​مشاركة الحشد الشعبي بعملية تحرير تلعفر تُنذر باندلاع أزمات كبيرة في العراق

​مشاركة الحشد الشعبي بعملية تحرير تلعفر تُنذر باندلاع أزمات كبيرة في العراق

تلعفر

رووداو – أربيل - بعد انتهاء عملية تحرير الموصل، تتجه الأنظار نحو قضاء تلعفر الذي يعتبر آخر مواقع تنظيم داعش في محافظة نينوى، ومنذ الآن تشير التكهنات إلى أن الحرب على داعش في تلعفر ستجلب معها الكثير من الأزمات، لأن عدداً من الدول الإقليمية تقف ضد مشاركة الحشد الشعبي في هذه المعركة.

ويقع قضاء تلعفر على بعد 65 كيلومتراً شمال غربي الموصل، وقبل أن يسيطر عليه تنظيم داعش، كان يعيش فيه 250 ألف نسمة غالبيتهم من المكون التركماني، كما كان يعيش فيه العرب السنة والشيعة، إلا أن 60% من سكان القضاء نزحوا عنه بسبب الحرب.

موقع تلعفر الاستراتيجي

يعتبر قضاء تلعفر موقعاً مهماً واستراتيجياً في الموصل من الناحيتين العسكرية والسياسية، حيث يربط مدينة الموصل بسوريا، وبعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل بأسبوعين، دخل التنظيم إلى القضاء، وخلال معركة تلعفر قام قائد عمليات نينوى آنذاك، أبو وليد، الملقب بـ"أسد المالكي"، بفتح طريق أمام القوات الموجودة في تلعفر، وفي تاريخ 22 حزيران من عام 2014، انسحب اللواء 10 من الفرقة 3 بالجيش العراقي من تلعفر، وتوجه نحو قواعد قوات البيشمركة في سنجار.

وقبل انطلاق معركة تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل، قامت قوات الحشد الشعبي بالسيطرة على الطريق الواصل بين تلعفر وسنجار، وبذلك قطعت الطريق إلى سوريا أمام تنظيم داعش.

إيران تمارس الضغط على بغداد

تعتبر مشاركة الحشد الشعبي المشكلة الأكبر أمام الحكومة المركزية ببغداد قبل انطلاق معركة تلعفر، لأن إيران تضغط على بغداد لإشراك الحشد الشعبي في المعركة، في حين يعتبر العرب والتركمان السنة، إلى جانب تركيا، إشراك هذه القوات بمثابة "خط أحمر".

وسبق أن أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في أكثر من مناسبة، بأن الجيش والشرطة العراقية ستتولى مهمة السيطرة على تلعفر، وجاء ذلك بهدف إرضاء الأطراف السنية، وبعد نقاشات طويلة، أعلن العبادي في يوم 29 تموز الماضي، بأن الحشد العشائري والحشد الشعبي سيشاركان في معركة تلعفر.

ولكن على ما يبدو فإن مشاركة الحشد الشعبي في هذه المعركة لن تكون بدون مقابل، فتركيا أعلنت أكثر من مرة أنه في حال دخول الحشد الشعبي إلى تلعفر، فإنها "ستستخدم كافة الوسائل لحماية التركمان هناك".

وتمتد الحدود الفاصلة بين تنظيم داعش والقوات العراقية في تلك المنطقة على مسافة 60 كيلومتر بالطول و40 كيلومتر بالعرض، إضافةً إلى مركز مدينة تلعفر، كما أن ناحيتي العياضية والمحلبية و47 قرية لا تزال تحت سيطرة داعش، بعض تلك القرى والمناطق تقع في أرياف جنوب غربي الموصل، وبعضها الآخر تقع في المرتفعات القريبة من جبل سنجار.

داعش يتخذ الاحتياطات والتجهيزات

أفاد الضابط في الاستخبارات العسكرية العراقية، حيدر ولي، لشبكة رووداو الإعلامية، بأن "تنظيم داعش حفر خنادق في الكثير من القرى، واتخذ احتياطاته اللازمة في تلعفر أكثر مما كان عليه في الموصل، لأنه لم يعد أمام التنظيم سوى القتال".

من جهته قال القيادي في الشرطة الفيدرالية، شاكر جودت، إننا "نتدرب حالياً على قتال الشوارع، ولدينا خطة لمنع تفجير المدارس والمباني الحكومية".

القوات التي ستشارك في معركة تلعفر هي: الشرطة الاتحادية، شرطة المغاوير، فوج القتال الليلي، لواء القناصة، الجيش العراقي، جهاز مكافحة الإرهاب، فرق الجهد الهندسي، الحشد العشائري، والحشد الشعبي.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "قيادة العمليات المشتركة هي التي تتولى صياغة خطة عملية تحرير تلعفر، وستشارك كافة قوات وألوية ووحدات الحشد الشعبي في المعركة".

وأضاف الأسدي أن "هناك 2000 مسلح من تنظيم داعش في تلعفر متمركزون في مواقع مواجهة للقوات العراقية، ومن المستحيل أن يُقدم أي مسلح منهم على تسليم نفسه".

من جهة أخرى قال المتحدث باسم قوات حرس نينوى، زهير حازم الجبوري، لشبكة رووداو الإعلامية، إنهم "لم يتلقوا أي أمر بالمشاركة في معركة تلعفر، وأنهم يجرون استعداداتهم منذ عدة أشهر"، وأضاف الجبوري: "لكنني لا أعتقد بأن تسمح الحكومة بمشاركة قوات حرس نينوى في معركة تلعفر".

350 كوردياً إزيدياً موجدون في تلعفر

أوضح مدير شؤون الكورد الإزيديين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان، خيري بوزاني، لشبكة رووداو الإعلامية، أنه "بحسب تقديراتنا يوجد 350 كوردياً إزيدياً، غالبيتهم من الأطفال، ممن خطفهم تنظيم داعش، في تلعفر، وهم معتقلون من قبل التنظيم، وفي الوقت ذاته أقدم تنظيم داعش على نقل بعضهم من تلعفر إلى سوريا".

وحول هذا الموضوع قال المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي: "لقد جمعنا معلومات حول الكورد الإزيديين المختطفين، وإذا لم يقتلهم تنظيم داعش في تلعفر، فسوف نحررهم بكل تأكيد".


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.