​منظمة حقوقية : باتت للمليشيات في العراق محاكم خاصة تعتقل الناس وتعاقبهم خارج نطاق القانون

​منظمة حقوقية : باتت للمليشيات في العراق محاكم خاصة تعتقل الناس وتعاقبهم خارج نطاق القانون

خطف وإغتيال

وكالة باسنيوز - قالت منظمة أمارجي، لحرية التعبير(مقرها باريس) في بيان ، انها " أشرت سابقا تصاعد عمليات خطف وإغتيال وترهيب الصحفيين والناشطين في المحافظات العراقية في وسط وجنوب البلاد الخاضعة بشكل كامل للسيطرة الحكومية ومصنفة على انها أمنة نسبيا " . مضيفة " تتلقى أمارجي أسبوعيا العديد من البلاغات من صحفيين وناشطين يؤكدون تعرضهم الى التهديد بالقتل والتصفية من الميليشيات والجماعات الدينية المتطرفة بسبب مزاولة عملهم الصحفي أو إنتقاد احد رموز السلطة أو الأحزاب الدينية أو اتهامه بالإلحاد لمطالبته بتطبيق العلمانية في العراق وإبعاد رجال الدين عن التدخل بالسلطة للخروج من حالة العنف و الإنقسام الطائفي الذي لازم العراق منذ 14 عاما تقريبا" . وأورد بيان المنظمة، بلاغ من الصحفي والكاتب والشاعر صفاء خلف ، للمنظمة بانه "يتعرض إلى التهديد بالقتل بسبب كتاباته التي ينتقد فيها بشكل مستمر الفساد المالي والأداري في العراق" . ناقلاً عن خلف ، قوله " انه يتلقى تهديدات كثيرة من جماعات دينية متطرفة تتوعده بالقتل وان حياته لم تعد أمنة في العراق ، وهو يتوقع ان يتم قتله في اي لحظة " . مضيفاً ان " تلك الجماعات تتهمني بالترويج للانحلال الاخلاقي وباني اقود جيشاً الكترونياً تدعمه السفارة الاميركية في بغداد ، وان هدفي تشويه صورة الحشد الشعبي وصورة المراجع والاحزاب الدينية " .

وتهمة تشويه سمعة "الحشد الشعبي " أصبحت شائعة في العراق وتلصق بكل من ينتقد أفعال المليشيات وتجاوزتها على الناس والدستور وعدم احترامها حتى الدولة واجهزتها الرسمية ، وقيامها بتشكيل مفارز أمنية ومحاكم خاصة تقوم بإعتقال الناس ومحاسبتهم ومعاقبتهم خارج نطاق القانون . وأكدت المنظمة ، بالقول " تكون نتيجة هذه التهمة (تشويه سمعة الحشد الشعبي) غالبا الإغتيال أو الاختفاء القسري ، لذلك فإن أمارجي تحمل رئيس الوزراء حيدر العبادي ، مسؤولية أمن وسلامة الزميل صفاء خلف واسرته " . وختمت " تؤكد أمارجي ان أستمرار صمت العبادي وعدم مبالاته بممارسات الميليشيات والجماعات الدينية المتطرفة ، هو مشاركة في جرائمها ومنحها الضوء الأخصر الذي يسمح لها بتسخير امكانيات واجهزة الدولة في تنفيذ أفعالها الأجرامية " . وكانت المنظمة ، أفادت في بيان سابق لها مطلع أغسطس/آب الجاري بازدياد وتفاقم عمليات الإختطاف في العراق خلال العام الجاري بشكل غير مسبوق منذ عام 2008، وسط عجز تام للحكومة واجهزتها الأمنية عن مواجهة الحالة أو الحد منها على الأقل.

مشيرة الى تعرض نحو 23 صحفيا وناشطا ومدنيا إلى الإختطاف خلال الشهر الماضي لفترات تتراوح بين 48 ساعة إلى الشهر، وتركزت عمليات الإختطاف في العاصمة بغداد تليها محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد). واوضحت "أمارجي" ، انه بحسب المختطفين وذويهم الذين سجلت شهاداتهم فإن حزب الدعوة– جناح نائب الرئيس العراقي ، نوري المالكي، وميليشيا (عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله) هي المسؤولة عن غالبية عمليات الإختطاف في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية، يليها المجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم والذي غير اسمه مؤخرا الى "تيار الحكمة". وشملت عمليات الإختطاف والتعذيب حتى مراهقين تتراوح اعمارهم بين (14-16) عاما، حيث أبلغ أحدهم واسرته، منظمة أمارجي انه تم أختطافه لمدة اسبوع كامل بسبب تدوينه كتبها على صفحته على "فيس بوك" يطالب فيها برفع صور المرشد الإيراني الراحل خميني والحالي علي خامنئي من محافظته. وأكدوا ان الخاطفين، اطلقوا سراحه بعد تدخل رجال دين وشيوخ عشائر وتعهدهم بانه لن يكرر فعلته! وأجمع كل من اتصلت بهم "أمارجي" على ان عمليات الإختطاف تتم عادة بشكل علني وأمام مرأى ومسمع الجهات الحكومية وأجهزتها الأمنية، لافتين إلى انه في حالات كثيرة تكون الأجهزة الأمنية مشتركة في عملية الإختطاف من خلال تقديم المعلومات وتسهيل عمل الخاطفين.


شارك الموضوع ...

كلمات دلالية ...

لا يوجد وسوم لهذا الموضوع.