غيرهم، كما أن حوالي 10 شوارع شرقي الموصل و7 مناطق غربي المدينة تحت سيطرة قواتنا، وبرأيي لا يزال هناك مسلحون وخلايا نائمة وسرية من تنظيم داعش في الموصل، وهم بانتظار الفرصة المناسبة، وكذلك بانتظار حدوث مواجهات بين القوات العسكرية.
رووداو: ماذا كان دور القوات التركية في بعشيقة؟
النجيفي: لقد قدمت الدعم لقوات البيشمركة خلال عملية تحرير بعشيقة، وبعد معركة الموصل لم تعد تلك القوة موجودة هناك، ولا أعلم أين ذهبت أو كيف جاءت، وبالأساس لم تكن هناك قاعدة لهذه القوة، بل كان هناك مجموعة من المدربين، وتلك القوة كانت موجودة هناك بناءً على اتفاق بين أنقرة وأربيل وبغداد، ونحن كنا طرفاً في المباحثات المتعلقة بهذه المسألة.
رووداو: هل تم اتخاذ أي خطوةٍ على طريق إعمار الموصل؟
النجيفي: الموصل بحاجة لـ3 مليارات دولار لتوفير الخدمات الرئيسية، كما أننا بحاجة لميزانية ضخمة من أجل تعويض المواطنين وإعادة إعمار الأسواق والمرافق العامة، خصوصاً في الموصل القديمة، وأعتقد أنه بسبب الأزمة المالية، فإن بغداد غير قادرة على تأمين هذه الميزانية، كما أن المحافظات الأخرى لن تخصص جزءاً من ميزانيتها من أجل إعمار الموصل، لذلك فإن الآلية الأفضل هي طلب المساعدة الدولية.
رووداو: هل هناك أي دولةٍ مستعدةٍ لإعمار الموصل؟
النجيفي: لقد أبلغت تركيا رئيسَ الوزراء العراقي بأنها مستعدة لإعادة إعمار الموصل القديمة، وكذلك القيام ببعض المشاريع، كما أن عدداً من الدول العربية مستعدة للمشاركة في إعادة إعمار الموصل، إلا أن بغداد تسدُّ الطريق أمامها، ولا تريد أن يُعاد إعمار الموصل، فبعض الأطراف السياسية تضع العراقيل أمام حيدر العبادي، ولا تريد أن تتم إعادة إعمار الموصل.
رووداو: عند سقوط الموصل وقع عدد من الدبلوماسيين الأتراك في قبضة تنظيم داعش، فهل يوجد قرار بأن تقوم تركيا بإعادة فتح قنصليتها في الموصل؟
النجيفي: بحسب معلوماتي، فقد تحدثت تركيا ومع المسؤولين في الحكومة العراقية، ولديها نية لإعادة فتح قنصليتها في الموصل.
رووداو: إلى أي مرحلةٍ وصل مشروع إنشاء إقليم نينوى؟
النجيفي: لن يستتب الأمن في نينوى ما لم تتحول إلى إقليم فيدرالي، لقد اقترحتُ إنشاء 5 إلى 8 محافظات، وكل محافظة تتمتع بخصوصيتها، ونحن نريد توضيح هذه المسألة مع المكونات الأخرى، وأن تكون حقوق ومكاسب كل المكونات محفوظة، كأن تصبح سنجار محافظةً على سبيل المثال، وكذلك زمار والربيعة، بالإضافة إلى تلعفر.
رووداو: من المقرر إجراء استفتاء في إقليم كوردستان، وكذلك في المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم، في يوم 25/9/2017، وبعض تلك المناطق تقع ضمن حدود محافظة نينوى، فما هو موقفكم من هذه المسألة؟
النجيفي: لقد تعرضت المنطقة لدمار هائل نتيجة الحرب، وعلى أربيل وبغداد حلُّ هذه المسألة عبر الحوار فيما بينهما، فإقليم كوردستان يستعد لإجراء استفتاء، وبغداد تستعد لرفضه، وهناك الكثير من القوات الميليشياتية في المنطقة، وقد طلبنا عدم إجراء الاستفتاء في مناطق تواجدها، لأن وضع المنطقة لا يحتمل المزيد من الأزمات.
رووداو: قبل انطلاق عملية الموصل، كانت التوقعات تشير إلى وجود الآلاف من مسلحي تنظيم داعش داخل المدينة، فماذا حلَّ بهم، وأين ذهبوا؟
النجيفي: نعم كان هناك عشرات الآلاف من مسلحي تنظيم داعش في الموصل، ولكن لم يعد لهم وجود، ولكنني لا أعلم ماذا حلَّ بهم.
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.