انتهاكات حقوق إنسان الموصل تقود لظهور جيل جديد متطرف
انتهاكات حقوق إنسان الموصل تقود لظهور جيل جديد متطرف

اليوم - صحيفة اليوم السعودية - تصاعدت انتهاكات حقوق الانسان ضد مَنْ يشتبه في انهم من اعضاء تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعد اعلان الحكومة العراقية انتهاء هجوم الموصل، ما ينذر بظهور جيل جديد من تنظيم داعش الإرهابي، هكذا افتتحت صحيفة الجارديان البريطانية أحد تقاريرها السياسية المعنية بالشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة البريطانية: «منذ اعلان حكومة بغداد نهاية هجوم الموصل، آخر معاقل ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي في العراق، تواترت في برقيات وكالات الانباء ومراسلي الصحف ووسائل الاتصال الجماهيري، صور واخبار تؤكد تصاعد انتقام وانتهاكات ميليشيات مسلحة غير حكومية ضد مَنْ يشتبه في انتسابهم للتنظيم، ليتعرضوا هم واسرهم لاعتداءات جسدية بشعة، ما ينبئ بظهور جيل جديد من الإرهابيين».
وأشارت الجارديان إلى ان احدى وسائل الاعلام سربت شريط فيديو تظهر فيه تلك القوات وهي ترمي رجلا اعزل من حافة عالية، وأضاف التقرير: «كانت لقطات سابقة ابرزت مشاهد تقوم فيها وحدة عسكرية بتعذيب المدنيين مما اضطر متحدثا باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي ليعلن ان الحكومة ستتخذ اجراءات ضد اولئك الأفراد».
ولفتت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن تحديد مستقبل العراق يظل مرهونا لحزمة من التحديات التي ستتكشف بعد انتهاء الحرب، وأشارت إلى أن أهمها وضع الجغرافية السياسية للدولة، مثل كيفية تأمين البلاد في خضم هذه الاضطرابات ومع وجود ايادٍ خارجية كثيرة متداخلة في الشأن الداخلي.
وأضاف تقرير الجاريان: «هناك ايضا التغيرات السايكولوجية كما يقول الخبراء: إن أطفال الموصل يعانون من ضغوط نفسية حادة تطاردهم الكوابيس في احلامهم علاوة على عدم قدرتهم على اللعب او التعبير عن دواخلهم»، واستدرك: «هؤلاء عانوا من سيطرة داعش الدموية ومن عمليات الهجوم على المدينة، ويعيشون حاليا في مخيمات النزوح؛ لا يستطيعون العودة الى بيوتهم التي تحولت الى انقاض، مع تقدير الخبراء تكلفة اصلاح البنية التحتية وحدها بمليار دولار».
وفيما يخص استنهاض جيل جديد متطرف وناقم، قالت الصحيفة: «لا تستطيع الحكومة التي تعجز عن توفير ابسط الخدمات لرعاياها ان تضمن ولاءهم في وقت تدور عجلة الانتقام المتبادل»، وأضافت: «سوء معاملة ضحايا الحرب خطأ كبير وله عواقبه العكسية في المستقبل، ويمكن ان تؤدي الى ولادة جيل جديد من المقاتلين المتطرفين اعتادوا على رؤية الدم والقتل على الهوية الطائفية».
وشددت الجارديان على «أن سوء المعاملة الذي تمارسه قوات الحكومة والميليشيات الطائفية ظل يستهدف المسلمين السنة منذ غزو العراق في 2003، ولم يحاول احد حتى اليوم ايقافه»، ووفقا للتقرير: «كانت تلك المعاملة بمثابة الخميرة التي انتجت داعش».
وأكد التقرير حقيقة ذلك بالقول: «لقد سبق لقائد القوات الامريكية في العراق ان نبه مبكرا بأن على بغداد ان تتصرف بشكل مختلف حتى تمنع ظهور (داعش2)»، واضاف: «رئيس الوزراء حيدر العبادي اثبت انه صاحب رؤية شاملة خلافا لسلفه نوري المالكي»، مشددة على ضرورة انتباهه الى «ان المجموعات التي عملت معا للقضاء على داعش؛ وتضم الاكراد، والمقاتلين الاكراد المدعومين من السنة، والميليشيات الطائفية المدعومة من ايران لا تجد ما يربط بينها بعد انتهاء الحرب».
وختمت الجارديان تقريرها قائلة: «المطلوب حاليا تقديم اولئك الذين استهدفوا المشتبهين بأنهم منتسبون لداعش واسرهم للمحاكمة، فالجنود العراقيون واعضاء الميليشيات يعتقدون حتى اليوم انهم تحت الحصانة، وانهم سيفلتون من العقاب او لن يقدم احد على محاكمتهم».
لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.